كيف تحوّل العبيدي إلى قاتل في متحف باردو؟

كان ياسين العبيدي شابا محبا للحياة قبل أن يسافر فجأة إلى ليبيا حيث تلقى، وفق السلطات، تدريبات على حمل السلاح، وعاد ليشارك مع مسلح آخر الأربعاء في هجوم دموي على متحف مدينة باردو وسط العاصمة تونس.

كيف تحوّل العبيدي إلى قاتل في متحف باردو؟

ياسين العبيدي أحد منفذي الهجوم على متحف باردو في تونس

كان ياسين العبيدي شابا محبا للحياة قبل أن يسافر فجأة إلى ليبيا حيث تلقى، وفق السلطات، تدريبات على حمل السلاح، وعاد ليشارك مع مسلح آخر الأربعاء في هجوم دموي على متحف مدينة باردو وسط العاصمة تونس.

وأدى الهجوم الذي تبناه  يوم الخميس تنظيم 'الدولة الإسلامية' إلى مقتل 20 سائحا أجنبيا، أغلبهم غربيون، وعنصر أمن تونسي.

وأطلق ياسين (27 عاما) وشريكه جابر الخشناوي (21 عاما) النار من رشاشيْ كلاشنيكوف على سياح عند نزولهم من حافلتين أمام متحف باردو ثم طارداهم داخل المتحف.

وقتلت الشرطة المسلحين عندما اقتحمت المتحف الذي يقع على بعد أمتار من مقر البرلمان التونسي.

ولا تزال عائلة ياسين العبيدي التي تقطن في منطقة 'العمران الأعلى' وسط العاصمة تونس، تحت تأثير الصدمة.

ولم تفهم العائلة، التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة في تونس، كيف تحول ابنها الذي لم تظهر عليه أبدا علامات تطرف، إلى قاتل في متحف باردو.

وقال الشقيق الأكبر لياسين لفرانس برس طالبا عدم نشر اسمه 'لم نصدق حتى الآن أن له علاقة بهذه الحكاية. كل العائلة لم تتقبل أنه مات'.

وقال عن شقيقه إنه 'كان إنسانا عاديا، بشوشا، يحب المزاح، يحب كل الناس، ويمزح مع كل الناس حتى مع مدمني الكحول. كان عندما يمر على أصحابه وهم يسكرون يتوقف ليضحك ويمزح معهم'.

كان ياسين يعيش مع والديه واخته وشقيقه وكان أصغر أفراد العائلة.

وقال شقيقه إن العائلة تعيش 'صدمة، صدمة، صدمة، غير عادية' منذ حصول الهجوم الدموي على المتحف.

كان يدرس اللغة الفرنسية في الجامعة، وبعد بلوغه السنة الثانية من التعليم العالي انقطع عن الدراسة ليعمل ساعيا في شركة لإيصال الطلبات.

 بدأ الشاب الاهتمام بالدين قبل 3 سنوات، أي بعد الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس الديكتاتوري زين العابدين بن علي الذي قمع الإسلاميين وضيّق على ممارسة الشعائر الدينية.

لكن ياسين لم تظهر عليه علامات تشدد بحسب شقيقه الذي قال إنه لم يكن انطوائيا وكان يحب الحياة والسهر مع العائلة ومشاهدة الأشرطة السينمائية والأفلام الوثائقية.

وكان وزير الداخلية السابق، لطفي بن جدو، حذر في عام 2014 من خطر الجهاديين الذين يخفون ببراعة فائقة أي مظاهر قد توحي بتطرفهم حتى يسهل عليهم تنفيذ هجمات. 

في كانون الأول (ديسمبر) 2014 غادر ياسين منزل العائلة وتغيّب عنه 27 يوما قال لأسرته إنه أمضاها في ولاية صفاقس (وسط شرق).

لكن وليد ابن عمه قال لفرانس برس إن ياسين أبلغه أنه كان في جزيرة جربة السياحية (جنوب شرق) مع عائلة صديقته وهي أمريكية من أصل عراقي.

وأضاف 'كان ياسين، قبل أن يواظب على الصلاة، يشرب الكحول ويدخن ويعيش شبابه وله صديقة'. 

وأعلنت وزارة الداخلية، إثر الهجوم على المتحف، أن ياسين العبدي سافر مع جابر الخشناوي إلى ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى حيث تلقيا تدريبات على حمل السلاح ثم عادا إلى تونس ونفذا الهجوم.

وقال شقيق ياسين إن شقيقه كان 'مئة بالمئة ضحية عملية غسل دماغ باسم الدين'.

وذكر أنه كان يتابع أخبار الهجوم على متحف باردو عبر التلفزيون 'ويلعن' منفذيه من دون أن يخطر في باله أن شقيقه 'متورط فيه' إلى أن طرقت الشرطة باب المنزل بعد العصر للتحقيق مع العائلة.

وقال إن العائلة كلها هي 'ضحية' لما حصل لشقيقه. وتابع 'لقد دفعنا فاتورة غالية بأن فقدنا أحسن وأعز فرد في العائلة'. وأفاد 'أقول لكل التونسيين أن كل عائلة يمكن أن يتم التغرير بأحد أبنائها (..) لا أحد محصّنا'.

التعليقات