أولويات"النهضة" التونسية: الاقتصاد والديمقراطية ومكافحة الإرهاب

"النهضة" في ختام مؤتمره: الحزب تجاوز كل المبررات التي تجعل البعض يعتبرها جزءا مما يسمى الإسلام السياسي وأن هذه التسمية الشائعة لا تعبر عن حقيقة هويته الراهنة ولا تعكس مضمون المشروع المستقبلي الذي يحمله

أولويات"النهضة" التونسية: الاقتصاد والديمقراطية ومكافحة الإرهاب

(الأناضول)

أعلنت حركة 'النهضة' التونسية، اليوم الأربعاء، في ختام مؤتمرها العاشر، أن أولوياتها في المرحلة المقبلة تتمثل في 'العمل نحو اقتصاد صاعد، واستكمال البناء الديمقراطي لتثبيت دعائم الديمقراطية، فضلاً عن مكافحة الإرهاب والقضاء عليه باعتماد استراتيجية شاملة'.

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر، الذي قدمه القيادي في الحركة، رضا إدريس، أن 'حزب حركة النهضة يقف اليوم في محطة مؤتمره العاشر الاستثنائي وِقفة مصيرية ليقيّم تجربته ويجدد ذاته ويسدد مسيرته نحو المستقبل'.

وحسب البيان، فإن 'الحزب انطلق في هذا المؤتمر من تقييم ومراجعة تجربته، ويدعو الأحزاب الأخرى إلى انتهاج هذا التوجه'، وأملت الحركة أن 'يكون عمل المراجعة والتقييم تقليداً عاماً تلتزم به كل مكونات المجتمع المدني والسياسي'.

وأوضح البيان أن 'حزب حركة النهضة، وعلى ضوء قراءته تجربته التاريخية، استفاد في مسيرته، من أفكار رموز التجديد والإصلاح، وانفتح على آراء أكثر المفكرين انتصاراً لقيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان في العالم مما جعل هويته تتشكل بطريقة ديناميكية مستمرة'.

وطبقاً للبيان، فقد تجاوز الحزب 'كل المبررات التي تجعل البعض يعتبره جزءا مما يسمى الإسلام السياسي وأن هذه التسمية الشائعة لا تعبر عن حقيقة هويته الراهنة ولا تعكس مضمون المشروع المستقبلي الذي يحمله'.

واعتبرت النهضة أن 'عملها مندرج ضمن اجتهاد أصيل لتكوين تيار واسع من المسلمين الديمقراطيين الذين يرفضون التعارض بين قيم الإسلام وقيم المعاصرة وتضمنت لائحتا (الخيار الاستراتيجي) و(الرؤية النظرية) الصادرتان عن المؤتمر ما يشكل أساساً منهجياً وتصورياً لهذا التوجه المجدد'.

كما 'شكلت (اللائحة الهيكلية)، بما ورد فيها من إضافات وتعديلات، الصيغ التنظيمية التي تجسده على مستوى مؤسسات الحزب الداخلية والتي تحقق النجاعة والحوكمة الرشيدة والانفتاح'، وفق البيان.

وحددت النهضة أولوياتها في المرحلة المقبلة بـ'العمل نحو اقتصاد صاعد ومجتمع متضامن وتنمية مستدامة وذلك انطلاقاً من تقييمه للتحديات الاقتصادية والاجتماعية وتقديره للظرف الدقيق الذي تمر به تونس ولإلحاحية المطالب الأساسية للشعب التونسي في الكرامة والعدالة الاجتماعية'.

وتمثلت الأولوية الثانية، بحسب البيان، بـ'استكمال البناء الديمقراطي لتثبيت دعائم الديمقراطية وبناء الدولة العادلة والقوية. ويكون ذلك بإتمام تشكيل المؤسسات الدستورية'، فيما انحصرت الأولوية الثالثة بـ'مكافحة الإرهاب والقضاء عليه باعتماد إستراتيجية شاملة، تجمع بين الوقاية والعلاج وبين العاجل والآجل، وبين التصدّي لجذور الإرهاب وأسبابه من جهة ومواجهة تجلّياته وآثاره من جهة أخرى'.

وفي السياق ذاته، قال رئيس المؤتمر، علي العريض، إنهم لم يفكروا في تغيير اسم مجلس الشورى رغم مناقشة الفكرة قبل المؤتمر، إلا أنهم اختاروا الإبقاء عليه  نظرا لمتطلبات الفترة الراهنة.

وأضاف: 'لم نناقش فكرة تغيير اسم الحركة، رغم أن ذلك كان يراود البعض'، موضحاً أن 'الاسم لا يقلقنا وتغييره ليس بالمسألة المستعجلة'.

كما لفت العريض إلى أن 'التقرير المالي للمؤتمر الذي أثار العديد من الانتقادات نظراً لارتفاع مبلغ التكلفة بحسب البعض، مصادق عليه من قبل مراقبي الحسابات بحسب ما ينص عليه دستور البلاد'، مؤكداً أن 'التقرير سينشر في الأيام المقبلة'.

من جهة ثانية، بين العريض أن 'المتهم بتفجيرات سوسة والمنستير في الثمانينيات من القرن الماضي، محرز بودقة (بث اسمه في شاشة خلال أيام المؤتمر مع أسماء أخرى لتكريمهم) المحكوم عليه بالإعدام، من ضحايا الفترة السابقة'، مشيراً إلى أن 'الاعترافات المتعلقة بتنفيذه التفجيرات كانت مفبركة وانتزعت تحت التعذيب'.

اقرأ/ي أيضًا | الغنوشي: لا مصلحة للنهضة بفرض وصايتها على الدين

وحول خيار حركة 'النهضة' في الفصل بين السياسي والدعوي، أوضح أن 'النهضة حزب سياسي ديمقراطي وطني ذو مرجعية إسلامية، باعتبار انه موجود في دولة مسلمة بحسب ما جاء في الدستور، ويترك الإصلاح الديني وتطوير الفكر الإسلامي، للمجتمع المدني'. 

التعليقات