وحدة الدراسات الإيرانية في المركز العربي تختتم أعمال مؤتمر "إيران والتوجّه شرقًا"

اليوم الختامي لمؤتمر "إيران والتوجه شرقا" الذي نظّمته وحدة الدراسات الإيرانية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تناول العلاقات الإيرانية الصينية، وعلاقات إيران مع كل من إيران والهند وماليزيا وغيرها من الدول، إضافة إلى مخاطر هذا التوجه الإيراني.

وحدة الدراسات الإيرانية في المركز العربي تختتم أعمال مؤتمر

جانب من المؤتمر

اختتم مؤتمر "إيران والتوجّه شرقًا"، الذي نظّمته وحدة الدراسات الإيرانية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أعماله اليوم، الخميس.

وكانت جلسات اليوم الأول قد ركّزت، أمس، الأربعاء، على الإطار المفاهيمي لسياسة إيران في التوجّه شرقًا وتأثيرها في العالم العربي، وعلاقات إيران بروسيا.

وجاء في بيان صدر عن المركز أن "اليوم الثاني من المؤتمر بدأ بالجلسة الرابعة التي أدارتها عائشة البصري، والتي تناولت دور الصين في سياسة إيران والتوجّه شرقًا، والاستجابة الصينية لنهج الاتجاه شرقًا الذي تعتمده إيران".

وخلال الجلسة "تطرّق الأستاذ المشارك في جامعة زايد في أبو ظبي، جوناثان فولتون، إلى العلاقات الثنائية بين الصين وإيران، وبحث في الأسس المعيارية للشراكة الصينية - الإيرانية وما يعنيه هذا للنظام، في الخليج وخارجه".

بدورها، رأت الباحثة في الجامعة الوطنية الأسترالية، نيلوفر باقرنيا، أنّ "الشؤون الداخلية أثّرت في عملية تحوّل إيران نحو الصين، إلّا أنّ هيكلية النظام الدولي ومنطقة الشرق الأوسط أثّرا تأثيرًا كبيرًا في خيارات السياسة الخارجية الإيرانية".

وناقش الأستاذ في جامعة فودان في الصين، ديغانغ صن، اتفاقية التعاون الإستراتيجي بين الصين وإيران مدّتها 25 عامًا، وأضاف أنّ "النظام الدولي، الذي يهيمن عليه الغرب، قد أخذ يتراجع ليحلّ محلّه نظام مختلط تؤدي فيه معًا دول الشمال وبلدان الجنوب أدوارًا رئيسة".

وشرحت الأستاذة المشاركة في جامعة شنغهاي للدراسات الدولية، جيانوي هان، "العلاقات بين الصين وإيران من منظور الدبلوماسية الصينية، من خلال استخدام نهج إطار مجتمع الشركاء لتحليل تصوّر الصين واستجابتها لسياسة إيران في التوجّه شرقًا".

وفي الجلسة الخامسة بعنوان "إيران والهند وماليزيا"، التي أدارها ستيفن رايت، "بحثت الأستاذة المشاركة في جامعة فودان في الصين، تشوتشو زانغ، في تطوّر عملية انخراط الصين والهند في الشرق الأوسط، بخاصة تفاعلاتهما مع إيران، وما يعنيه ذلك بالنسبة إلى المشهد الجيوسياسي في المنطقة".

وتناولت الباحثة في معهد مانوهار باريكار للدراسات والتحليلات الدفاعية، ديبيكا ساراسوات، "التحوّل الذي طرأ على سياسة إيران في التوجّه شرقًا، وفكرة إيران عن العلاقات الإقليمية، والكيفية التي أعادت فيها رؤيتها للتكامل الإقليمي وضع العلاقات بين الهند وإيران في السياق المناسب".

من جانبها، استعرضت المحاضرة في جامعة كوين ماري في لندن، روينا عبد الرزاق، "العلاقات الماليزية - الإيرانية، وناقشت دور السياسيين الماليزيين والإيرانيين، وكيفية أنّ العلاقات بين الطرفين حافظت على استقرارٍ نسبيٍّ على الرغم من التوترات الشيعية السنية والضغوط الخارجية".

وعقدت الجلسة السادسة تحت عنوان "إيران وآسيا الوسطى وجنوب القوقاز"، وأدارها عمر عاشور، وخلال الجلسة ناقشت الباحثة في معهد الشرق الأوسط، بنفشه كي نوش، النزاعات في الممرّ الشمالي لإيران، وتداعياتها على سياستها في التوجّه شرقًا".

ورأت أنّ "عملية تحويل النزاعات في الممرّ الشمالي إلى فرص تتطلّب حسابات إستراتيجية على إيران العمل على بلورتها". ولا شكّ في أنّ غياب سياسة "التوجّه شمالًا" الضرورية لاستكمال سياسة إيران في "التوجّه شرقًا"، قد أدّى إلى انتكاسات كبيرة في السياسة الخارجية الإيرانية.

وتناول الأستاذ المشارك في جامعة أنقرة يلدريم بيازيد، بيرم سنكايا، "العلاقات الإيرانية - الأذربيجانية في ظل التحدّي القومي التركي"، وأكّد أن "التصورات الإيرانية والردود على هذه العقبة ستؤثّر في مستقبل مركّب الأمن الإقليمي في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى".

واستعرض حسام حبيبي دوروه، من جامعة العلوم التطبيقية في فيينا، "الأساس المنطقي الضمني لسياسة إيران الأمنية تجاه تركمانستان، من أجل توفير فهمٍ أفضل للنهج الأمني الذي تتّبعه إيران على نطاقٍ أوسع في سياسة التوجّه شرقًا، في ظلّ ديناميات إقليمية جديدة".

جانب من المؤتمر

من جانبه، بحث الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني، جودت بهجت، في "علاقات إيران بالقوى الكبرى في جنوب القوقاز – أرمينيا وأذربيجان – إضافةً إلى إسرائيل وتركيا وروسيا والقوى الغربية".

وتناولت الجلسة السابعة من المؤتمر، التي أدارتها آيات حمدان، بعنوان "الاقتصاد والعقوبات والتجارة وقطاع الطاقة"، تأثير سياسة إيران في التوجّه شرقًا في الاقتصاد وقطاع الطاقة، فضلًا عن الخطر الذي تشكّله العقوبات على علاقات إيران التجارية بالدول الآسيوية.

وسلّطت الأستاذة المشاركة في جامعة مازندران في إيران، زهرة كريمي، الضوء على "تأثير سياسة إيران في التوجّه شرقًا في اقتصادها، من خلال إجراء استطلاع رأي استهدف روّاد الأعمال ورجال الأعمال الإيرانيين، بالتعاون مع غرفة التجارة الإيرانية".

أما الأستاذ في جامعة شيراز في إيران، كريم إسلاملويان، فركّز على علاقات إيران التجارية ببلدان جنوب آسيا وشرقها، ورأى أنه "في حين أنّ النزاع بين إيران والغرب المتجذّر في العقوبات الاقتصادية من شأنه أن يُسرّع توجّه إيران نحو الشرق، غير أنه ليس المحرّك الوحيد لسياسة التوجّه شرقًا".

في حين شدّد الخبير التكنولوجيّ الأوّل في شركة Beyond Limits، سايروس أشاييري، على أنه "في إطار سياسة التوجّه شرقًا يمكن أن تعزّز إيران أمنها في مجال الطاقة من خلال الاستفادة من الممارسات التي تتبنّاها رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في مجال الطاقة المستدامة".

أما الجلسة الثامنة، وهي الأخيرة في المؤتمر، فأدارها عماد قدورة، بعنوان "مخاطر سياسة التوجّه شرقًا وتحدياتها". وخلال الجلسة، تناول محمود مونشيبوري، أستاذ في جامعة سان فرانسيسكو الحكومية، وجواد حيران نيا، من مركز البحث العلمي والدراسات الإستراتيجية للشرق الأوسط في إيران، مخاطر سياسة إيران في التوجّه شرقًا.

وأوضحا أنّ "علاقات إيران بالصين قد لا تنقذها من عزلتها التي فرضها الغرب عليها، ومن المرجح أن يتضاعف اعتماد طهران على روسيا بسبب سياستها في التوجّه شرقًا". فيما رأت شيرين هانتر، من جامعة جورجتاون، أنّ "العقبة الأساسية أمام إستراتيجية إيران في التوجّه شرقًا تمثّلت في علاقاتها المتوتّرة مع الولايات المتحدة وعقوبات الأخيرة عليها".

وتوجّه مهران كامرافا، في ملاحظاته الختامية، بالشكر إلى الباحثين المشاركين والحاضرين ومنظّمي المؤتمر، وعرض ملخصًا للنتائج الرئيسة التي تمخّضت دراسات المؤتمر عنها، مسلّطًا الضوء على جذور سياسة إيران في التوجّه شرقًا وتداعياتها، فضلًا عن التحديات والفرص التي تتيحها هذه السياسة، في هذا الصدد، للجمهورية الإسلامية.

التعليقات