ميتشيل يصل إلى المنطقة الاثنين ويسعى للحصول على إجابات واضحة؛ أوباما: الولايات المتحدة قادرة على إعادة المفاوضات الى مسارها

يصل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل الأسبوع المقبل إلى تل أبيب، وسط خلاف في الرأي حول المطلب الأمريكي من إسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية

ميتشيل يصل إلى المنطقة الاثنين ويسعى للحصول على إجابات واضحة؛ أوباما: الولايات المتحدة قادرة على إعادة المفاوضات الى مسارها
يصل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل الأسبوع المقبل إلى تل أبيب، وسط خلاف في الرأي حول المطلب الأمريكي من إسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية، وحول مطلبها اعتراف حكومة نتنياهو بمبدأ حل الدولتين.

وستشمل زيارة ميتشيل التي ستبدأ يوم الاثنين لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يوم الأربعاء، فيما سيحتمع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية يوم الثلاثاء. وذكرت صحيفة هآرتس أن ميتشيل سيطلب من نتنياهو إجابات وإيضاحات حول المطالب الأمريكية، بعد أن بحثها مع مستشاري نتنياهو الأسبوع الماضي في لندن.

وأضافت "هآرتس" إن ميتشيل الذي التقى وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك في واشنطن، أوضح له أن الولايات المتحدة غير مستعدة للعودة إلى التفاهمات السابقة بين الحكومة الإسرائيلية والرئيس السابق بوش والتي أتاحت استمرار البناء الاستيطاني، وخاصة على ضوء عدم استعداد حكومة نتنياهو الاعتراف بحل «الدولتين للشعبين». وأشارت إلى أن ميتشيل أكد لباراك أن الولايات المتحدة لا تقبل تبرير إسرائيل مواصلة الاستيطان باحتياجات التكاثر الطبيعي.

وذكرت الصحيفة أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية وجهوا انتقادات شديدة لنتنياهو وسياسته. ونقلت عنهم قولهم إن «الإسرائيليين اعتقدوا أننا غير جادين في مسألة تجميد البناء في المستوطنات، ولكنهم اكتشفوا أننا جادون". وأكدوا أن «هذا الموقف لن يتغير، بعد خطاب أوباما في القاهرة».

وأضاف المسؤولون أن «إدارة بوش لم تبلغهم بتفاهمات، شفهية كما يبدو، مع إسرائيل في موضوع الاستيطان. يريد الإسرائيليون أن نلتز بالتفاهمات الشفهية التي لم نسمع عنها قط، ولكنهم غير مستعدين للالتزام بالاتفاقات التي وقعت عليها كخارطة الطريق".

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو يوم الاثنين ان تجميد الاستيطان تماما "لن يكون منطقيا".

وحول زيارة باراك للولايات المتحدة قال مسؤول اسرائيلي ان باراك «يعرض وجهة نظر مفادها أن وقف عمليات البناء سيضر بموقف حكومة نتنياهو الداخلي على الاقل في ضوء عدم وضوح الرؤية على الجانب الفلسطيني».

وقال مسؤولون اسرائيليون ان باراك يأمل في أن يضع حدا للخلاف مع الولايات المتحدة بشأن ما اذا كان المستوى الاعلى للدرع الصاروخية سيقوم على الصاروخ أرو 3 وهو صاروخ اعتراضي تفضله اسرائيل سيتم انتاجه بشكل مشترك بين الاسرائيليين والامريكيين أم على نوع بري من نظام أمريكي للدفاع الجوي خاص بالسفن يعرف باسم "ايجيس" وهو ما يطالب البعض في واشنطن باستخدامه.

والنوع البحري من نظام ايجيس موجود بالفعل على سفن في البحر المتوسط وقال مسؤول أمريكي ان وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الذي سيلتقي مع باراك يوم الخميس يمكن أن يعرض تحريكه الى شواطئ إسرائيل في حالة نشوب قتال مع ايران.

اوباما يريد اعادة مفاوضات السلام الى "مسارها"

وفي ذات الشأن أعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن ثقته بان الولايات المتحدة قادرة على العمل لاعادة مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية الى مسارها، وذلك في حديث بثته البي.بي.سي الثلاثاء. وقال اوباما في اول حديث لوسيلة اعلام بريطانية منذ توليه منصبه ان الولايات المتحدة "ستتمكن من اعادة المفاوضات بجدية الى مسارها"، مضيفا انه "ليس من مصلحة الفلسطينيين وحدهم ان تكون لهم دولة، لكن للاسرائيليين ايضا مصلحة في ان يستقر الوضع .. وللولايات المتحدة مصلحة في ان نرى دولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامن".

وردا على سؤال عن رفض الحكومة الاسرائيلية تجميد الاستيطان دعا اوباما الى التحلي بالصبر وقال "الدبلوماسية، عمل طويل النفس دائما. والنتائج لا تأتي ابدا سريعا" موضحا انه يطبق المبدأ نفسه على ايران.
واضاف الرئيس الاميركي "ما قلته هو انه من مصلحة العالم ان تتخلى ايران عن طموحاتها في امتلاك السلاح النووي" معتبرا ان افضل طريقة للتوصل الى ذلك هي استخدام "الدبلوماسية المباشرة".
وقال "لا اريد ان احدد جدولا زمنيا مصطنعا لكننا نريد التاكد من اننا سنتمكن قبل نهاية العام من رؤية تطور جاد لعملية تتيح المضي قدما".

وقبيل قيامه بجولة تشمل السعودية ومصر ثم اوروبا اعتبر اوباما ان الولايات المتحدة لا تستطيع فرض قيمها على الدول الاخرى.

وقال "الخطورة، كما اعتقد، تكمن عندما تظن الولايات المتحدة او اي بلد كان، انه يستطيع ببساطة ان يفرض قيمه على بلد آخر له تاريخ مختلف وثقافة مختلفة".
واضاف "اعتقد ان اول شيء نستطيع القيام به هو اعطاء المثال الجيد. لذلك فان اغلاق غوانتانامو، ايا كانت صعوبته، مهم من وجهة نظري".
وتطرق الى الخطاب المتوقع الذي سيلقيه الخميس في جامعة القاهرة فقال محذرا "ان خطابا واحدا لن يحل كل المشاكل" معتبرا في الوقت نفسه ان زيارته الى بلدان اسلامية "تمثل فرصة لنا لكي نعمل على ان يستمع كل طرف للاخر بشكل افضل".


التعليقات