جولة إقليمية للمبعوث الأممي للصحراء الغربية يبدأها بالرباط

يصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ستيفان دي ميستورا، اليوم السبت، إلى العاصمة المغربية الرباط، في ثاني جولة له في المنطقة، منذ تعيينه قبل نحو 9 أشهر، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، مساء أمس، الجمعة.

جولة إقليمية للمبعوث الأممي للصحراء الغربية يبدأها بالرباط

ستيفان دي ميستورا (Getty Images)

يصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ستيفان دي ميستورا، اليوم السبت، إلى العاصمة المغربية الرباط، في ثاني جولة له في المنطقة، منذ تعيينه قبل نحو 9 أشهر، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، مساء أمس، الجمعة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وأفادت الأمم المتحدة بأن زيارة دي ميستورا إلى الرباط تأتي في إطار جولة إقليمية تشمل الصحراء، جنوب المغرب، في أول زيارة له للمنطقة منذ تعيينه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي..

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، إن "الهدف من جولة المبعوث الأممي هو معرفة كيف يمكننا المضي قدمًا في الحوار بين الأطراف في سياق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

وأضاف أنه "سيتوجه المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الرباط غدا للقاء مسؤولين مغاربة، كما يعتزم زيارة الصحراء الغربية (إقليم الصحراء) خلال هذه الرحلة". وأوضح أنه "خلال هذه المرحلة من الانخراط الدبلوماسي يعتزم المبعوث الخاص أن يظل مسترشدًا بالسوابق الواضحة التي وضعها أسلافه".

وتابع أنه "عقب جولة إقليمية في كانون الثاني/ يناير الماضي، فإن المبعوث الخاص يتطلع إلى تعميق المشاورات التي بدأها في ذلك الوقت مع جميع الأطراف المعنية حول آفاق التقدم البناء للعملية السياسية في الصحراء الغربية".

وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو" إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأعلنت "البوليساريو" قيام "الجمهورية العربية الصحراوية" عام 1976 من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوًا بالأمم المتحدة، وفي المقابل عمل المغرب على إقناع العديد من هذه الدول بسحب اعترافها بها في فترات لاحقة، وتسبب الاعتراف من طرف الاتحاد الأفريقي سنة 1984 إلى انسحاب الرباط من المنظمة الأفريقية.

وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل للقضية حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، فيما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي نازحين فارين من الإقليم بعد سيطرة المغرب عليه إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.

وتأتي الجولة الثانية للمبعوث الأممي الجديد، في ظل واقع يتسم باستمرار التوتر بين المغرب و"جبهة البوليساريو" الانفصالية، منذ اندلاع أزمة الكركرات، التي انتهت بإعلان الجبهة عدم التزامها بقرار وقف إطلاق النار، الموقّع في عام 1991، بعد نجاح الجيش المغربي في تأمين معبر الكركرات الحدودي، وطرد عناصر محسوبة على الجبهة منه بعد أسابيع من تمكّنها من إغلاقه في وجه تدفق الأشخاص والبضائع بين المغرب وموريتانيا.

كما تأتي الزيارة في ظل استمرار التوتر السائد في علاقات المغرب والجزائر، منذ إعلان الأخيرة في 24 آب/ أغسطس الماضي، قطع علاقتها مع جارتها الغربية، وكذا إعلان المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء والمغرب العربي عمار بلاني انسحاب بلاده من الموائد المستديرة التي كانت تحضرها في الماضي، خلافاً لمنطق القرار الأممي رقم 2602، الصادر عن مجلس الأمن في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الذي استمر في اعتبارها طرفاً في الصراع.

وفيما تراهن الأمم المتحدة على خبرة دي ميستورا في تحريك المياه الراكدة وتجاوز الانسداد الحاصل في قضية مزمنة، يرى الباحث في العلاقات الدولية بوبكر أونغير، أن جولة ديميستورا تأتي في سياق تحريك الأجواء الديبلوماسية بين المغرب وخصمه السياسي "جبهة البوليساريو" الانفصالية ، ومحاولة دفعهما إلى مفاوضات غير مباشرة بين الأطراف.

كما تأتي الجولة الجديدة في "ظروف إقليمية ودولية تتسم بالانتصارات الديبلوماسية التي حققها المغرب في حلحلة الملف وكسب أنصار وأصوات جديدة في المنظومة الدولية، ما أدى إلى حشر "جبهة البوليساريو" والديبلوماسية الجزائرية في الزاوية، وجعلها تتكبد خسائر سياسية كبيرة جعلت المغرب في موقع قوي ومريح في المحافل الدولية خصوصاً في مجلس الأمن الدولي"، بحسب أونغير.

التعليقات