لبنان: ميقاتي يعلن عزوفه عن الترشّح إلى الانتخابات البرلمانيّة

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، اليوم الإثنين عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة المقررة في أيار/ مايو.

لبنان: ميقاتي يعلن عزوفه عن الترشّح إلى الانتخابات البرلمانيّة

رئيس الحكومة اللبنانية، ميقاتي (أ ب)

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، اليوم الإثنين عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة المقررة في أيار/ مايو.

ولا يُتوقّع أن تحدِث الانتخابات تغييرا كبيرا في المشهد السياسي العام في البلاد الغارقة في أزمة سياسية واقتصادية حادة منذ أكثر من سنتين، وفق ما يرى خبراء.

ويأتي قرار ميقاتي بعد أسابيع من إعلان رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، تعليق نشاطه السياسي، وعزوفه عن الترشح.

ولا يزال يُنظر إلى الحريري على أنه أبرز ممثلي الطائفة السنية في لبنان المتعدد الطوائف. ويتحدّر ميقاتي من طرابلس ثاني أكبر مدن لبنان، وهي ذات غالبية سنية.

وقال ميقاتي في كلمة وجّهها من طرابلس عشية إقفال باب الترشيحات: "أعلن عزوفي عن الترشّح للانتخابات النيابية، متمنياّ التوفيق للجميع".

وبرّر ميقاتي قراره بجملة أسباب، من بينها إيمانه "بحتمية التغيير وبضرورة إفساح المجال أمام الجيل الجديد ليقول كلمته ويحدد خياراته عبر الاستحقاق النيابي المقبل"، داعيا في الوقت ذاته أهالي طرابلس "إلى المشاركة في الانتخابات، إذ لا يجوز التلكؤ عن القيام بهذا الواجب الوطني، لأي سبب كان".

وأعلن الحريري قبل أكثر من شهرين "تعليق" عمله السياسي وعدم خوضه مع حزبه "تيار المستقبل" الانتخابات البرلمانية، معتبرا أن "لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبّط الدولي والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة".

وشهد لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر انتفاضة شعبية عارمة، طالبت بسقوط كل الطبقة السياسية التي حُمّلت مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي والفساد الذي نخر كل مؤسسات الدولة. استمرت التحركات الشعبية أشهرا، ثم تراجعت.

وتعلن الأحزاب السياسية منذ أسابيع مرشحيها إلى الانتخابات، من دون أن يلاحظ تغيير أساسي في الأداء والأسماء.

ويرى محللون أن القانون الانتخابي مفصّل على قياس هذه الأحزاب النافذة والمتجذرة، وأن الانتخابات لن تغير المشهد كثيرا. ولا يساعد في التغيير تخبط مجموعات سياسية كثيرة ولدت بعد ما صار يعرف بـ"ثورة" تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ونقص خبرتها وعدم قدرتها على توحيد لوائحها وبرامجها.

ويرى البعض أن غياب الحريري في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية قد يفيد خصومه، لا سيما "حزب الله" الذي سيدعم من هذا الفراغ، وصول نواب سنّة مقربين منه إلى البرلمان، ما يخوّله الفوز مرة أخرى مع حلفائه بالأغلبية في البرلمان المقبل.

التعليقات