أوباما يلتقي اليوم زعماء تركيا ويخاطب برلمانها

وصل الرئيس الامريكي باراك اوباما الى تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي يوم الاحد. وتمثل زيارة أوباما التي تأتي في ختام رحلة تستغرق ثمانية أيام وهي أول نشاط له كرئيس على الساحة الدولية

أوباما يلتقي اليوم زعماء تركيا ويخاطب برلمانها
وصل الرئيس الامريكي باراك اوباما الى تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي يوم الاحد. وتمثل زيارة أوباما التي تأتي في ختام رحلة تستغرق ثمانية أيام وهي أول نشاط له كرئيس على الساحة الدولية اقرارا بدور تركيا المتنامي وتسليما برغبة واشنطن في الحصول على مساعدتها في حل مواجهات وصراعات مختلفة مثل الوضع بالنسبة لكل من ايران وافغانستان.

ولاقى موكب اوباما ترحيبا وديا من مجموعات صغيرة على امتداد طريق يمتد من المطار الدولي الى وسط المدينة اصطف على جانبيه افراد من قوات الامن. ولوح بضعة اشخاص بأعلام تركية صغيرة. وكان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش يتلقى في الاغلب استقبالا فاترا من الجماهير خلال زيارات لدول اسلامية.

وسيؤكد اوباما على دعم واشنطن لمساعي تركيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي رغم معارضة بعض الدول الاعضاء.وحث اوباما زعماء الاتحاد الاوروبي في وقت سابق يوم الاحد على قبول انضمام تركيا عضوا كاملا في الاتحاد المؤلف من 27 دولة في خطوة لاقت رفضا فوريا من فرنسا واستقبالا فاترا من المانيا.

وسيجتمع اوباما مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والرئيس عبد الله جول وسيلقي كلمة امام البرلمان في أنقرة يوم الاثنين.

وفي اسطنبول سيشارك اوباما في حفل تحالف الحضارات التابع للامم المتحدة الذي تستضيفه كل من تركيا واسبانيا لسد الفجوة بين الدول الغربية والاسلامية.

ووصل أوباما إلى تركيا قادما من براغ، وقال هناك ان الولايات المتحدة ستمضي قدما في خططها الرامية لبناء درع دفاع صاروخية في أوروبا ما دامت ايران تشكل تهديدا ببرنامجها النووي. وأضاف أوباما في زيارته للعاصمة التشيكية في اطار أول ظهور رئاسي له على الساحة العالمية أنه ملتزم بتقليل الترسانة النووية الامريكية وإدخال المعاهدة الشاملة لحظر الاختبارات حيز التنفيذ والسعي لفرض عقوبات أكثر صرامة على الدول التي تنتهك قواعد حظر الانتشار.

وقال أوباما أمام حشد مؤلف من 20 ألفا "ستتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة تجاه عالم خال من الاسلحة النووية.. وحتى نضع نهاية لعقلية الحرب الباردة فسنقلل دور الاسلحة النووية في استراتيجية الامن القومي الخاصة بنا وسنحث الاخرين على فعل الشيء ذاته.. وسنسعى لضم كل الدول النووية الى هذا المسعى."

وأشار أوباما الى أن الوصول الى هدف أن يكون هناك عالم بلا أسلحة نووية قد لا يتحقق في حياته وأضاف "عليكم أن تعوا بأنه ما دامت هذه الاسلحة موجودة فسنحرص على أن تكون الترسانة آمنة وسليمة من أجل ردع أي خصم."

وأشار الى كوريا الشمالية مباشرة بالقول انه تتعين معاقبة بيونجيانج على خرقها القواعد باطلاق صاروخ ودعا بيونجيانج الى التخلي عن جهودها الرامية لامتلاك أسلحة نووية. وقال أوباما "حان الوقت لرد دولي قوي. على كوريا الشمالية أن تعلم أن الطريق نحو الامن والاحترام لن يأتي من خلال التهديد والاسلحة غير الشرعية."

وفي كلمة ذكرت في بعض اللحظات بزيارات الرئيسين جون كنيدي ورونالد ريجان لبرلين الغربية ابان الحرب الباردة أشاد أوباما بمحاولة التشيك وقف الغزو السوفيتي في ما سمي "ربيع براج" عام 1968 والثورة المخملية التي أنهت الحقبة الشيوعية هناك عام 1989.

وجمهورية التشيك وبولندا هما الدولتان التي وقع اختيار الولايات المتحدة عليهما لنصب الدرع الصاروخية التي روجت لها ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وأدانتها موسكو بوصفها عدوانا على روسيا. وقال أوباما "مادام التهديد الايراني مستمر فسنمضي في النظام الصاروخي."


حث الرئيس الامريكي باراك اوباما الاتحاد الاوروبي يوم الاحد على قبول انضمام تركيا عضوا كاملا في الاتحاد المؤلف من 27 دولة في خطوة لاقت رفضا فوريا من فرنسا واستقبالا فاترا من ألمانيا.
وكان الخلاف من العلامات الظاهرة النادرة على اختلاف المواقف في قمة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة التي رتبت لوضع العلاقات بين الجانبين على أسس جديدة بعد أن لحقها التوتر في عهد ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ويحرص الجانبان الان على اصلاحها.

وقال اوباما للقمة "ينبغي للولايات المتحدة واوروبا التعامل مع المسلمين باعتبارهم أصدقاءنا وجيراننا وشركاءنا في مكافحة الظلم والتعصب والعنف واقامة علاقة مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة."

وأضاف "وسيكون المضي قدما نحو عضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي علامة مهمة على التزامكم (الاتحاد الاوروبي) بهذا الهدف وسيضمن لنا ان نواصل ترسيخ ارتباط تركيا بأوروبا."

وتسعى تركيا منذ أمد طويل للانضمام الى الاتحاد الاوروبي وتؤكد تصريحات اوباما التأييد الامريكي لهذا الهدف.

لكن بعض الدول الرئيسية من أعضاء الاتحاد الاوروبي مثل المانيا وفرنسا تعارض عضوية تركيا وتشمل هذه المعارضة الاحزاب المحافظة الحاكمة.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان القرار بشأن انضمام تركيا امر يخص الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي وأكد من جديد معارضته لانضمامها. وقال لتلفزيون (تي.اف.1) الفرنسي "لقد عارضت هذا الانضمام دوما."

وأضاف "وما زلت أعارضه واعتقد ان بوسعي القول ان الاغلبية العظمى من الدول الاعضاء تشارك فرنسا موقفها."
وتابع "تركيا دولة عظيمة وحليف لاوروبا وحليف للولايات المتحدة. وستظل شريكا مميزا. موقفي لم يتغير ولن يتغير."
وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان من مصلحة الجميع بالتأكيد اقامة علاقات بين الاتحاد الاوروبي والعالم الاسلامي لكن عندما طلب منها التعليق على تصريحات أوباما مباشرة اكتفت بقولها "من الواضح ان هناك اراء مختلفة."
وقالت ميركل ان شكل اي ارتباط في المستقبل بين تركيا والاتحاد الاوروبي ليس واضحا بعد مشيرة الى احتمال منح تركيا وضع الشريك المميز الذي يقصر عن العضوية الفعلية وهو صيغة يؤيدها المحافظون في كل من فرنسا وألمانيا.
وتعترض سبيل محادثات انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي عقبات من بينها بواعث القلق الاوروبية بشأن حقوق الانسان وما ترى أوروبا أنه عدم تحقيق تقدم في تطبيق الاصلاحات ونزاع تركيا القديم مع قبرص عضو الاتحاد. ويرى كثيرون ان تركيا لن تحصل على العضوية الا بعد سنوات كثيرة في افضل الاحوال.
ورحبت المفوضية الاوروبية بتصريحات أوباما وهي المسؤولة بصفتها الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي عن المفاوضات مع تركيا.
وقال رئيس المفوضية جوزيه مانويل باروزو "لقد بدأنا عملية التفاوض مع تركيا بشأن العضوية" متعمدا الاشارة الى ان بنود التفاوض تشير نحو العضوية وليس نحو اي علاقات ذات مستوى أقل.
وقال رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني انه أيضا يساند تأييد أوباما لانضمام تركيا لعضوية الاتحاد الاوروبي قائلا للصحفيين انه واثق من أن العقبات التي تعرقل مفاوضات انقرة مع بروكسل حاليا يمكن تذليلها.
(شارك في التغطية جيمس مكنزي في باريس وجوسيبي فونتي ويانا ملكوتشوفا في براج)

التعليقات