الموت يغيّب مؤسس صحيفة "السفير" اللبنانية طلال سلمان

أصدر طلال سلمان في العام 1974 صحيفة "السفير" في بيروت، وكانت صحيفة يومية حملت شعار "صوت الذين لا صوت لهم"، وعرفت بمواقفها المناصرة للقضايا العربية لا سيما القضية الفلسطينية.

الموت يغيّب مؤسس صحيفة

الصحافي الراحل طلال سلمان (الشبكة)

غيب الموت الجمعة مؤسس ورئيس تحرير صحيفة "السفير" اللبنانية، الصحافي طلال سلمان (85 عاما)، في أحد مستشفيات بيروت حيث كان يتلقى العلاج إثر تدهور صحته في الشهور الأخيرة.

وكتبت "الوكالة الوطنية للإعلام" أنه "توفي اليوم ناشر صحيفة ’السفير’ طلال سلمان، بعد مسيرة إعلامية حافلة بالنجاحات"، فيما نعته وسائل إعلامية وصحيفة "السفير" على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال أصدقاء للعائلة إن صحته تدهورت كثيرا خلال الأشهر الأخيرة ودخل المستشفى للعلاج أكثر من مرة.

بدأت مسيرته الصحافية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وهو "واحد من متخرجي بيروت، عاصمة العروبة"، كما وصف نفسه في سيرته.

كان مُصححا في صحيفة "النضال"، فمخبرا صحافيا في صحيفة "الشرق"، ثم محررا فسكرتيرا للتحرير في مجلة الحوادث، فمديرا للتحرير في مجلة الأحد. في خريف عام 1962، ذهب إلى الكويت ليصدر مجلة دنيا العروبة عن دار الرأي العام، لصاحبها عبد العزيز المساعيد. لكن الرحلة لم تطل أكثر من ستة أشهر، عاد بعدها إلى بيروت ليعمل مديرا لتحرير مجلة الصياد ومحررا في مجلة الحرية، حتى تفرغ لإصدار "السفير" في 26 آذار/ مارس 1974.

وأصدر طلال سلمان في العام 1974 صحيفة "السفير" في بيروت، وكانت صحيفة يومية حملت شعار "صوت الذين لا صوت لهم"، وعرفت بمواقفها المناصرة للقضايا العربية لا سيما القضية الفلسطينية.

ولسنوات طويلة، كتب افتتاحية في صحيفة "السفير" التي نجحت في إيجاد موقع لها في لبنان والعالم العربي، أصبحت مرجعا لكثيرين لتحليل وفهم ما يجري في لبنان والعالم العربي. كما أجرى لقاءات مع العديد من الزعماء والقادة العرب.

يقول بعض الذين عملوا معه إنه كان "من آخر من يغادر مكاتب الصحيفة" ليلا ليتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام، لطيف وقريب من العاملين معه، متضامن معهم وداعم لهم الى أقصى حدّ.

وحظي طلال سلمان بتقدير كبير بين الإعلاميين والسياسيين والرأي العام، حتى بين الذين اختلف معهم في الرأي.

في 14 تموز/يوليو 1984 تعرض لمحاولة اغتيال أمام منزله في رأس بيروت فجرا تركت ندوبا في وجهه وصدره. وكانت سبقتها محاولات لتفجير منزله، وكذلك عملية تفجير لمطابع "السفير" في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1980.

في الرابع من كانون الثاني/يناير 2017، أقفل طلال سلمان جريدة "السفير"، بسبب صعوبات مادية خصوصا. وكانت تلك ضربة كبيرة للإعلام اللبناني الذي عرف على مر سنوات بتنوعه وحريته، وشكل علامة فارقة بين الدول العربية الأخرى.

ولد طلال سلمان في بلدة شمسطار في شرق لبنان العام 1938، تزوج من عفاف محمود الأسعد ولهما أربعة أولاد.

بعد إغلاق "السفير"، بقي طلال سلمان يكتب عبر موقع حمل اسمه واسم "على الطريق"، وهو كان عنوان زاويته الأسبوعية في الجريدة.

وأصدر سلمان مؤلفات عدة بينها "مع فتح والفدائيين"، و"إلى أميرة اسمها بيروت"، و"سقوط النظام العربي من فلسطين إلى العراق"، و"هوامش في الثقافة والأدب والحب"، وغيرها...

التعليقات