لبنان يدعو إلى ممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب من أراضيه

لبنان جدّد المطالبة بممارسة الضغط على إسرائيل "لإلزامها بالانسحاب من كل الأراضي اللبنانية التي تحتلها، وبوقف هجماتها وانتهاكاتها لسيادة لبنان، والالتزام بإعلان وقف الأعمال العدائية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701" الصادر في آب/ أغسطس 2006.

لبنان يدعو إلى ممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب من أراضيه

من موقع قصف إسرائيلي بلبنان (Getty Images)

دعا وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجّي، اليوم الخميس، إلى ممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب من جميع أراضي بلاده التي تحتلها ووقف انتهاكاتها.

جاء ذلك خلال استقباله المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمفوضية الأوروبية، ستيفانو سانينو، على رأس وفد من الاتحاد الأوروبي، وفق بيان لوزارة الخارجية اللبنانية.

وأكد رجي "رفض لبنان الشديد لعدوان إسرائيل المستمر عليه واعتداءاتها اليومية في الجنوب واستهدافها المتجدد للعاصمة بيروت".

وجدد مطالبة الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بممارسة الضغط على إسرائيل "لإلزامها بالانسحاب من كل الأراضي اللبنانية التي تحتلها، وبوقف هجماتها وانتهاكاتها لسيادة لبنان، والالتزام بإعلان وقف الأعمال العدائية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701" الصادر في آب/ أغسطس 2006.

وتطرق لقاء رجي مع الوفد الأوروبي إلى "مسألة النزوح السوري في لبنان، التي أخذت حيّزا كبيرا من المحادثات، في ظل تأكيد رجّي على ضرورة إطلاق مسار عودتهم السريعة إلى سورية وتهيئة الأرضية لهذه العودة".

وأضاف البيان أن رجي "تمنى على الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في مقاربته لهذه القضية بعد المتغيّرات الكبيرة التي حصلت في سورية".

ويضغط لبنان باتجاه إيجاد حل عاجل لقضية اللاجئين السوريين على أراضيه، مطالبا المجتمع الدولي بدعمه في إعادة 1.8 مليون لاجئ إلى سورية، مؤكدا عجزه عن الاستمرار في تحمّل أعبائهم وسط أزمته الاقتصادية الخانقة.

وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024 أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاما تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).

وتداول رجّي أيضا مع الوفد الأوروبي "ملف الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية التي بدأ لبنان القيام بها"، مجددا عزم الحكومة اللبنانية على السير بهذه الاصلاحات.

ومنذ عام 2019 يعاني لبنان انهيارا ماليا يعد من أسوأ الأزمات في العصر الحديث وفقًا للبنك الدولي، إذ فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 98 بالمئة من قيمتها إلى متوسط 90 ألفا أمام الدولار من 1500 سابقا.

ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة لعام 2023، يعيش أكثر من 80 بالمئة من سكان لبنان تحت خط الفقر وسط تضخم مرتفع تجاوز في بعض المراحل 300 بالمئة، ما أثّر على القوة الشرائية للمواطنين وجعل تأمين الاحتياجات تحديا يوميا.

وينص القرار 1701 على وقف العمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوب لبنان، مع استثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" من هذا الحظر.

وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار منذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، تواصل إسرائيل استهدافها لجنوب لبنان بذريعة مهاجمة أهداف لـ"حزب الله"، حيث ارتكبت 1364 خرقا للاتفاق، ما خلّف 117 شهيدا و362 جريحا على الأقل.

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 شباط/ فبراير الماضي خلافا للاتفاق، ونفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة، وشرعت مؤخرا بإقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل لبنان.

التعليقات