الأردن يسعى لتطوير معبر الملك حسين ووقف الرحلات الدولية من رامون

كشفت السلطات الأردنية، اليوم الأربعاء، عن توقف الرحلات الجوية الدولية من مطار رامون الإسرائيلي، بسبب اعتراض المملكة عليه، فيما أعلن وزير النقل الأردني، وجيه عزايزة، أن بلاده ستخصص أكثر من 200 مليون دولار لتطوير معبر الملك حسين (أللنبي).

الأردن يسعى لتطوير معبر الملك حسين ووقف الرحلات الدولية من رامون

صالة المغادرة في الجانب الأردني من معبر الكرامة (الملك حسين) (Getty Images)

كشفت السلطات الأردنية، اليوم الأربعاء، عن توقف الرحلات الجوية الدولية من مطار رامون الإسرائيلي، بسبب اعتراض المملكة عليه، فيما أعلن وزير النقل الأردني، وجيه عزايزة، أن بلاده ستخصص أكثر من 200 مليون دولار لتطوير معبر الملك حسين (أللنبي) الحدودي مع إسرائيل، والذي يستخدمه الفلسطينيون للوصول إلى الأردن ثم للسفر إلى الخارج.

يأتي ذلك فيما تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي الترويج لـ"ترتيبات خاصة" قد تسمح للفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة، بالسفر عبر مطار رامون، الأمر الذي لاقى انتقادات فلسطينية واسعة، علما بأن المطار الإسرائيلي لا يعمل بالوتيرة المخطط لها إسرائيليا، الأمر الذي يشير إلى أن دوافع سلطات الاحتلال بإتاحة المطار أمام الفلسطينيين ربما تكون اقتصادية تشغيلية للمطار.

وقال عزايزة خلال اجتماعه بوزير النقل والمواصلات الفلسطيني، عاصم سالم، بحضور وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، إنه "هناك مساع حكومية للإسراع بطرح عطاء قريب لتطوير المقر الدائم لجسر الملك حسين بقيمة 150 مليون دينار (211 مليون دولار)، بهدف تسهيل حركة السفر وتبديد المعيقات".

صالة الانتظار على الجانب الأردني من جسر الملك حسين (Getty Images)

وأكد الوزير أن "الأردن حريص على تسهيل إجراءات سفر الفلسطينيين عبر جسر الملك حسين ومطار الملكة علياء الدولي ويسخّر كل إمكاناته لتسهيل سفرهم وضمان راحتهم في حلهم وترحالهم".

وأشار الوزير في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى "موقف الأردن الثابت والواضح من مطار رامون الإسرائيلي، لافتا إلى أن "المملكة قدمت اعتراضا رسميا على تشغيله لدى منظمة الطيران الدولية الإيكاو عام 2019، الأمر الذي أسفر عن إلغاء الرحلات الجوية الدولية من المطار".

واعتراض الأردن يأتي بسبب قرب المطار الإسرائيلي الجديد من مطار الملك حسين بن طلال في مدينة العقبة (328 كلم جنوب عمان) على البحر الأحمر وتأثيره على السيادة الجوية للمملكة. وسبق للأردن أن أعلن رسميا اعتراضه على بناء هذا المطار عند بدء الأشغال فيه عام 2019.

ويرى مراقبون أن إقامة المطار تشكل خرقا للسيادة الأردنية باعتبار أن جزءا من سوره المحيط به يقع داخل أراضي الأردن؛ ويعتبرون وجوده قرب مطار الملك حسين بمدينة العقبة الأردنية (جنوب) يشكل خطورة على سلامة الإقلاع والهبوط، مع احتمالية تصادم الطائرات في المطارين لقرب المسافة بينهما التي لا تتعدى 800 ياردة (نحو 730 مترا).

فلسطينيون يصلون إلى مطار لارنكا على متن رحلة جوية من مطار رامون، الإثنين (Getty Images)

من جهته، قال الفراية إن "الحكومة بدأت قبل أيام بإجراء تحسينات على عملية السفر من خلال جسر الملك حسين مثل زيادة الكوادر العاملة على الجسر وتسهيل بعض الإجراءات الإدارية داخل المعبر".

من جانبه، قال الوزير الفلسطيني إن "هذه الزيارة تأتي بناء على طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد اشتية، للتباحث مع الأشقاء الأردنيين حول إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه الفلسطينيين خلال تنقلهم بين الضفتين".

وتمنع إسرائيل الفلسطينيين من السفر عبر مطاراتها نحو الخارج - باستثناء تصاريح خاصة تمنح للبعض. ويتعين على الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة الوصول إلى الأردن عبر معبر الملك حسين (أللنبي) أولا للسفر إلى الخارج، ومن ثم استخدام أحد المطارات الأردنية في رحلة يصفونها بالشاقة والمكلفة.

وفيما تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى فرض إجراءاتها بشأن سفر الفلسطينيين من رامون، ترفض السلطة الفلسطينية والسلطات في الأردن هذا الإجراء، الذي تم الإعلان عنه فيما يشهد معبر الكرامة ارتفاعا غير مسبوق في عدد المسافرين الفلسطينيين.

من مطار رامون جنوب البلاد (Getty Images)

وحثت السلطة الفلسطينية، مؤخرا،‭‭ ‬‬المواطنين على عدم الاستفادة من "الامتيازات" التي تعهدت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتي قد تتيح للفلسطينيين السفر عبر مطار رامون الإسرائيلي، مشددة على أنه ينبغي أن يكون للفلسطينيين مطار خاص بهم.

وقالت سلطة المطارات الإسرائيلية، قبل نحو ثلاثة أسابيع، إنه سيتم السماح للفلسطينيين بالسفر من الضفة الغربية المحتلة على متن رحلات خاصة من مطار رامون قرب مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر، إلى وجهات في تركيا.

وأفادت التقارير أن هذه الخطوة جاءت بعد ضغوط من الولايات المتحدة لتخفيف بعض قيود السفر الصارمة التي تمنع الفلسطينيين من استخدام المطارات الإسرائيلية دون تصريح خاص، بما في ذلك مطار بن غوريون الدولي الرئيسي في اللد.

التعليقات