السودان: مواصلة الاحتجاجات المناهضة للانقلاب والشرطة تقابلها بالقمع

قمعت الشرطة السودانية آلاف المتظاهرين الذين خرجوا إلى شوارع الخرطوم مجددا، اليوم الخميس، يطالبون بعودة الحكم المدني وإنهاء الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، العام الماضي.

السودان: مواصلة الاحتجاجات المناهضة للانقلاب والشرطة تقابلها بالقمع

من احتجاجات اليوم (Getty Images)

قمعت الشرطة السودانية آلاف المتظاهرين الذين خرجوا إلى شوارع الخرطوم مجددا، اليوم الخميس، يطالبون بعودة الحكم المدني وإنهاء الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، العام الماضي.

وأفاد شهود عيان، بأن المتظاهرين حملوا أعلام السودان ورددوا هتافات "لا لحكم العسكر" و"مدنية خيار الشعب"، فيما أطلقت الشرطة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المشاركين في الاحتجاجات.

وجاءت التظاهرات بناء على دعوة من "لجان المقاومة" التي تواصل الدعوة للمظاهرات السلمية للمطالبة بتنحي العسكر وتسليم السلطة للمدنيين منذ وقوع الانقلاب على مسار التحول الديمقراطي المدني في البلاد.

واختارت "لجان المقاومة" نقاطًا رئيسة للتجمع في كل من شارع المطار في مدينة الخرطوم، وشارع الأربعين في مدينة أم درمان، وتقاطع المؤسسة في مدينة الخرطوم بحري.

هذا وأعلنت تحالفات نقابية تنفيذ إضرابات عن العمل في كل القطاعات يوم الأربعاء المقبل في تصعيد جديد لمناهضي الانقلاب.

ويعاني السودان، إحدى أفقر دول العالم العربي والغارق في أزماته السياسية والاقتصادية، من اضطرابات مستمرة منذ الانقلاب العسكري الذي نفذ في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ودفع ذلك السودانيين إلى التظاهر بانتظام منذ ذلك الحين، للمطالبة بإنهاء الحكم العسكري، وغالبا ما تخلّلت التظاهرات مواجهات عنيفة مع قوات الأمن أسفرت عن مقتل 116 متظاهرا، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب.

وتسببت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والفوضى الأمنية في تصاعد الاشتباكات العرقية في المناطق البعيدة عن العاصمة.

وكان البرهان قد أعلن في الرابع من تموز/ يوليو الماضي "عدم مشاركة المؤسسة العسكرية" في الحوار الوطني الذي دعت إليه الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي "لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية... وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة".

إلا أن إعلان البرهان قوبل برفض المتظاهرين وقوى المعارضة. ووصفت قوى الحرية والتغيير الإعلان بأنه "مناورة مكشوفة".

ومؤخرا أعلن البرهان دعمه لمبادرة عرفت باسم "نداء أهل السودان" والتي يرعاها الزعيم الديني الصوفي الشهير، الطيب الجد ود بدر، تهدف إلى انهاء الأزمة السياسية في البلاد، وقد انطلق مؤتمرها يوم السبت الماضي، بحضور عشرات الأحزاب السياسية.

وغاب عن المؤتمر ائتلاف المعارضة الرئيسي في البلاد - قوى الحرية والتغيير - والذي أطيح بأعضائه من الهيئة الانتقالية في انقلاب البرهان. كما غاب أعضاء من لجان المقاومة، وهي مجموعات غير رسمية ظهرت خلال احتجاجات 2019 ضد الرئيس السابق، عمر البشير، وناهضت الانقلاب العسكري بشكل منتظم خلال التظاهرات الأخيرة.

وفي مقابلة مطلع الشهر الجاري مع قناة "بي بي سي عربي"، انتقد نائب رئيس المجلس السيادي السوداني، محمد حمدان دقلو المشهور بـ"حميدتي"، الانقلاب العسكري، وقال: "للأسف الشديد نحن أيضا لم ننجح في التغيير".

التعليقات