مفاوضات السويد تراوح مكانها ودعوات لإنقاذ ملايين اليمنيين

حذرت منظمات تابعة للأمم المتحدة، السبت، من أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن يؤثر على نحو 20 مليون شخص في البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية، مؤكدة أن النزاع المستمر منذ عام 2015 هو "السبب الرئيسي لذلك".

مفاوضات السويد تراوح مكانها ودعوات لإنقاذ ملايين اليمنيين

وفد الحوثي دعا لتشكيل حكومة انتقالية (أ.ب)

في الوقت الذي تتواصل المفاوضات بالسويد حول إمكانية التهدئة ووقف إطلاق النار في اليمن، دعا وفد الحوثي لتشكيل حكومة انتقالية، فيما أصر وزير الخارجية على مطالب الحكومة بأن عدن ستكون المطار الرئيسي للبلاد.

ودعا كبير مفاوضي جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، اليوم السبت، إلى تشكيل حكومة انتقالية بمشاركة كل الأحزاب السياسية. وأدلى عبد السلام بالتصريحات لرويترز على هامش محادثات السلام الجارية في السويد مع وفد الحكومة اليمنية المدعومة من تحالف السعودية.

من جانبه، أكد وزير الخارجية اليمني لوكالة فرانس برس، اليوم السبت، أن المطار الرئيسي في اليمن سيكون في عدن، بينما تجري محادثات لإعادة فتح مطار صنعاء في العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون، مشدد على ضرورة أن يكون ميناء الحديدة تحت "سيادة" الحكومة اليمنية.

وقال خالد اليماني لفرانس برس على هامش المحادثات التي تستضيفها السويد، إننا "على استعداد اليوم لفتح مطار صنعاء، ولكن لدينا رؤية أن تكون عدن هي مطار السيادة الرئيسي للجمهورية اليمنية والمطارات الأخرى في اليمن تكون مطارات داخلية".

وأضاف إن "قبل الطرف الآخر، أن يخوض هذه التجربة وهي تجربة سيادية، سيكون بإمكان الطائرات أن تأتي إلى عدن وتغادر إلى صنعاء أو الحديدة أو المطارات الأخرى، وتعود إليها من عدن وتغادر إلى الخارج".

وأعتبر اليماني أن "هذه رؤية سيادية نعتقد أنها تحمي مصالح الشعب اليمني وتدافع عن مصالح كل اليمنيين ولا تفرق بين اليمنيين".

ويواصل وفدا الحكومة والحوثيين محادثاتهما التي بدأت، يوم الخميس، في ريمبو في السويد برعاية الأمم المتحدة، في محاولة لإيجاد حل لنزاع أوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل ودفع 14 مليون شخص الى حافة المجاعة. ومن المتوقع أن تستمر هذه المحادثات أسبوعا.

ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ العام 2014، فيما يسيطر تحالف السعودية داعم للحكومة اليمنية، على أجواء اليمن. وتضرر مطار صنعاء جراء القصف، وهو مغلق منذ ثلاث سنوات بعد بداية التدخل العسكري للتحالف.

وفي ما يتعلق بميناء الحديدة غرب البلاد، أكد اليماني ضرورة أن يكون الميناء تحت سيادة الحكومة اليمنية. وقال "يجب أن يبقى الميناء جزءا سياديا وجزءا من وظائف وزارة النقل اليمنية التي هي مسؤولة عن المنافذ والموانئ اليمنية".

وأضاف إننا "نقبل أن يدير الميناء عناصر الإدارة التي عملت في الميناء وفقا لقوانين عام 2014"، أي قبل سيطرة الحوثيين عليه. وتخضع الحديدة لسيطرة الحوثيين منذ 2014، وتحاول القوات الحكومية بدعم من تحالف السعودية استعادتها منذ حزيران/يونيو الماضي.

واشتدت المواجهات الشهر الماضي ما أثار مخاوف الأمم المتحدة ومنظمات من حصول كارثة إنسانية في حال توقف ميناء المدينة عن العمل. وتمر عبر الميناء غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجهة إلى ملايين اليمنيين الذين يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة.

إلى ذلك، اعتبرت العضو في وفد الحكومة اليمنية رنا غانم، أن الحوثيين "غير جادين" في المفاوضات، وقالت للصحافيين "دائما التوقعات تأتي من خلال التجربة، ومن خلال التجربة سأقول لا. أنهم غير جادين". وأعربت عن أملها بأن تؤدي هذه المحادثات "على الأقل إلى التخفيف من معاناة الشعب اليمني".

وانهارت جولة سابقة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت.

وأكد وفد الحكومة اليمنية ومتحدث باسم الحوثيين ومبعوث الأمم المتحدة في وقت سابق أن هذه المحادثات لا تهدف لإيجاد حل سياسي للنزاع.

وأكدت غانم أن طرفي النزاع اليمني لم يلتقيا وجها لوجه حتى الآن، مع قيام موفد الأمم المتحدة مارتن غريفيث وفريقه بالتنقل بين الفريقين. لكنها أشارت إلى وجود أحاديث "غير رسمية" مع الحوثيين على هامش المفاوضات.

في موازاة ذلك، حذرت منظمات تابعة للأمم المتحدة، السبت، من أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن يؤثر على نحو 20 مليون شخص في البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية، مؤكدة أن النزاع المستمر منذ عام 2015 هو "السبب الرئيسي" لذلك.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة يونيسف ومنظمات أخرى في تقرير مشترك، أن هناك 15,9 مليون يمني يعانون من الجوع حاليا، داعية إلى "توسيع إطار المساعدات الإنسانية بشكل عاجل" لإنقاذ ملايين اليمنيين.

 

التعليقات