تحالف "أوبك+" يتفق على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا

"أوبك" بقيادة السعودية و"أوبك+" بقيادة روسيا تجتمع اليوم، وعلى جدول أعمالها خفض كبير في حصص الإنتاج لدعم سوق مترنحة. وخبراء يتوقعون عدم ترحيب البيت الأبيض بذلك مع اقتراب موعد انتخابات منتصف الولاية

تحالف

مقر "أوبك" في فيينا، أمس (Getty Images)

اتفق تحالف "أوبك+"، اليوم الأربعاء، على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا، واتُخذ القرار على إثر انعقاد أول اجتماع حضوري في فيينا لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" منذ آذار/ مارس 2020.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وتجتمع الدول الـ13 الأعضاء في أوبك بقيادة السعودية وشركاؤها العشر بقيادة روسيا في مقر المنظمة، بعد غياب طال أشهرا جرت خلاله اللقاءات عبر الفيديو. وتقرر عقد الاجتماع الحضوري في اللحظة الأخيرة.

وعندما وصلت الوفود إلى العاصمة النمساوية، أمس، لم يرغب وزراء الطاقة في التعليق على هذه الشائعات، سواء السعودي، عبد العزيز بن سلمان، أو نظيره الإماراتي، سهيل بن محمد المزروعي.

وصرح المزروعي للصحافيين، الذين طرحوا عليه الأسئلة بإصرار، بأنه "دعونا ننتظر. دعونا لا نتسرع في الاستنتاجات. هناك عملية (يجب احترامها). يجب أن نستمع أولاً إلى الفريق الفني ونراقب السوق ونتخذ قرارًا بناءً عليه".

رئيس الوزراء الروسي يصل إلى مقر الاجتماع في فيينا، اليوم (Getty Images)

وبالنسبة للأسواق، لم تعد نتيجة الاجتماع موضع شك. وقال كريغ إيرلام، من مجموعة "أواندا" المالية، "إنهم يتوقعون الآن خفضًا كبيرًا لأهداف الإنتاج، يزيد على مليون برميل يوميًا".

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء المالية أن المشاركين في الاجتماع يناقشون حتى خفضا قدره نحو مليوني برميل يوميا، اعتبارا من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، أي ضعف معظم التوقعات الأولية.

وفي حال تحقق ذلك، سيكون هذا أكبر خفض منذ التخفيضات التاريخية التي شملت نحو عشرة ملايين برميل، في ربيع 2020، قبل انهيار الطلب المرتبط بوباء كورونا. وأدى هذا الاحتمال إلى ارتفاع سعر النفط، مطلع الأسبوع الجاري.

وقال بيارني شيلدروب، من مجموعة "سيب" المصرفية، إن أعضاء أوبك+ "يرغبون في أن يكونوا متقدمين على ركود محتمل عبر إجراءات استباقية"، موضحا أن ذلك "يسمح لهم بتجنب تراكم محتمل للمخزونات وبالتالي انخفاض أسعار النفط".

وكانت المجموعة خفضت، في أيلول/سبتمبر الفائت، هدفها بشكل طفيف، بمقدار مئة ألف برميل، وقالت إنها مستعدة لمزيد من الخفض.

ومنذ ذلك الحين، تراجع سعر الخامين القياسيين العالميين وعادا إلى مستويات كانون الثاني/يناير الماضي، البعيدة عن الارتفاع الذي سجل في آذار/مارس، في بداية الحرب في أوكرانيا، عندما بلغ سعر برميل برنت 139.13 دولارًا ونفط خام غرب تكساس الوسيط 130.50 دولارًا.

ويكافح التحالف من أجل العودة إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، وهو أقل بكثير من الحصص المعلنة.

وقال إدواردو كابانيلا، من مجموعة "يونيكريديت"، إن "فارق الإنتاج الفعلي والإنتاج المستهدف ازداد في الأشهر الأخيرة".

وكانت أوبك+ أخفقت، في آب/أغسطس الماضي، في تحقيق هدفها المحدد بأكثر من 3.5 ملايين برميل يوميًا، بسبب نقص القدرات الكافية. لذلك قد لا يحدث خفض جذري في الحصص فرقًا كبيرًا على الأرض.

لكن في جميع الأحوال وحسب الخبير في مجموعة "بي في اينرجي"، تاماش فارغا، فإنه "لن يلقى ترحيبا من البيت الأبيض مع اقتراب موعد انتخابات منتصف الولاية الشهر المقبل".

ويسعى الرئيس الأميركي، جو بايدن، منذ أشهر لمحاولة وقف ارتفاع الأسعار حتى أنه توجه إلى الرياض في زيارة مثيرة للجدل، في تموز/يوليو.

وسيكون قرار من هذا النوع لأوبك+ مناسبا لروسيا، "وبالتالي يمكن أن يُنظر إليه على أنه تصعيد إضافي للتوتر الجيوسياسي"، كما تحذر إيبيك أوزكاردسكايا، المحللة في مجموعة "سويسكوت".

وفي هذه الأجواء، يتحدث خبراء عن خفض تدريجي مع الوقت سيكون أقل "استفزازًا" للولايات المتحدة.

التعليقات