اليمن: صالح يرفض التنحي ومظاهرات في تعز وإب

وزير الخارجية اليمني يقول إن صالح لن يتخلى عن السلطة إلا عن طريق صندوق الانتخابات، ونظيره البريطاني يدعو إلى قبول المبادرة الخليجية

اليمن: صالح يرفض التنحي ومظاهرات في تعز وإب
قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إن الرئيس علي عبد الله صالح لن يتخلى عن السلطة إلا عن طريق صندوق الانتخابات، وحذر من أن اليمن سينزلق إلى حرب أهلية إذا أجبر على التنحي.

ونقلت "رويترز" عنه قوله إن القضية الآن هي أن يتفق الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة على موعد لانتخابات مبكرة، مشيرا إلى أن الجدول الزمني لنقل السلطة الذي حددته المبادرة الخليجية لم يكن واقعيا.
 
وقال إن "هذا الجدول ثبت أنه صعب التنفيذ ولا يمكن أن تجرى الانتخابات خلال 60 يوما لأنه إذا استقال الرئيس صالح بعد 30 يوما ولم يمكن إجراء انتخابات في غضون 60 يوما كان سيحدث فراغ دستوري في البلد".

وأكد القربي أن الحكومة اليمنية تحاول أن تبدأ حوارا مع المعارضة بغية الاتفاق على "موعد واقعي قابل للتنفيذ للانتخابات" تحت إشراف مراقبين دوليين وإقليميين.
 
وذكر أن القتال في الشوارع والاحتجاجات السياسية كلفت الاقتصاد ما يصل إلى خمسة مليارات دولار ونفرت السائحين والمستثمرين وأدت الى تضخم عجز الميزانية
 
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أن  الموقف بالغ الصعوبة، والحل للخروج منه يجب أن يكون سياسيا ويجب أن يكون حلا يمنيا، وأكد أن الفشل في الوصول إلى اتفاق سياسي سيؤدي إلى كارثة قد تنتهي بحرب أهلية أو تفتت للبلد، حسب تعبيره.
 
ومضى قائلا "أعتقد أن معظم الناس لا يريدون حربا أهلية ولا أن يروا اليمن يقسم مجددا، لكن ذلك سيتوقف فعلا على أن تسود الحكمة بين صناع السياسة في كل من الجانبين جانب الحكومة وجانب المعارضة".
 
وذكر القربي أن تنظيم القاعدة هو المستفيد الأكبر من الفوضى في اليمن، وأضاف أن التنظيم حشد أعضاءه وحاول السيطرة على محافظة أبين في الجنوب، وأكد أن الأزمة السياسية تهيئ المناخ المناسب لتنظيم القاعدة.
 
وفي سياق متصل دعا وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ الرئيس علي عبد الله صالح إلى الموافقة على مبادرة مجلس التعاون الخليجي وتطبيقها "دون تأخير".
 
واعتبر هيغ في اجتماع مع القربي بلندن أن هذا الوقت حرج بالنسبة لليمن الذي يواجه أزمات سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية. ورأى أنه من الأهمية أن تبدأ عملية انتقال السلطة في أقرب وقت ممكن، ودعا الرئيس صالح إلى الموافقة على ذلك دون تأخير، لأنه يفسح المجال أمام بدء تسليم السلطة.
 
من جانبها طالبت كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بأن يطلق النظام الحاكم في اليمن مشروعا لنقل السلطة، على أن يرفض جميع أطراف الأزمة السياسية العنف. وحثت آشتون الحكومة اليمنية على العمل مع مختلف الأطراف المعارضة في اليمن للقبول بالتحول السياسي فورا
 
من جانب آخر تظاهر الآلاف من المحتجين المطالبين بتنحي الرئيس صالح بمدينتي تعز وإب أمس، مطالبين بوقف الاعتداءات التي تطول المحتجين في عموم البلاد، وأدت إلى مقتل وجرح المئات منذ مطلع العام الحالي.
 
وطالب المتظاهرون في تعز، جنوب صنعاء والقريبة من عدن، كبرى مدن الجنوب، بوقف ما أسموه القصف الوحشي لقوات نجل الرئيس اليمني أحمد علي صالح قائد الحرس الجمهوري، التي تسببت في مقتل العشرات في المدينة.
 
وندد المتظاهرون بالقصف الذي طال العشرات من المنازل في عدد من أحياء مدينة تعز، وناشدوا مجلس الأمن الدولي اتخاذ موقف حاسم من جرائم الإبادة الجماعية التي شهدتها المدينة وبعض ضواحيها خاصة من بعد مقتل 110 في ساحة الحرية أواخر مايو/أيار الماضي.
 
وعبروا عن رفضهم "لسياسة العقوبات الجماعية" التي تفرضها قوات نجل الرئيس صالح بتجويع الشعب من خلال أزمة المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء وتوقف مشروع المياه على العديد من أحياء المدينة منذ عدة أشهر بهدف ثني الناس عن مطالبهم بتنحي صالح وأسرته الحاكمة.
 
وفي تظاهرة مماثلة في مدينة إب وسط اليمن أصيب ثلاثة متظاهرين ظهر الأربعاء برصاص مسلحين موالين للرئيس علي عبد الله صالح.
 
وقال مصدر طبي ليوناتيد برس انترناشونال في المستشفى الميداني في ساحة الخليج في إب تم إسعاف 3 متظاهرين افادوا أن مسلحاً أطلق النار عليهم من سطح احد المنازل عند ان حاولوا نزع صور الرئيس صالح من على أحد المركبات.

التعليقات