تفاصيل الاتفاق بين انقرة وواشنطن بشأن دخول القوات التركية الى شمال العراق

الاتفاق الذي تم التوصل اليه أمس بين انقرة وواشنطن حول دور القوات التركية بشمال العراق يقضي بالسماح بتوغل هذه القوات في شمال العراق

تفاصيل الاتفاق بين انقرة وواشنطن بشأن دخول القوات التركية الى شمال العراق
ذكرت المصادر السياسية التركية ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه أمس بين انقرة وواشنطن حول دور القوات التركية بشمال العراق يقضي بالسماح بتوغل هذه القوات في شمال العراق بعمق 20 كيلومترا وتشكيل لجنة للتنسيق برئاسة الجنرال الامريكي هنري عثمان في مدينة سيلوبي التركية الحدودية تضم ممثلين عن تركيا وقوات التحالف والمعارضة العراقية بمختلف فصائلها لادارة العمليات العسكرية بهدف منع حدوث اية تضارب بين تلك القوات اثناء المعارك.

واوضحت هذه المصادر في تصريحات لها بهذا الصدد اليوم ان نقاط الخلاف التي كانت تعيق التوصل الى هذا الاتفاق كانت تتمحور حول نقطتين اساسيتين اولهما خاصة بمسالة القيادة بالنسبة للقوات التركية التي ستدخل شمال العراق وتم حلها بعد ان اتفق الطرفان على ان تكون القيادة تركية حتى عمق
20 كيلومترا المسموح للقوات التركية بدخولها اما اذا تخطت هذه القوات ذلك العمق تنتقل القيادة تلقائيا للجنرال الامريكي.

واضافت ان النقطة الثانية والتي لاتزال عالقة بين الجانبين التركي والامريكي فهي الخاصة بمعسكر " محمور " الذي يقع جنوب خط عرض 36 في المنطقة التي تسيطر عليها القوات العراقية ويقيم فيه ثلاثة الاف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المحظور اذ يقوم حاليا الزعيمان الكرديان العراقيان مسعود البارزاني وجلال الطالباني بوساطة لدى واشنطن بشأنهما وذلك لعدم قيام طائرات التحالف بقصف المعسكر .

وأشارت المصادر التركية الى ان واشنطن وضعت امام تركيا ثلاثة خيارات لدراستها بشأن هذا الموضوع اولها ان تقوم قوات التحالف بقصف المعسكر على اساس ان وزارة الخارجية الامريكية كانت قد ادرجت منظمة حزب العمال الكردستاني ضمن المنظمات الارهابية بناء على طلب من تركيا وبالتالي لا يكون هناك مبررا لدخول القوات التركية هذه المنطقة أما الخيار الثاني هو ان يتم تجريدهم من اسلحتهم وتسليمها الى تركيا وذلك لاعطائهم الفرصة ليستفيدوا من قانون العفو الذي اصدرته حكومة بولنت اجاويد التركية السابقة خصوصا وان هذه المجموعة من المقاتلين لم تقم باية عملية عسكرية ضد تركيا منذ فترة طويلة .

اما الخيار الثالث فيقضي بحصول تعهدات من جانب الزعماء الاكراد في المنطقة " البارزاني والطالباني " بعدم تعرض هذه المجموعة للقوات التركية اثناء تواجدها هناك.

وترى المصادر التركية انه في حال تم الاتفاق حول هذه النقطة فأنه سيصبح في حكم المؤكد ضمان عدم حدوث اية مشاكل او اشتباكات بين القوات التركية والمقاتلين الاكراد في شمال العراق.

من ناحية أخرى توجه ، زالماي خليل زاد مبعوث الرئيس الامريكي في الملف العراقي الى شمال العراق للقاء الزعماء الاكراد لاطلاعهم على فحوى الاتفاق الذي تم مع المسئولين الاتراك والذي من المنتظر ان يعود الى انقرة في وقت لاحق من مساء اليوم .

التعليقات