بايدن: سلمنا إيران "رسالة خاصة" بشأن هجمات الحوثيين

استهدفت ضربة جديدة موقعًا عسكريًا للحوثيين في الحديدة بغرب اليمن، بحجة الرد على صاروخ أطلقوه منها باتّجاه البحر الأحمر، وفق ما نقلت الصحيفة عن مصدرين، أمني وعسكري، "في صفوف الحوثيين"؛ بايدن: أميركا سلمت رسالة لإيران بشأن الحوثيين.

بايدن: سلمنا إيران

(Getty Images)

استهدفت ضربة جديدة، بهد ظهر اليوم، السبت، موقعًا عسكريا لجماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في الحديدة، غربي اليمن، وذلك بذريعة الرد على صاروخ أطلقته الجماعة منها، في أعقاب ضربات شنّتها واشنطن ولندن على مواقع عسكرية للحوثيين بزعم الرد على هجمات الجماعى اليمنية في البحر الأحمر.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة سلمت إيران ما وصفها "برسالة خاصة" بشأن جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) التي تشن منذ أسابيع هجمات تستهدف سفنا مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر كرد على حربها على قطاع غزة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن بايدن قوله لصحافيين في البيت الأبيض، قبل مغادرته إلى المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، إنه "سلمنا (إيران) الرسالة بشكل خاص، ونحن واثقون من أننا مستعدون جيدا"، على حد تعبيره.

في المقابل، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر عسكري موال للحوثيين في الحديدة، قوله: "تم ضرب الموقع الذي انطلق منه قبل قليل صاروخ حوثي على أطراف مدينة الحديدة باتجاه البحر الأحمر". وأضاف "لم يعرف ما إذا كان القصف من البحر أم غارة". وأكد مصدر أمني في شرطة الحديدة بدون الكشف عن هويته، حصول الضربة الجديدة.

وليل الجمعة السبت، أكد جنرال أميركي أن الحوثيين أطلقوا صاروخًا بالستيًا مضادًا للسفن في ما اعتبره "ردا انتقاميا"، لكنّه لم يُصب أي سفينة. وفجر السبت، استهدفت ضربات أميركية جديدة قاعدة للحوثيين في صنعاء، غداة ضربات شنّتها واشنطن ولندن على مواقع عسكرية للحوثيين بذريعة "الرد على هجماتهم في البحر الأحمر".

وذكرت القيادة العسكرية المركزية الأميركية (سنتكوم)، في بيان، أن "القوات الأميركية نفذت ضربة ضد موقع رادار في اليمن" نحو الساعة 3,45 صباحا بالتوقيت المحلي، السبت.

ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين عن مراسلها في صنعاء قوله إن "العدو الأميركي البريطاني يستهدف العاصمة صنعاء بعدد من الغارات"، وأوضحت أن الضربات استهدفت قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة، صنعاء.

وتأتي هذه الضربات لليلة الثانية على التوالي في أعقاب أسابيع استهدف خلالها الحوثيّون سفنًا تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الإستراتيجي.

لا إصابات في صفوف الحوثيين

وقال المسؤول في جماعة الحوثي، نصر الدين عامر، اليوم السبت، في تصريحات لقناة "الجزيرة"، إنه لم تقع إصابات في أحدث ضربة أميركية في اليمن، وتعهد برد "حاسم وقوي". وأضاف "لا إصابات ولا جروح ولا خسائر مادية ولا بشرية".

وقال المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، في تصريحات لوكالة "رويترز"، إن الضربات الأميركية في اليمن، التي استهدف أحدثها قاعدة عسكرية في صنعاء، "لم يكن لها تأثير يذكر في سياق الحد من القدرات اليمنية".

وشدد على أن الجماعة لا تزال قادرة على "الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل من المرور عبر البحر الأحمر والبحر العربي".

ويؤكد الحوثيون أن هذه الهجمات تأتي "تضامنًا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ونشرت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا بوارج في البحر الأحمر وشكلت واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا لحماية الملاحة في المنطقة التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية.

ووجّهت واشنطن ولندن تحذيرات متكررة للحوثيين من "عواقب" ما لم يوقفوا هجماتهم على السفن، قبل شنّهما فجر الجمعة ضربات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في مناطق عدة في اليمن تخضع لسيطرتهم.

وحذّر الرئيس الأميركي، بايدن، الجمعة، من "إجراءات مباشرة" أخرى لضمان حرية الحركة للتجارة الدولية "عند الحاجة". وردًا على ضربات الجمعة، توعّد الحوثيون بالردّ مؤكدين أن المصالح الأميركية والبريطانية باتت "أهدافًا مشروعة".

وأعلن الحوثيون الجمعة أن "73 غارة" استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء، ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، مؤكدين سقوط خمسة قتلى في صفوف عناصرهم.

إلا أنّ الجيش الأميركي تحدث عن استهداف 30 موقعًا عسكريًا في 150 ضربة.

وتحدث بايدن عن "ضربات ناجحة ضدّ عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمرّدون الحوثيّون لتعريض حرّية الملاحة للخطر" في "ردّ مباشر" على هجمات الحوثيين على السفن.

وادعى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربات كانت "ضروريّة" و"متناسبة" و"دفاعًا عن النفس"، فيما قال حلف شمال الأطلسي إنها ضربات "دفاعية وتهدف للمحافظة على حرية الملاحة".

وفي بيان مشترك، ادعت الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبيّة والمملكة المتّحدة، أنّ "هدفنا يبقى متمثّلا في تهدئة التوتّر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر".

ويرجّح خبراء ألا تنجح الضربات الغربية في وضع حدّ لهجمات الحوثيين؛ فيما تثير الضربات الأميركية - الغربية على اليمن، مخاوف من توسّع رقعة النزاع في قطاع غزة.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، جون ألترمان، إن هذه الضربات "ستُقلّل من التهديد الحوثي للشحن البحري، ولكنها لن تنهيه".

وأعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم، السبت، عن "قلقه" إزاء التطوّرات الأخيرة في اليمن، داعيًا الأطراف المعنية إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتقديم المسارات الدبلوماسية على الخيارات العسكرية" وإلى "وقف التصعيد".

التعليقات