تونس تعتزم تشكيل حكومة والهدوء الهش لايزال صامدا

اعتقلت قوات من الجيش التونسي اليوم الأحد وزير الداخلية التونسي السابق رفيق بلحاج في باجة مسقط رأسه عندما كان يستعد للهروب إلى الجزائر ، فيما تتواصل حملة اعتقالات الحراس الشخصيين للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في محافظة تطاوين جنوبي تونس.

تونس تعتزم تشكيل حكومة والهدوء الهش لايزال صامدا

يجري ساسة تونسيون محادثات اليوم الاحد في محاولة لتشكيل حكومة وحدة للمساعدة على الحفاظ على الهدوء الهش بعد يومين من سقوط الرئيس زين العابدين بن علي اثر احتجاجات شعبية.

وتمركزت الدبابات حول تونس العاصمة ووقف جنود لحراسة المباني العامة لكن بعد أيام من اطلاق النيران من سيارات وحوادث هروب جماعي من السجون أسفرت عن مقتل عشرات السجناء قال سكان انهم بدأوا يشعرون بقدر أكبر من الامان.

وقال رجل يدعى عماد في ضاحية انطلاقة بالمدينة "في الليلة الماضية طوقوا حينا بحواجز الطرق وكلفوا فرقا بتفتيش السيارات. الان نحن بصدد ازالة حواجز الطرق واعادة الحياة الى طبيعتها."

وقال التلفزيون التونسي اليوم الاحد ان مدير الامن الرئاسي السابق للرئيس التونسي المخلوع سيمثل أمام محكمة بتهمة اذكاء العنف المسلح بين أفراد الشعب وتهديد الامن القومي.

والاحد يوم عطلة في تونس ويسود الشوارع الهدوء لكن بعض الناس كانوا يتسوقون لشراء الطعام. وللمرة الاولى منذ عدة ايام شوهدت شاحنات نصف نقل وشاحنات صغيرة تتحرك بطلبيات تجارية.

وسمع دوي اطلاق نيران متقطع اثناء ليل السبت على خلاف اطلاق النيران الكثيف الذي شهده ليل الجمعة.

وأدى رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد. وطلب من رئيس الوزراء محمد الغنوشي تشكيل حكومة وحدة وطنية وقالت السلطات الدستورية انه يجب اجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوما.

ومن المقرر أن يجري الغنوشي المزيد من المشاورات لمحاولة ملء الفراغ الذي خلفه فرار بن علي الى السعودية بعد 23 عاما في الحكم على أثر احتجاجات دامت شهرا بسبب الفقر والقمع. وأودت الاحتجاجات بحياة العشرات.

ويقول محللون انه قد تجري احتجاجات اذا لم تمثل المعارضة بالقدر الكافي. وقد تواجه المفاوضات مشاكل حين تصل الى تفاصيل اي الاحزاب ستحصل على اي منصب حكومي وعدد من ستضمهم الحكومة من الحرس القديم.

وقال احمد ابراهيم زعيم حزب التجديد انه سيجتمع بالاضافة الى زعماء أحزاب اخرين مع الغنوشي اليوم الاحد.

وقال ان المسألة الرئيسية بالنسبة لهم الان هي وقف كل صور الفوضى. وتابع أنهم متفقون على عدة مباديء تتعلق بالحكومة الجديدة وسيواصلون المناقشة وقال ان رسالته هي أن يقول لا للقذافي فالتونسيون لا يريدون العودة الى الوراء في اشارة الى كلمة للزعيم الليبي معمر القذافي قال فيها ان التونسيين تسرعوا في التخلص من بن علي.

وفضلا عن قيام الجنود بدوريات في شوارع تونس قام سكان بحراسة الحواجز التي وضعوها لحماية ممتلكاتهم من اللصوص وغيرهم ممن يستغلون الفوضى.

وقال سمير (26 عاما) في وسط تونس "ننسق جيدا مع الجيش وبدأنا نشعر بقدر من الامان."

وأطلق مسلحون النار عشوائيا من سيارات في تونس أمس السبت ولم يتضح من هم الذين قاموا بذلك لكن مصدرا عسكريا رفيعا قال لرويترز ان أشخاصا تابعين لبن علي وراء عمليات اطلاق النار.

ودعت الحكومة الفرنسية تونس الى اجراء انتخابات حرة بأسرع ما يمكن وقالت انها اتخذت خطوات "لضمان وقف التحركات المالية المشبوهة فيما يتعلق بالاصول التونسية في فرنسا اداريا" وذلك حسبما ذكر بيان اصدره مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الابيض تومي فيتور ان رحيل بن علي قد يعطي الشعب التونسي دورا في كيفية ادارة البلاد وانه اذا جرت الانتخابات بشكل حر ونزيه فانها ستكون ضربة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي.

القبض على وزير داخلية تونس اثناء هروبه للجزائر

اعتقلت قوات من الجيش التونسي اليوم الأحد وزير الداخلية التونسي السابق رفيق بلحاج في باجة مسقط رأسه عندما كان يستعد للهروب إلى الجزائر ، فيما تتواصل حملة اعتقالات الحراس الشخصيين للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في محافظة تطاوين جنوبي تونس.

ونقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية عن مصادر حقوقية وصفتها بالمطلعة "ان موكب من السيارات كان في طريقه الى الحدود الجزائرية عندما اعترضته قوات الجيش التونسي والحرس الوطني وقامت بايقاف الموكب".

وأضاف المصادر "ان سيارتين حاولتا الفرار في طريق الحدود مع الجزائر الا ان قوات الحرس الوطني والجيش قامت بملاحقة السيارتين وألقت القبض على من بداخلها بعد تبادل اطلاق النار".

وكشفت المصادر ان القوات التي قامت بالقبض على بالحاج ونقله الى العاصمة تونس حيث ان المدينة التي تم في القبض عليه هي مدينة صغيرة لا تتوفر في الامن بالدرجة المطلوبة.

وألقى الجيش التونسي القبض على نحو خمسين من الحراس الشخصيين للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في محافظة تطاوين جنوبي تونس عندما كانوا هاربين نحو ليبيا على متن سيارات لا تحمل لوحات تسجيل.

وأوضح مصدر أمني أن عددا منهم "نقلوا إلى المستشفى بعد أن أصيبوا بجراح جراء تعرضهم إلى عيارات نارية خلال مواجهات مسلحة وغير متكافئة مع قوات الجيش التي أحكمت السيطرة عليهم".

وأضاف أن نحو عشرة آخرين من حرس الرئيس الهارب فروا إلى الجبل هاربين على متن سيارات وأن الجيش يتعقبهم، مشيرا إلى أن العديد من "رموز النظام البائد" حاولوا الفرار إلى ليبيا إلا أن رجال الأمن وسكان المناطق الحدودية المتاخمة لليبيا ألقوا القبض عليهم.

صناع الثورة:

التعليقات