السودان: معارك تسبق الهدنة

طالب مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية في شكل آمن"، إلى نحو 25 مليون من سكان البلاد الذين يحتاجون إلى المساعدة العاجلة.

السودان: معارك تسبق الهدنة

معارك بالسودان رغم اقتراب موعد بدء سريان الهدنة (Getty Images)

لا تزال المعارك مستمرة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على الرغم من اقتراب موعد الهدنة التي اتفقا عليها، والتي أعلنت عنها واشنطن والرياض، وأعلن طرفا النزاع نيتهما احترامها.

وتدخل هذه الهدنة التي تستمر لأسبوع، حيز التنفيذ انطلاقا من الساعة 19:45 بتوقيت غرينتش مساء اليوم الإثنين.

وطالب مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية في شكل آمن"، إلى نحو 25 مليون من سكان البلاد الذين يحتاجون إلى المساعدة العاجلة.

الأحد، أعلنت الولايات المتحدة والسعودية في بيان مشترك أن ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وافقوا على وقف لإطلاق النار مدته أسبوع يبدأ الساعة 19:45 بتوقيت غرينتش الإثنين.

ويشهد السودان منذ 15 نيسان/أبريل، نزاعا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، تسبب بمقتل نحو ألف شخص غالبيتهم مدنيون ودفعت أكثر من مليون سوداني إلى النزوح أو اللجوء إلى بلدان مجاورة.

وأعلن كل من الطرفين في بيان أنهما يريدان احترام هذه الهدنة التي رحبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، لكن خلال أكثر من خمسة أسابيع من الحرب، تعهد الطرفان وقف إطلاق النار أكثر من عشر مرات، لكن سرعان ما تم انتهاكه.

خسائر فادحة في الأرواح والبنى التحتية

وخلفت الحرب الدائرة خسائر فادحة في البنية التحتية، إذ خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة، سواء في الخرطوم أو إقليم دارفور غرب البلاد، حيث يشتد القتال أيضا.

وأجبِر الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الفرار من سكان العاصمة، البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريبا على ملازمة منازلهم بلا ماء أو كهرباء.

في بلد مصارفه مغلقة وقوافل الإمدادات فيه تتعطل بسبب الغارات الجوية ونيران المدفعية والمعارك الثقيلة بين المباني في الأحياء السكنية، يتفاقم شح الغذاء فيما دمرت معظم مصانع الأغذية الزراعية أو نهبت.

وتطالب الطواقم الإنسانية منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية، في محاولة لتوفير بعض الخدمات التي تشهد تدهورا منذ عقود.

وجدد مسؤول الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، دعوته إلى "إيصال المساعدة الإنسانية في شكل آمن"، فيما يحتاج أكثر من 25 مليون من سكان السودان، أي أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريبا، إلى مساعدات.

وفي حال استمرار الحرب، قد يلجأ مليون سوداني إضافي إلى الدول المجاورة، وفق الأمم المتحدة. وتخشى هذه الدول انتقال عدوى الاقتتال.

وكان الحليفان السابقان قد سيطرا على السلطة كاملة في انقلاب العام 2021 أطاحا خلاله بالمدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهم منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير في العام 2019. لكن الخلافات ما لبثت أن بدأت بينهما حول مسألة دمج هذه القوات في الجيش.

وأقال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، من منصب نائب رئيس مجلس السيادة وقرر تعيين مالك عقار في المنصب. كذلك، عين ثلاثة من حلفائه في مناصب عسكرية رفيعة.

ووقع مالك عقار عام 2020 ومعه قادة حركات تمرد، اتفاق سلام مع الخرطوم، وهو عضو في مجلس السيادة منذ شباط/فبراير 2021.

وأعلن في بيان أصدره أنه مصمم على السعي إلى "إيقاف هذه الحرب" والدفع باتجاه مفاوضات.

التعليقات