تحركات دبلوماسية في الخليج لحلحلة الخلافات الإقليمية

بدأ ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، مساء أمس، الإثنين، جولة خليجية تشمل كافة دول مجلس التعاون وهي عُمان وقطر والامارات والبحرين والكويت، وذلك قبيل استضافة السعودية قمة خليجية سنوية من المقرر عقدها منتصف الشهر الجاري.

تحركات دبلوماسية في الخليج لحلحلة الخلافات الإقليمية

الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني يستقبل الرئيس التركي في الدوحة ("قنا")

بدأ ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، مساء أمس، الإثنين، جولة خليجية تشمل كافة دول مجلس التعاون وهي عُمان وقطر والامارات والبحرين والكويت، وذلك قبيل استضافة السعودية قمة خليجية سنوية من المقرر عقدها منتصف الشهر الجاري.

وأجرت سلطنة عُمان مراسم استقبال رسمية لولي العهد السعودي الذي عقد لقاء مع سلطان عُمان، هيثم بن طارق، في زيارة شهدت توقيع 13 مذكرة تفاهم بقيمة 30 مليار دولار في عدة قطاعات اقتصادية،

وذكرت وكالة الأنباء السعودية ("واس")، اليوم، الثلاثاء، أنّ "مجموعة من الشركات السعودية وعددا من الشركات المملوكة لجهاز الاستثمار العُماني والقطاع الخاص وقّعت 13 مذكرة تفاهم بقيمة استثمارات تبلغ 30 مليار دولار".

وتشمل المذكرات بين البلدين الخليجيين الساعيين إلى تنويع اقتصاديهما المرتهنين للنفط، تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والسياحة وتقنية المعلومات والتقنية المالية وغيرها من القطاعات.

كما أعلنت السعودية وسلطنة عمان، افتتاح أول طريق بري بينهما، والذي يبلغ طوله 725 كيلو مترا، وذلك بحسب بيان مشترك للبلدين، في ختام زيارة ولي العهد السعودي في مسقط.

وفي أبو ظبي، ذكرت وكالة انباء الإمارات أن ولي العهد السعودي، بحث مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، "العلاقات الأخوية الراسخة ومسارات التعاون الثنائي والفرص الواعدة لتنميته في مختلف المجالات في ضوء الشراكة الإستراتيجية الخاصة التي تجمع بين البلدين الشقيقين إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

وبحسب الوكالة فإنهما تناولا أيضا "أهمية تفعيل العمل الخليجي والعربي المشترك وعددًا من القضايا والملفات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.. مؤكدين ضرورة العمل على ترسيخ أركان الاستقرار الإقليمي الذي يشكل القاعدة الرئيسة المشتركة للتنمية والبناء والتقدم".

وستكون زيارة ولى العهد السعودي إلى قطر، الأولى له منذ قطع العلاقات بين البلدين في 2017، عندما قررت السعودية إلى جانب كل من البحرين ومصر والإمارات قطع علاقاتها مع قطر، في تصدّع كبير داخل مجلس التعاون الخليجي الذي غالبا ما يتبنى سياسات موحدة حيال قضايا المنطقة.

كما تأتي جولة ولي العهد السعودي في وقت تشهد المنطقة تحركات دبلوماسية لحلحلة الخلافات الإقليمية، وخصوصا مع إيران وتركيا، حيث تقيم السعودية حوارا على جولات مع طهران، فيما أرسلت الإمارات وفدين رفيعي المستوى إلى إيران وتركيا.

في المقابل، يزور الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الدوحة، الثلاثاء. وكان إردوغان قد اتّهم ولي العهد السعودي بشكل غير مباشر بالوقوف خلف جريمة قتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.

وسُئل وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس، الإثنين، عن توقيت زيارة إردوغان التي قد تتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي، فقال إنّها مجرد مصادفة.

وقد اجتمع إردوغان في الدوحة بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبحثا وفقا لبيان قطري "سبل توطيد وتطوير علاقات التعاون الإستراتيجية بين قطر وتركيا، وآفاق الارتقاء بها على مختلف الصعد خصوصا الاقتصاد والاستثمار والصناعة والدفاع والأمن ومجال الأوقاف والإعلام والثقافة والرياضة".

وأبرمت قطر وتركيا، بحضور أمير قطر وإردوغان، 15 اتفاقية تعاون في عدد من المجالات والقطاعات.

ووقّع الجانبان على البيان الختامي لاجتماع اللجنة الإستراتيجية العليا، وعلى عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين حكومتي البلدين في الديوان الأميري، شملت تنفيذ خطاب النوايا الخاص بالتعاون في مجالات تنفيذ الفعاليات الكبرى بين حكومتي البلدين، وخطاب نوايا بشأن إدارة الطوارئ والكوارث بين الإدارة العامة للدفاع المدني بوزارة الداخلية وهيئة إدارة الكوارث والطوارئ بوزارة الداخلية التركية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال المراسم بين وزارة الخارجية ووزارة الخارجية التركية، وخطاب نوايا حول برنامج الشراكة في المحتوى بين منتدى الدوحة ومنتدى أنطاليا الدبلوماسي.

وبحسب الديوان الملكي السعودي، فإنّ الجولة الخليجية التي يقوم بها ولي العهد ترمي "لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات كافة، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وتسعى دول الخليج إلى تنويع اقتصاداتها بعيدا عن النفط، وبدأت خلال السنوات الماضية في ضخ استثمارات ضخمة في قطاعات السياحة والترفيه والرياضة وغيرها.

وبالنسبة للسعودية وعُمان، فقد بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بينهما 3,36 مليارات دولار في عام 2020، فيما بلغت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى سلطنة عُمان 1,16 مليار دولار، حسب الإعلام الرسمي.

وفي مؤشر على الرغبة في تجديد العلاقات السعودية التركية، أكد الرئيس التركي، إردوغان، في تصريحات صدرت عنه في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حرص أنقرة على الارتقاء بالعلاقات مع كل من السعودية ومصر.

وقال إردوغان في تصريحات أدلى بها خلال مقابلة أجرتها معه قناة "تي آر تي1" الحكومية، "سنعمل على الارتقاء بالعلاقات مع السعودية إلى مكانة أفضل".

التعليقات