السودان: مؤتمر دولي وأممي في 19 حزيران وواشنطن تعيد النظر في الوساطة

سرت آخر هدنة السبت لمدة 24 ساعة، والتزم الطرفان إلى حدّ بعيد فيها، لكن فور انتهاء مدّتها صباح الأحد استفاق سكان الخرطوم على تجدد المعارك.

السودان: مؤتمر دولي وأممي في 19 حزيران وواشنطن تعيد النظر في الوساطة

(Gettyimages)

أعلنت السعودية الثلاثاء أنها سترأس بالاشتراك مع عدد من الدول والهيئات الدولية، مؤتمرا لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة، في 19 حزيران/يونيو بدون أن تشير إلى مكان عقده.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية "واس" نقلا عن بيان للخارجية السعودية أنّ المملكة "سترأس بشكلٍ مشترك مؤتمرا رفيع المستوى لإعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة في 19 حزيران/يونيو 2023.

وأشارت إلى أنها ستتشارك رئاسة المؤتمر مع "قطر ومصر وألمانيا والاتحاد الأوروبي" إضافة إلى عدد من وكالات الأمم المتحدة.

ولم ترد الخارجية السعودية على الفور على أسئلة وكالة "فرانس برس" بخصوص مكان المؤتمر أو حجم التعهدات المراد تأمينها.

ولعبت الرياض دورا مركزيا في عمليات إجلاء مدنيين من السودان بعيد اندلاع النزاع منذ نحو شهرين بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".

واستضافت مدينة جدّة السعودية مباحثات برعاية سعودية - أميركية بين طرفَي النزاع أدت إلى التوصل إلى اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

وسرت آخر هدنة السبت لمدة 24 ساعة، والتزم الطرفان إلى حدّ بعيد فيها، لكن فور انتهاء مدّتها صباح الأحد استفاق سكان الخرطوم على تجدد المعارك.

ومنذ بدء النزاع، قُتل أكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

ووفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، تسبّب النزاع بنزوح حوالي مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفا عبروا إلى دول مجاورة.

وفي أيار/مايو الماضي، أعلنت السعودية تقديم مساعدات إنسانية متنوعة للسودان بقيمة 100 مليون دولار، كما أطلقت حملة شعبية لجمع تبرعات للبلد المنكوب شهدت تجاوبا كبيرا.

وتحذّر الأمم المتحدة من وضع إنساني سريع التدهور في ثالث أكبر بلد إفريقي مساحةً، علما بأن ثلث السكان البالغ عددهم 45 مليون نسمة، كانوا يعتمدون على المساعدات حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.

ونهاية الشهر الماضي، رفعت الأمم المتحدة قيمة الأموال التي تحتاج اليها لمساعدة السودان مؤكدة أنها تسعى لجمع 2,6 مليار يورو.

واشنطن تعيد النظر في جهود الوساطة لوقف القتال

قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إنّ الولايات المتحدة تعيد النظر مع شركائها الأفارقة والعرب، في كيفية المضي قدما في جهود الوساطة في الصراع في السودان، وتأمل في تقديم توصيات بحلول نهاية الأسبوع.

وأضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "نعتبر أنّنا قدّمنا لهم كلّ الفرص. من الواضح أنّهم لا يستفيدون من الصيغة التي عُرضت عليهم"، مشيرا إلى المفاوضات التي قادتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في مدينة جدّة، من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار بين القائدين العسكريين المتحاربَين، والتوصل في النهاية إلى وقف الأعمال العدائية في السودان.

وقال هذا المسؤول للصحافيين من دون أن يخفي سخط الأميركيين "لذلك، نجري مشاورات مع السعوديين والأفارقة والعرب وشركاء آخرين، بشأن الطريق للمضي قدما وأعتقد أنّنا سنخرج بتوصيات في الأيام المقبلة".

وكان الأميركيون والسعوديون قد حذروا السبت من أنّهم قد يوقفون جهود الوساطة هذه، في الوقت الذي تمّ فيه انتهاك العديد من الهدنات من قبل القائدين المتحاربين.

وقال مسؤول أميركي آخر مشترطا عدم الكشف عن هويته "السؤال هو ما الذي يمكن أن نستخلصه من جدة... أو ما إذا كان ينبغي علينا ربما التروي والتركيز على الجانب الإنساني. هذا أمر نناقشه بنشاط مع شركائنا".

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على البرهان وحميدتي بعد فشل مساعي الهدنة في نهاية أيار/مايو.

التعليقات