السعوديّة: واشنطن طلبت تأجيل قرار خفض إنتاج النفط

السعودية أوضحت أن التأجيل له "تبعات اقتصادية "سلبية"، وذلك في ردها على الطلب الأميركي، بحسب بيان الخارجية.

السعوديّة: واشنطن طلبت تأجيل قرار خفض إنتاج النفط

الرئيس الأميركي، جو بايدن (Getty Images)

قالت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة طلبت تأجيل قرار مجموعة "أوبك+" خفض إنتاج النفط "لمدة شهر"، مضيفة أن التأجيل له تبعات اقتصادية "سلبية".

وأفادت الخارجية في بيان، بأن حكومة المملكة أوضحت أن الإدارة الأميركية اقترحت خلال تشاورها المستمر مع الرياض بهذا الخصوص، "تأجيل اتخاذ القرار شهرا".

وفي ردها على الطلب الأميركي، ذكرت الخارجية أن الحكومة السعودية أوضحت أن "جميع التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن تأجيل اتخاذ القرار لمدة شهر حسب ما تم اقتراحه سيكون له تبعات اقتصادية سلبية".

وأكدت الرياض أن مخرجات اجتماعات "أوبك+" يتم تبنيها من خلال التوافق الجماعي بين الدول الأعضاء، ولا تنفرد فيه دولة دون باقي الأعضاء، وفق البيان.

وأشارت إلى أن قرار خفض الإنتاج "اقتصادي بحت" ويراعي توازن العرض والطلب في الأسواق البترولية، ويحد من التقلبات التي لا تخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء، مؤكدة أن هذا هو "ما دأبت عليه مجموعة "أوبك+".

وبحسب البيان، صرح مصدر مسؤول في الخارجية بأن الرياض اطلعت على التصريحات الصادرة تجاه المملكة عقب صدور قرار "أوبك+" في 5 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، والتي تضمنت وصف القرار بأنه "انحياز المملكة في صراعات دولية وأنه قرار بني على دوافع سياسية ضد الولايات المتحدة الأميركية".

وأعربت السعودية عن "رفضها التام" لهذه التصريحات التي لا تستند إلى الحقائق، وتعتمد في أساسها على محاولة تصوير قرار أوبك+ خارج إطاره الاقتصادي البحت؛ وهو قرار اتخذ "بالاجماع" من كافة دول المجموعة، بحسب البيان.

وأكد البيان أن مجموعة "أوبك+" تتخذ قراراتها "باستقلالية"، وفقا لما هو متعارف عليه من ممارسات مستقلة للمنظمات الدولية.

وذكرت السعودية أن محاولة طمس الحقائق في ما يتعلق بموقفها من الحرب الروسية الأوكرانية، هو "أمر مؤسف، ولن يغير من موقف المملكة المبدئي وتصويتها بتأييد القرارات المتخذة في الأمم المتحدة تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية".

وأشار البيان إلى تمسك الرياض بضرورة التزام كافة الدول بميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي، ورفضها لأي مساس بسيادة الدول على أراضيها.

وأوضحت الخارجية أنه في الوقت الذي تسعى السعودية "للمحافظة على متانة علاقاتها مع كافة الدول الصديقة"، فإنها تؤكد في الوقت ذاته أنها "لا تقبل الإملاءات، وترفض أي تصرفات أو مساع تهدف لتحوير الأهداف السامية التي تعمل عليها لحماية الاقتصاد العالمي من تقلبات الأسواق البترولية".

وشددت الخارجية على أن معالجة التحديات الاقتصادية تتطلب إقامة "حوار بناء غير مسيّس"، والنظر بحكمة وعقلانية لما يخدم مصالح الدول كافة، وفق البيان.

وأكدت أنها تنظر لعلاقتها مع الولايات المتحدة الأميركية من منظور "إستراتيجي، يخدم المصالح المشتركة للبلدين".

وشددت على أهمية البناء على المرتكزات الراسخة التي قامت عليها العلاقات السعودية الأمريكية على مدى العقود الثمانية الماضية، المتمثلة في الاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة، والإسهام الفعال في الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ومكافحة الارهاب والتطرف وتحقيق الازدهار والرخاء لشعوب المنطقة.

ومساء الثلاثاء، حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، السعودية من "عواقب" قرارها بخفض إنتاج النفط الخام ضمن تحالف "أوبك+".

وقال بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، إن هناك "بعض العواقب لما فعلوه (السعوديون) مع روسيا".

وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أعلن تحالف البلدان المصدرة للنفط "أوبك+" خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا بداية من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بنحو 10 بالمئة، قبل أن تتراجع قليلا الأسبوع الجاري.

التعليقات