السودان: هدنة هشة وتحذير من كارثة إنسانية

تتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، ولا سيما عبر ميناء ومطار مدينة بورتسودان، حيث أجلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الدبلوماسيين وعائلاتهم، لكن آلاف الرعايا الغربيين لا يزالون ينتظرون دورهم.

السودان: هدنة هشة وتحذير من كارثة إنسانية

15 مليون سوداني يحتاجون للدعم الإنساني العاجل (Getty Images)

دخل وقف إطلاق النار المبرم في السودان برعاية أميركية، اليوم الأربعاء، يومه الثاني، لكنه لا يزال هشا وسط تقارير لشهود عيان عن المزيد من الضربات الجوية، فيما تواصلت عمليات إجلاء الرعايا مع وصول سفينة على متنها 1687 مدنيا إلى السعودية.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وأعلنت وزارة الخارجية السعودية أن سفينة تقلّ 1687 مدنيا من أكثر من 50 دولة فروا من العنف في السودان قد وصلت إلى السعودية صباح اليوم الأربعاء، في أكبر عملية إنقاذ من نوعها تنفذها المملكة حتى الآن.

والمجموعة تم نقلها "من خلال إحدى السفن التابعة للمملكة"، حسبما قالت وزارة الخارجية في بيان، مؤكدة حرص الرياض على "توفير كامل الاحتياجات الأساسية للرعايا الأجانب تمهيدا لتسهيل مغادرتهم إلى بلدانهم".

وحذر الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من كارثة إنسانية تهدد السودان مع تواصل القتال هناك لليوم الـ11 على التوالي، فيما بلغ بوقوع إطلاق نار كثيف وسماع دوي انفجارات في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم وفي أم درمان رغم سريان هدنة جديدة لمدة 3 أيام.

وقال غوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن لبحث الأوضاع في السودان إن ثلث السكان احتاجوا لمساعدات إنسانية قبل الأزمة، محذرا من أن العدد سيرتفع بشكل حاد بعد الأيام العشرة الماضية.

وفي السياق ذاته، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس إن المنازل والمتاجر والمدارس ومنشآت المياه والكهرباء والمساجد والمستشفيات تضررت أو دمرت بالكامل.

وتتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، ولا سيما عبر ميناء ومطار مدينة بورتسودان، حيث أجلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الدبلوماسيين وعائلاتهم، لكن آلاف الرعايا الغربيين لا يزالون ينتظرون دورهم.

وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت الأمم المتحدة اليوم أن هناك نقصا حادا في الماء والغذاء والدواء في السودان جراء الاشتباكات. وقالت المنظمة الدولية إن 15 مليون سوداني يحتاجون للدعم الإنساني العاجل.

يأتي ذلك، فيما لقي اتفاق وقف النار المعلن لمدة ثلاثة أيام في السودان التزاما جزئيا في الخرطوم، مع بدء سريانه، فيما يتسارع إجلاء الرعايا الأجانب.

وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بالمسؤولية عنها، وبينما تتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب تشهد الأوضاع الإنسانية المزيد من التأزم.

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في السودان "يبدو صامدا في بعض المناطق حتى الآن" لكن لا يوجد ما يشير إلى استعداد الطرفين المتحاربين "للتفاوض بجدية وهو ما يشير إلى أن كلا منهما يعتقد أن بإمكانه تحقيق نصر عسكري على الآخر".

وأضاف فولكر بيرتس أمام مجلس الأمن الثلاثاء "هذه حسابات خاطئة".

وأبدت منظمة الصحة العالمية قلقها من خطر بيولوجي "هائل"، بعد استيلاء "أحد الطرفين المتقاتلين" على "المختبر المركزي للصحة العامة" في العاصمة، الذي يحوي عينات مسببة لأمراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال.

بعد عشرة أيام على المعارك التي خلفت أكثر من 459 قتيلا وما يزيد على أربعة آلاف جريح حسب الأمم المتحدة، استهدف الجيش بطائرات مواقع لقوات الدعم السريع في ضواحي الخرطوم، فردت الأخيرة باستخدام أسلحة ثقيلة، وفق ما روى شهود لوكالة فرانس برس.

واستهدفت غارات جوية جديدة مركبات لقوات الدعم السريع شمالي الخرطوم، حسب شهود آخرين.

وقالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على مصفاة ومحطة كهرباء على بعد 70 كيلومترا شمالي الخرطوم، حسب مقطع فيديو نشر الثلاثاء.

وأبلغ الجيش عبر فيسبوك عن تحرك كبير لقوات الدعم السريع نحو المصفاة، من أجل الإفادة من الهدنة والسيطرة عليها.

وتبادل الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد دقلو الملقب "حميدتي" الاتهامات بخرق وقف النار.

التعليقات