قرار بعودة النظام السوري إلى مقعده بالجامعة العربية

"مشروع قرار للجامعة العربية يتضمن استئناف مشاركة وفود سورية في اجتماعات الجامعة اعتبارا من اليوم الأحد 7 أيار/ مايو الجاري"

قرار بعودة النظام السوري إلى مقعده بالجامعة العربية

("الأناضول")

تبنى وزراء الخارجية العرب، الأحد، قرارا باستعادة النظام السوري لمقعده بالجامعة العربية بعد عشر سنوات من تعليق عضويتها، مما يدعم الجهود العربية لتطبيع العلاقات مع النظام السوري والرئيس السوري، بشار الأسد، وفق ما قال المتحدث باسم جامعة الدول العربية.

وقال جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية إن القرار جرى اتخاذه خلال اجتماع مغلق لوزراء الخارجية في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.

وعلى مستوى المندوبين الدائمين، عقدت الجامعة، السبت، اجتماعا تحضيريا لاجتماعين وزاريين مقررين الأحد، لبحث ملفي سورية والسودان، دون أن تكشف عن مسودة قراراها الذي يُرفع عادة وفقا للوائح إلى وزراء الخارجية.

القاهرة: "تفعيل الدور العربي من خلال مقاربة تنفيذية تستند إلى منهجية خطوة مقابل خطوة"

وأكد وزير الخارجية المصري بافتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انطلق، صباح الأحد في القاهرة، لبحث عدة ملفات أبرزها الأزمة السورية وسبل إعادة دمشق للجامعة العربية، أن "الاجتماعات العربية الأخيرة التي استضافتها كل من المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، تأتي في إطار تفعيل الدور العربي في حل الأزمة السورية من خلال مقاربة تنفيذية وفق منهجية خطوة مقابل خطوة وبما يهدف لمعالجة جميع تبعات الأزمة السياسية والأمنية والإنسانية".

وأضاف أنه "في الوقت الذي تضطلع به الدول العربية بمسئولياتها في دفع الحل السياسي للأزمة في سياق الجمود الدولي الحالي، فإننا نشدد أن على الحكومة السورية المسئولية الرئيسية في الوصول لهذا الحل، وتنفيذ الالتزامات ذات الصلة".

هذا وأعلنت رئاسة النظام السوري، أن الأسد "يجري اتصالا هاتفيا مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة"، مشيرة إلى أن الأسد "عبّر عن تقدير دمشق للدور الذي تقوم به الإمارات من أجل لمّ الشمل وتحسين العلاقات العربية".

قطر: موقفنا من التطبيع مع النظام السوري "لم يتغير"

من جانبها، أكدت قطر، مساء الأحد، أن موقفها من التطبيع مع النظام السوري "لم يتغير"، ودعمها "ما يحقق الإجماع العربي".

جاء ذلك وفق ما نقلت وكالة الأنباء القطرية، عن متحدث الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، بعد وقت قصير من إصدار الجامعة العربية، قرارا بعودة "فورية" لسورية، لشغل مقعدها المجمد، منذ نحو 12 عاما.

وقال الأنصاري إن "قطر تسعى دائما لدعم ما يحقق الإجماع العربي، ولن تكون عائقا في سبيل ذلك".

واستدرك: "لكن الموقف الرسمي لدولة قطر من التطبيع مع النظام السوري قرار يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق".

وأضاف أن "موقف دولة قطر من التطبيع مع النظام السوري لم يتغير"، في إشارة إلى موقفها الرافض للتطبيع الذي كررته أكثر من مرة.

وأعرب الأنصاري عن "تطلع قطر إلى العمل مع الأشقاء العرب في تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الكرامة والسلام والتنمية والازدهار".

وتمنى أن "يكون هذا الإجماع دافعا للنظام السوري لمعالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته، وأن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري وتحسين علاقاته مع محيطه العربي بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة".

ومنذ مساء السبت، راجت أنباء في وسائل إعلام سعودية عن أن مسودة قرار الجامعة، التي رفعها المندوبون إلى وزراء الخارجية، تتضمن "استئناف مشاركة وفود الجمهورية العربية السورية في اجتماعات جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتبارا من اليوم".

وبشأن شرط عودة سورية إلى مقعدها، أفادت مجلة "المجلة" السعودية عبر موقعها الإلكتروني، بأنه يتمثل في "ضرورة اتخاذ (النظام السوري) خطوات عملية وفاعلة للتدرج لحل الأزمة السورية وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة".

كما ذكرت منصة "درعا نت"، الموثقة عبر "تويتر" والتي تقول إنها "جبهة إعلامية لدعم الجيش والدولة السورية"، أن "اجتماع المندوبين الدائمين انتهى بمسودة قرار لعودة سورية سيصوت عليه من جانب الاجتماع الوزاري العربي الأحد"، متوقعة "موافقة بأغلبية وتحفظ بعض الأعضاء".

وأفادت صحيفة "اليوم السابع"، المصرية بـ"انطلاق الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، برئاسة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، تمهيدا لانعقاد دورة طارئة لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، تناقش التطورات الأخيرة في سورية والسودان".

وانتقد رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، بدر جاموس، أمس السبت، ما وصفها "بجهود التطبيع العربي" مع النظام السوري، مبينا أنها تؤدي إلى "تقويض الانتقال السيادي وتحويل سورية لنظام ديمقراطي".

وجاء ذلك في إحاطة قدمها جاموس للصحافيين عبر تطبيق رقمي، تطرق فيها للتطورات والمستجدات على الساحة السورية ومنها مساعي التطبيع العربية الجارية بين دول عربية والنظام السوري.

وقال جاموس في إحاطته أن "التطبيع يؤدي لتقويض العدالة الانتقالية والانتقال السياسي وتحويل سورية لنظام ديمقراطي، وعندها أمن سورية والمنطقة لن يتحقق رغم إعادة النظام للجامعة العربية".

ومع اقتراب القمة العربية بالسعودية في 19 أيار/ مايو الجاري، تتزعم المملكة ومصر والأردن منذ فترة حراكا رسميا عربيا لإنهاء أزمة تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية.

وفي 2011، جمدت كل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي (مقرها في جدة) عضوية سورية جراء قمع النظام السوري للثورة السورية، مما زج بالبلاد في حرب أهلية مدمرة.

التعليقات