السعودية: لا علاقات مع إسرائيل دون الاعتراف بالدولة الفلسطينية والانسحاب من غزة

قالت وزارة الخارجية السعودية إن المملكة أبلغت الإدارة الأميركية موقفها الثابت بأنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة وسحب القوات من القطاع.

السعودية: لا علاقات مع إسرائيل دون الاعتراف بالدولة الفلسطينية والانسحاب من غزة

(Getty Images)

قالت وزارة الخارجية السعودية، فجر اليوم، الأربعاء، إن موقف الرياض ثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشددة على أنه "لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

جاء ذلك في أعقاب تصريحات بهذا الشأن صدرت عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض، وأخرى صدرت عن وزير الخارجية الأميركي، وكذلك تصريحات صدرت عن وزير في كابينيت الحرب الإسرائيلي.

وقالت الخارجية السعودية، في بيان، إن "المناقشات الجارية بين المملكة والولايات المتحدة بخصوص مسار السلام العربي - الإسرائيلي، وفي ضوء ما ورد على لسان المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي الأميركي بهذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكد أن موقف الشعودية كان ولا يزال ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة".

وأضافت أنها "أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية أنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة".

وأكدت المملكة دعوتها للمجتمع الدولي - وعلى وجه الخصوص - الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع".

وأتى الموقف السعودي ردًّا على تصريح أدلى به المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء. قال فيه إن إدارة الرئيس جو بايدن تلقت ردا إيجابيا يفيد باستعداد السعودية وإسرائيل لمواصلة المناقشات الخاصة بتطبيع العلاقات بينهما.

وردّاً على سؤال عن فرص تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، قال كيربي "كّنا، قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وما زلنا، نجري مناقشات مع شركائنا في المنطقة - إسرائيل والمملكة العربية السعودية، الشريكين الرئيسيين".

وأضاف أن هذه المناقشات تهدف إلى "المضي قدمًا في اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. هذه المناقشات تسير على ما يرام. لقد تلقّينا ردود فعل إيجابية من الجانبين".

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أكد اهتمامه في إقامة علاقات مع إسرائيل لكنه يريد وضع حد لحرب غزة ومسارا نحو دولة فلسطينية. وصرح بلينكن، الثلاثاء، بأنه "في ما يتعلق تحديدا بالتطبيع، كرر ولي العهد اهتمام السعودية البالغ في السعي نحو تحقيق ذلك".

وأضاف "لكنه أوضح أيضا ما قاله لي من قبل، وهو أنه من أجل القيام بذلك، لا بد من أمرين، إنهاء النزاع في غزة ومسار واضح وموثوق ومحدد زمنيا لإقامة دولة فلسطينية". وتحدّث بلينكن عن "منافع هائلة لكل من يهتم باندماج إسرائيل في المنطقة، أولها منافع لإسرائيل نفسها"، وأضاف "إنه أمر يتعين على الإسرائيليين أنفسهم أن يقرروا بشأنه".

بدوره، قال الوزير في كابينيت الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، في مؤتمر صحافي، إن "دولة إسرائيل تعمل على الدفع باتفاقيات لتطبيع العلاقات مع السعودية ودول أخرى بدعم من صديقتنا العظيمة، الولايات المتحدة الأميركية، وهي عملية أشارك فيها أنا بشكل مباشر"، واعتبر أن ذلك قد يساهم في "تقويتنا في مواحهة المحور الإيراني".

وأشار إلى أن التطبيع مع السعودية سيساهم "في جلب جهات معتدلة تجعل من الممكن إلغاء حكم حماس في غزة، واستبداله بجهات لا يمارس الإرهاب ولا يثقف على الإرهاب"، وشدد على أن "توسيع اتفاقيات أبراهام سيكون بمثابة إنجاز إقليمي سعت حماس إلى منعه في (هجوم) 7 أكتوبر".

وبذلت إدارة الرئيس بايدن جهودًا حثيثة لإقناع السعودية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل؛ وتضع السعودية شروطًا عدّة للتطبيع، من بينها حصولها على ضمانات أمنية من واشنطن ومساعدتها في تطوير برنامج نووي مدني. لكنّ الزخم على هذا الصعيد تلاشى إثر هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

التعليقات