الغنوشي: لا نسعى لإقامة دولة إسلامية

إلا أن الفيديو الذي سرّب مؤخراً للغنوشي، ألقى الضوء على خطابه المزدوج، حيث حيا في اللقاء المصور ضيوفه من القادة السلفيين، ما أثار عاصفة من الإدانة.

الغنوشي: لا نسعى لإقامة دولة إسلامية

حاول رئيس «حركة النهضة» طمأنة مناصري الدولة المدنية في تونس، إذ قال إن حزبه لا يشكل خطراً على العلمانية في البلاد، وأن «النهضة» لا تسعى لإقامة دولة إسلامية.

محاولات الطمأنة هذه كانت محور المقابلة المطوّلة التي أجراها الصحافي البريطاني روبرت فيسك مع زعيم «النهضة»، والتي نشرتها صحيفة «إندبندنت» البريطانية أمس على صفحتين كاملتين.

وكتب فيسك أن الغنوشي «يكرس كثيراً من وقته هذه الأيام في محاولة إقناع منتقديه بأنه لا يسعى إلى إقامة دولة إسلامية في تونس»، وهو الشخص الذي أمضى عقوداً في التبشير بالدولة الدينــية ومنــاوأة العلمانية.

ونفى الغنوشي «أن يكون السلفيون يجتاحون حزبه»، لأنه «ليس إسلاميا بما فيه الكافية بالنسبة إليهم»، إلا أن هذا النفي لم يقنع فيسك الذي أشار إلى أن «الكثيرين في تونس لا يتفقون مع هذا الطرح».

وتحدث «الشيخ راشد» كثيراً عن التزامه حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والديموقراطية التي يبلغ إيمانه بها درجة «رؤيتها أداة للتعليم وليس للحكم فقط». كما حاول جاهداً تبرئة نفسه من السلفية أو التحالف معها، لدرجة تشبيهها بالوحش وبالتيارات الأوروبية المتطرفة والنازية، والطلب من «أصدقائه الأوروبيين» إعطاءه الوقت الكافي من أجل ترويضها و«إعادة تربيتها» في ظل النظام الديموقراطي.

إلا أن الفيديو الذي سرّب مؤخراً للغنوشي، ألقى الضوء على خطابه المزدوج، حيث حيا في اللقاء المصور ضيوفه من القادة السلفيين، ما أثار عاصفة من الإدانة.

وفي قضية الهجوم على السفارة والمدرسة الأميركيتين في تونس في أيلول الماضي، ألقى الغنوشي باللائمة على «جماعات سلفية عنيفة» و«عصابات إجرامية».

ويلفت فيسك إلى أن الغنوشي بطبيعته يفتقد روح الدعابة، وهو شخص قاس بقدر ما هو براغماتي.

ويشير فيسك إلى مقال نشره الخبير القانوني جميل صياح في صحيفة تونسية قبل اللقاء بأربع وعشرين ساعة، وكتب فيه إنّ «الفرق بين الغنوشي وغالبية التونسيين هو أنه يريد أسلمة الحداثة، بينما يريد التونسيون عصرنة الإسلام، من خلال العيش في العصر والالتزام بالإسلام في الوقت نفسه، من دون أن يعني ذلك تغييراً في الإسلام، لأنه يقبل بالتعددية ويرى شرعية الدولة في التعاقد بينها وبين مواطنيها».

من جهة أخرى، قضت محكمة تونسية أمس الأول بسجن أبو أيوب، وهو قيادي بارز في تنظيم «أنصار الشريعة»، لمدة عام بتهمة التحريض على مهاجمة السفارة الأميركية، خلال موجة الاحتجاج على الفيلم المسيء إلى النبي الشهر الماضي.

وخلف الهجوم أربعة قتلى وعشرات الجرحى، وكان أول حادث عنفي سلفي تواجهه «النهضة» بإدانة قاطعة ترافقت مع اعتقال 144 سلفياً من بينهم أبو أيوب.

كما وجهت محكمة تونسية تهمة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي بالخارج» إلى شاب سلمته تركيا إلى تونس مؤخراً، وتتهمه وسائل إعلام أميركية بالضلوع في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول الماضي.

ومن جهة أخرى، أحرق عشرات الشبان ليل أمس الأول مركزاً للشرطة في منطقة تبلبو في ولاية قابس، التي تشهد منذ 17 تشرين الأول احتجاجات اجتماعية. 


- الفيديو المسرب من لقاء الغنوشي مع السلفيين -

التعليقات