الرئيس اللبناني: الجهود مستمرة لمعالجة الخلاف مع دول الخليج

أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الثلاثاء، أن "معالجة الخلاف الذي نشأ مع السعودية وعدد من دول الخليج مستمر على مختلف المستويات على أمل الوصول إلى الحلول المناسبة"؛

الرئيس اللبناني: الجهود مستمرة لمعالجة الخلاف مع دول الخليج

عون خلال استقباله سانتوس (الأناضول)

أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الثلاثاء، أن "معالجة الخلاف الذي نشأ مع السعودية وعدد من دول الخليج مستمر على مختلف المستويات على أمل الوصول إلى الحلول المناسبة"؛ فيما قالت السعودية إنه ليس لديها أزمة دبلوماسية مع لبنان، لكنها رأت أن التعامل مع حكومته "غير مثمر" بسبب هيمنة "حزب الله" على المشهد السياسي فيه.

جاء تصريحات الرئيس اللبناني خلال استقباله رئيسة وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع بلدان الشرق أوسط، إيزابيل سانتوس، وأعضاء الوفد النيابي المرافق لها، في قصر بعبدا شرقي بيروت، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية.

وفي الأيام الماضية، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت سحب سفرائها من بيروت، احتجاجا على تصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، حول الحرب المتواصلة في اليمن منذ نحو 7 سنوات.

وبدأ الخلاف عقب نشر مقابلة لقرداحي سُجلت في آب/ أغسطس الماضي (قبل تعيينه وزيرًا) وبُثت في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، قال فيها إن الحوثيين "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".

وفي وقت سابق، الثلاثاء، دعت البحرين مواطنيها المتواجدين في لبنان إلى المغادرة "فورا"، وذلك في أعقاب قرارها استدعاء سفيرها في بيروت والطلب من السفير اللبناني مغادرتها على خلفية تصريحات الموقف السعودي.

وقالت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان نشرته على موقعها، إنّها تدعو "جميع المواطنين المتواجدين في الجمهورية اللبنانية إلى ضرورة المغادرة فورًا نظرًا لتوتر الأوضاع هناك مما يوجب أخذ الحيطة والحذر".

وأكّدت الوزارة في بيانها "على ما صدر عنها من بيانات سابقة بعدم السفر نهائيًا إلى الجمهورية اللبنانية وذلك منعًا لتعرض المواطنين لأية مخاطر وحرصًا على سلامتهم".

ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ 2015 تحالف عسكري بقيادة السعودية ويضم البحرين والإمارات ودولا أخرى، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم كثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة. وأكدت الأمم المتحدة مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا، فيما تتهم منظمات حقوقية أطراف النزاع كافة بارتكاب "جرائم حرب".

وأعربت الحكومة اللبنانية عن "رفضها" تصريحات قرداحي، مشيرة إلى أنه "لا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقاً"، لكن الوزير رفض التراجع عنها.

وتأتي الأزمة الدبلوماسية فيما تعمل الحكومة اللبنانية على إعادة ترتيب علاقاتها السياسية مع دول الخليج، خصوصًا السعودية، وتعوّل على دعمها المالي في المرحلة المقبلة للمساهمة في إخراج البلاد من أسوأ أزماتها الاقتصادية.

وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتورًا منذ سنوات، على خلفية تزايد دور حزب الله، الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفذ سياسة إيران خصمها الإقليمي الأبرز وتأخذ على المسؤولين اللبنانيين عدم تصديهم للحزب.

والأحد، اعتبر وزير الخارجية السعودي في مقابلة تلفزيونية أنّ "ليس هناك جدوى" في التعامل مع لبنان في ظل استمرار "هيمنة وكلاء إيران" على هذا البلد العربي، في إشارة لحزب الله.

لكن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب دعا، الإثنين، السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين.

التعليقات