تحالف السعودية يضيق الخناق على الحديدة اليمنية

أعلن التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية، أن القوات التي يدعمها في هذا البلد باتت على بعد نحو 20 كلم فقط من مدينة الحديدة التي تضم ميناء رئيسيا تدخل عبره غالبية المساعدات الإنسانية.

تحالف السعودية يضيق الخناق على الحديدة اليمنية

(أ.ب.)

أعلن التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية، أن القوات التي يدعمها في هذا البلد باتت على بعد نحو 20 كلم فقط من مدينة الحديدة التي تضم ميناء رئيسيا تدخل عبره غالبية المساعدات الإنسانية.

وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن طيار تركي المالكي، في مؤتمر صحافي في الرياض "لم يتبق إلى الحديدة إلا ما يقرب من 20 كلم ولا تزال العلميات مستمرة ضد الحوثيين الذين يسيطرون على المدينة الساحلية منذ 2014".

وأضاف "سقطت الدفاعات مصحوبة بحالة انهيار وهروب قادة ميدانيين".

ويعد هذا المرفأ على البحر الأحمر نقطة نزاع رئيسية مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين.

وتهدف هذه العملية إلى التقدم في اتجاه ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثين والذي يعتبر المدخل الرئيسي للمساعدات الموجهة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في البلد الفقير. ويرى التحالف في هذا الميناء منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر.

وقال المالكي في المؤتمر الصحافي "نريد قطع الشريان الذي يستفيد منه الحوثيون".

وجاءت التصريحات غداة تأكيد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن الحوثيين قادرون على افشال أي عملية عسكرية قد يشنّها التحالف على ميناء الحديدة الاستراتيجي.

وقال الحوثي في خطاب تلفزيوني بثّته قناة "المسيرة" ليل الأحد-الإثنين إن "شعبنا اليمني اليوم سيقف بكل صمود وثبات لدعم هذه المعركة والتصدي للعدوان في الساحل" الغربي اليمني.

وأضاف إن "المعتدي يستطيع أن يفتح له معركة هناك في الحديدة، لكنه يستحيل عليه أن يتمكن من حسم هذه المعركة"، معتبرا أنه "إذا نجح بفعل الغطاء الجوي وبفعل قوته العسكرية من خلال المدرعات أن يحدث اختراقا إلى منطقة هنا أو إلى منطقة هناك، يمكن أن يطوّق هذا الاختراق وأن يواجه".

وفي تشرين الثاني/نوفمير 2017 أعلن التحالف عن فرض حصار كامل على الحديدة ردا على اطلاق المتمردين لصاروخ بالستي استهدف الرياض.

لكن التحالف ومع تخفيف الحصار نتيجة ضغوط دولية وضع نصب عينيه السيطرة على هذه المنطقة، خاصة مع تزايد الهجمات الصاروخية للمتمردين.

وحذرت الأمم المتحدة من أن أي عملية تهدف للسيطرة على الحديدة قد تعطّل دخول شحنات المساعدات التي يعبر 70 بالمئة منها من خلال هذا المرفأ.

وقال السفير الأميركي السابق إلى اليمن والمدير في معهد الشرق الأوسط جيرالد فيرستاين، في تغريدة "السؤال الرئيسي ليس إن كان باستطاعة التحالف الاستيلاء على الحديدة".

وتابع " ما الذي ينوون فعله بعد ذلك. هل باستطاعتهم استخدام السيطرة على المرفأ لضمان دخول المساعدات الإنسانية بدون عرقلة".

واتسمت المعارك في غرب اليمن بالشراسة، لكن الألغام التي زرعها الحوثيون وفق مصادر عسكرية يمنية أبطأت العمليات القتالية.

وقال بيتر سالزبوري من مركز دراسات شاذام هاوس على تويتر "مع معركة الحديدة تدخل الأزمة مرحلة جديدة، لكن من غير المرجح أن تكون نهاية اللعبة".

وأضاف "السؤال بالنسبة إلي هو كم ستستغرق المعركة من أجل الحديدة، وكم من الاضرار سيلحق بأهم ميناء في البلاد. إذا استمر القتال لأسابيع وأشهر بشكل مدمر للغاية، ستكون هذه أنباء سيئة لليمنيين العاديين".

ويشهد اليمن نزاعا مسلحا منذ سنوات بين القوات الحكومية والحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.

ومذاك، قُتل نحو عشرة آلاف يمني وأصيب أكثر من 50 ألفا بجروح، في حين تقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية حاليا في العالم.

 

التعليقات