"بوسطن غلوب": إيران على استعداد لإطلاق صواريخ بعيدة المدى وتنفيذ عمليات إرهابية في كافة أرجاء العالم..

التقارير التي تحذر من إمكانية نشوب حرب واسعة النطاق في حال تعرض إيران إلى ضربة عسكرية، تدخل في إطار التهويل والتضخيم من قوة إيران العسكرية، وهي تقارير مصدرها وكالات الإستخبارات

في إطار الحملة الأمريكية الإسرائيلية على إيران، نشرت الصحف الأمريكية تقارير تفيد تزايد الخطر العسكري الإيراني على عدة دول في العالم بينها إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك إستناداً إلى تقارير وكالات الإستخبارات الأمريكية.

ورغم أن هذه التقارير تحذر من إمكانية نشوب حرب واسعة النطاق في حال تعرض إيران إلى ضربة عسكرية، فإن هذه التقارير تدخل في إطار التهويل والتضخيم من قوة إيران العسكرية، والتي تهدد مناطق واسعة في العالم، بحسب التقرير، وذلك لتهيئة الأجواء العالمية لأي "حل عسكري" ضد إيران، وهو ما يذكر بالتقارير التي نشرت حول تعاظم مزعوم لقوة العراق العسكرية، قبل احتلالها.

وقالت صحيفة "بوسطن غلوب" إستناداً إلى تقارير إستخبارية تم تقديمها إلى الكونغرس أن الخبراء يحذرون من رد فعل إيراني في حال قامت الولايات المتحدة أو إسرائيل بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية.

وبحسب الصحيفة فإن إيران على استعداد لإطلاق صواريخ بعيدة المدى، ونشر وحدات "كوماندو" سرية، وتنفيذ عمليات إرهابية في كافة أرجاء العالم، وذلك إستناداً إلى الإستخبارات الأمريكية وخبراء عسكريين.

وزادت أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تخرجان من حساباتهما إمكانية الهجوم العسكري، في حال فشل المساعي الدبلوماسية، أو تنفيذ عملية سرية لضرب البرنامج النووي الإيراني. إلا أن الخبراء يحذرون من إمكانية أن تقوم إيران بالرد بهجوم في الشرق الأوسط أو في داخل الولايات المتحدة.

وكان رئيس الإستخبارات الأمريكية، جون نغروفونطا، قد عرض مؤخراً في الكونغرس النتيجة التي توصلت إليها وكالات الإستخبارات المختلفة في الولايات المتحدة، والتي تشير إلى أن إيران قادرة على خوض مواجهة واسعة في حال تعرضها للهجوم.

وكانت وكالة الإستخبارات المركزية قد توصلت إلى نتيجة مفادها أن إيران تزيد بشكل متواصل من قدراتها العسكرية، كما تزيد من تهديداتها على الممرات البحرية.

وبحسب الصحيفة أيضاً فإن التهديد الإيراني الأكبر هو الأسلحة غير التقليدية، ويقف على رأسها الصواريخ بعيدة المدى، شهاب 3، والتي يصل مداها إلى 1300 كيلومتر، والذي تقع إسرائيل ضمن مداها وأجزاء من أوروبا وقواعد عسكرية للولايات المتحدة في المنطقة. وبحسب معطيات البنتاغون فإن هذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس كيماوية.

كما أشارت التقارير إلى وجود صواريخ أخرى في مراحل التطوير يصل مداها إلى 2000 كيلومتر.

كما جاء أن إيران قامت بشراء 12 صاروخاً على الأقل من نوع X-55 ، في العام 2001، من أوكراينا، وهذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية ويصل مداها إلى إيطاليا!

كما كتبت "بوسطن غلوب" أنه يوجد لدى إيران 20 منصة لإطلاق الصواريخ، تقوم بنقلها من مكان لآخر بشكل دائم لمنع العثور عليها!

وحذر نغروفونطا من أن قوات حرس الثورة الإيرانية موجودة داخل الأراضي العراقية، ومن الممكن أن تحدث إنقلاباً عن طريق حرب العصابات وبمساعدة الغالبية الشيعية في العراق والتي ستهاجم جنود الولايات المتحدة!

ويقول نغروفونطا، الذي كان سفير الولايات المتحدة في العراق سابقاً، إن الإيرانيين لا يعملون حالياً في العراق لأنهم راضون عن التطورات في الشؤون السياسية في العراق، ولا يريدون إعطاء الولايات المتحدة أية ذريعة لمهاجمة إيران، حيث من الممكن أن يتغير الوضع القائم ساعتئذ.

وبحسب التقارير الإستخبارية، فمن الممكن أن تلجأ إيران إلى حزب الله لتنفيذ عمليات ضد المصالح الأمريكية في مختلف أنحاء العالم، وربما داخل الولايات المتحدة نفسها.

وكان قد أشار تقرير أخر إلى أن إيران التي تسيطر على الجزيرة على مدخل مضيق هرمز، قادرة على إغلاق المضيق والتسبب بأزمة إقتصادية عالمية!

وفي سياق ذي صلة، كان قد نشر المعهد البريطاني التابع لأكسفورد تحذيراً من أبعاد هجوم ممكن على إيران، حيث أشار إلى إمكانية أن تقوم الولايات المتحدة أو إسرائيل بالهجوم.
وبحسب التقرير فإن النتيجة ستؤدي إلى وفاة آلاف الجنود والمدنيين، وإلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق تشمل إسرائيل والعراق.

وبحسب التقرير:" الهجوم الأمريكي على المراكز النووية الإيرانية سيكون فاتحة مواجهة عسكرية واسعة تشمل العراق وإسرائيل ولبنان، وربما تشمل دولاً أخرى في الخليج العربي (الفارسي).
قللت إيران من شأن استئنافها لعمليات تخصيب اليورانيوم في إحدى منشآتها النووية. ووصف رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آغا زاده العمل الخاص بوقود اليورانيوم في محطة نتانز بأنه محدود النطاق ومعملي ومتعلق بالأبحاث.

ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية شبه الرسمية عن آغا زاده قوله "لا يمكن وصف ضخ الغاز في جهاز أو بضعة أجهزة للطرد المركزي بأنه تخصيب".

وأوضح المسؤول الإيراني أن بلاده مازال أمامها شهور قبل أن تتمكن من التشغيل الكامل لمجموعة أجهزة الطرد المركزي، وعندما تفعل ذلك ستستخدم اليورانيوم المخصب الناتج "في الاختبارات المعملية وتقييم فعالية عملية التخصيب".

ونفى رئيس البرنامج النووي الإيراني امتلاك إيران حتى الآن أي برنامج للتخصيب الصناعي لليورانيوم. كما توقع عدم إنتاج اليورانيوم على المستوى الصناعي في الوقت الراهن.

وجاءت تصريحات آغا زاده بعدما قال مسؤول قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مفتشي الأمم المتحدة، لاحظوا العلماء الإيرانيين الثلاثاء وهم يضعون غاز سادس فلوريد اليورانيوم في عدد من أجهزة الطرد المركزي، وهي آلات تحول اليورانيوم إلى وقود يمكن استخدامه في المفاعلات النووية أو في صنع قنابل ذرية إذا وصلت تنقيته درجة عالية.

وأعلن كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي جواد وعيدي في وقت سابق، أن إيران استأنفت أنشطة محطة نتانز التي تضم وحدتين للتخصيب, الأولى مشروع نموذجي مخصص للأبحاث والأخرى منشأة قيد البناء بهدف إنتاج اليورانيوم المخصب على نطاق واسع.

واعتبر وعيدي أن وقف البحث في المجال النووي "غير مقبول"، مشيرا إلى أن إيران "بحاجة لوقت لتبلغ القدرة الصناعية مع نحو 60 ألف محرك طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم".

التعليقات