ممثلة اللجنة الهولندية للتضامن مع فلسطين: نتضامن مع الإضراب العام ونعمل على فضح سياسات إسرائيل

من مطالب اللجنة: التوقف عن العنصرية المتنامية ضد الفلسطينيين في الداخل، وعن الملاحقة السياسية لأعضاء الكنيست العرب، وعن التطهير العرقي ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتهويد الأرض، ودعم حق الفلسطينيين في العيش بمساواة في وطنهم الأصلي، وحقهم في الحفاظ على الهوية والميراث والذاكرة الجماعية بما فيها ما يتصل بالنكبة والحق في إحياء ذكراها..

ممثلة اللجنة الهولندية للتضامن مع فلسطين: نتضامن مع الإضراب العام ونعمل على فضح سياسات إسرائيل
في حديثها مع المحامي إياد رابي، عضو المجلس العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أكدت ممثلة "اللجنة الهولندية للتضامن مع فلسطين" السيدة أورورا موندو على تضامن اللجنة التام مع الإضراب العام والشامل الذي أعلنه عرب 48 في الذكرى التاسعة لهبة القدس والأقصى.

وأكدت أيضا على أنه من بين أهداف لجنة التضامن وضع السياسات التعسفية والتمييز المنهجي ضد الفلسطينيين في الداخل أمام الرأي العام، ونشر الوعي عن أسس الابرتهايد التي أقيمت عليها إسرائيل.

واعتبرت الموقف إشارة إلى السلطات الإسرائيلية مفادها أنه تجري متابعة الإضراب العام بكثير من الانتباه والاهتمام، وأن أية أعمال محتملة ضد الفلسطينيين المضربين لن تمر مرور الكرام.

كما أشارت إلى أن مطالب لجنة التضامن تتمثل بالتوقف عن العنصرية المتنامية ضد الفلسطينيين في الداخل، والتوقف عن الملاحقة السياسية لأعضاء الكنيست العرب، والتوقف عن التطهير العرقي ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتهويد الأرض الفلسطينية، ودعم حق الفلسطينيين في العيش بمساواة في وطنهم الأصلي، وحقهم في الحفاظ على الهوية والميراث والذاكرة الجماعية بما فيها ما يتصل بالنكبة والحق في إحياء ذكراها.

وأكدت أيضا على التضاد بين "ديمقراطية حقيقية" و"دولة يهودية" معتبرة أن الديمقراطية المبنية على العرقية غير موجودة.

وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها المحامي إياد رابي:

أنا من اللجنة الهولندية للتضامن مع فلسطين (NPK ) والتي احتفلت بمرور 40 عاما على تأسيسها، إلى جانب نشاطات أخرى داخل هولندا للتضامن مع الشعب الفلسطيني لتحقيق المصير والعدالة. نحن أيضا نشيطون مع الشبكات الأوروبية والعالمية للتضامن مع فلسطين، بما في ذلك لجان وجمعيات التنسيق الأوروبية من أجل فلسطين.

منذ النداء الفلسطيني للمقاطعة ( BDS ) في العام 2005، الكثير من منظمات التضامن مع فلسطين في أوروبا وغيرها قد عملوا من أجل تطوير وتنسيق حملة مقاطعة مجدية. البعض، بمن فيهم الـ (NPK) ، اتخذوا إجراءات مقاطعة ضد الكثير من المتاجر منذ سنين.

في أكتوبر 2008، عقد في بلباو (الباسك، اسبانيا) مؤتمر رئيسي لمنظمات تضامنية مع فلسطين، من أوروبا وغيرها، وبمشاركة عدد كبير من المؤسسات الفلسطينية ذات الصلة مع اللجنة المحلية للـ BDSباختصار BNC ) ، بما في ذلك فلسطينيون مواطنون في إسرائيل، وفلسطينيون من مناطق الـ 67 وكذلك لاجئون. هذا المؤتمر سعى من أجل مناقشة وعرض تصور وإستراتيجية موحدة تؤدي إلى تضافر اكبر للجهود المشتركة ولتقوية فعالة للحملة.

على هامش مؤتمر مراجعة ديربن الذي عقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف ابريل 2009 ، نظمت اللجنة المحلية للمقاطعة برنامجا استكماليا لمؤتمر بلباو ، وبالتالي تقدمنا خطوه إلى الأمام من أجل إيجاد تأثير اكبر لحملة المقاطعة.

هذا التجمع شكل أيضا فرصه ممتازة لممثلي المنظمات الفلسطينية ونشطاء دوليين للقاء من اجل تبادل الأفكار، خاصة نظرا لأهمية الاستماع لأصوات فلسطينيين بشكل خاص لنا في حركات التضامن الدولية، مما ساعد في إقامة وبناء علاقات بيننا وسهل ألقدره على التواصل مع بعضنا أينما أمكن.

ومن خلال التواصل والتشاور مع الزميل الفلسطيني، السيد إياد رابي – محام ونشيط فلسطيني في مجال حقوق الإنسان وعضو في حزب التجمع – والذي تعاونا معه خلال عدة مؤتمرات، تمت المبادرة لبلورة وتطوير فكرة تنظيم نشاط تضامني في هولندا دعما للإضراب العام المخطط له في الأول من أكتوبر، وتوجيه نداء لكل المنظمات الزميلات في أوروبا للتضامن معنا في ذلك.

نحن في اللجنة الهولندية للتضامن مع فلسطين، لا نحدد تركيزنا بشكل خاص على الأراضي المحتلة عام 1967، وإنما نعتقد أن النضال الفلسطيني، بوصفه نضال تحرر وطني، هو نضال لشعب مسلوب. نحن نعتبر الفلسطينيين، سواء كانوا مواطنين داخل إسرائيل، أو يعيشون تحت احتلال 67، أو لاجئين، هم جميعا شعب واحد له حقوق وطنية، ذلك على الرغم أن تصوير القمع الإسرائيلي يختلف حتما اعتمادا على الوضع الخاص في كل منطقة.

المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل، والذين بالرغم من الصعوبات الجمة، بقوا في بيوتهم وأراضيهم خلال السنوات، ولكنهم يعيشون عواقب الابارتهايد الإسرائيلي بشكل يومي، ويواجهون الكراهية والتمييز في كل مناحي الحياة، وبالإضافة لذلك، فإن الفلسطينيين الذين يعيشون داخل فلسطين التاريخية، سواء في مناطق 48 أو 67، هم الحراس على ما تبقى من الممتلكات الفلسطينية على قلتها، وهم بذلك يشكلون خطوط المواجهة الأمامية ضد التطهير العرفي المستمر. لذا فعندما نصبح نحن على علم ودراية بالإضراب العام كحركة تضامن مع فلسطين، كان مهما جدا دعم هذه المبادرة وإعطاء صوت لمطالبكم.

أهمية دعم الإضراب بالرغم من القمع الإسرائيلي للفلسطينيين في احتجاجات سابقة ليست فقط للأسباب التي سبق ذكرها، ولكن أيضا لأننا نؤمن بأهمية إرسال رسالة للرأي العام ولقطاعات معينة من حركات التضامن العالمية، مفادها أن النضال الفلسطيني ليس محصورا لمناطق 67 المحتلة، بل هو نضال للشعب الفلسطيني ككل.

النضال من أجل حقوق متساوية للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل لا يتحدد فقط بمطالب "أقلية" للاندماج مع "الأكثرية"، إنما يذهب إلى أبعد من ذلك، وهي تقوية الهوية والتراث الفلسطيني المتأصل عميقا والترابط مع الأرض، وبالتالي يمس بجوهر المشروع الصهيوني.

في البداية من المهم جدا أن تعلموا أن الاعتصام سيتم أمام السفارة الإسرائيلية في لاهاي، حيث سنشكل قوه ضاغطة عليهم من أجل إرسال رسالة واضحة للسلطات الإسرائيلية.
أهدافنا تتلخص في 3 نقاط:

1. التضامن مع الإضراب العام للفلسطينيين في إسرائيل، رسالتنا: لستم وحدكم.

2. أن نضع أمام الرأي العام السياسات التعسفية والتمييز المنهجي ضد الفلسطينيين في إسرائيل، وبالتالي نشر الوعي عن أسس الأبارتهايد التي أقيمت عليها دولة إسرائيل.

3. إرسال إشارة للسلطات الإسرائيلية مفادها أننا نشاهد الإضراب العام بكثير من الانتباه والاهتمام وأن أية أعمال محتملة ضد الفلسطينيين المضربين لن تمر مرور الكرام.
هذه ليست مطالبنا بل مطالبكم أنتم، ولكننا نحن نضيف أن مطلبنا من السلطات الإسرائيلية احترام الحقوق القانونية لموانيها في الإضراب دون أية أعاقه أو تدخل أو عنف ضدهم. وكما ظهر من المطالب التي فهمنا أنه تمت من خلال المنظمات والقيادات الفلسطينية، نحن نضيف هذه المطالب في ندائنا:

1. التوقف عن العنصرية المتنامية والعنف ضد الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل.

2. التوقف عن الملاحقة السياسية لأعضاء الكنيست الفلسطينيين.

3. التوقف عن التطهير العرقي، مصادرة الأراضي، هدم البيوت وتهويد الأراضي الفلسطينية.

4. دعم حق الفلسطينيين في العيش بمساواة في وطنهم الأصلي.

5. دعم حقهم في الحفاظ على الهوية الفلسطينية، ميراث ثقافي، ذاكره جمعية بما في ذلك حول النكبة والحق في أحياء ذكراها.

وفي ندائنا قمنا أيضا بإضافة شرح ملخص عن النكبة، وعن التمييز الإسرائيلي بين القومية والمواطنة كإطار قانوني للأبارتهايد، وكذلك عن آخر القوانين المتطرفة المقترحة، كما وتطرقنا للأهمية التاريخية للأول من أكتوبر.

نعتبر أن الصهيونية أيديولوجية عنصرية، والسبب الرئيسي للظلم ضد الفلسطينيين هو مشروع كولونيالي مدعوم من الغرب، اعتمادا على الفوقية التي أدت بدورها إلى التطهير العرقي للشعب الفلسطيني الأصلاني واقتلاعه كشعب. ولم تقم الصهيونية فقط بسلب الشعب الفلسطيني وإنما حولت 3 أرباعه إلى لاجئين، ووضعت جزءا آخر تحت الاحتلال العسكري، والقسم الأخير إلى مواطنين من الدرجة الثانية.

الديمقراطية المبنية على العرقية، بغض النظر عن أي عرقية نتحدث، لا ولن تكون موجودة. المفهومان متضادان بالمعنى، لأن أي دولة تدمج في نظامها القانوني فوقية جماعة من المواطنين عن غيرهم، سواء بالاعتماد على الإثنية أو الدين أو العرق، أو أي تمييز بين المواطنين، فهي تندرج تحت تعريف "دولة أبارتهايد".

إن تصوير إسرائيل لنفسها كيهودية وديمقراطية هو أمر في منتهى الغرابة!! بل هو بمثابة أسطورة! وبالتالي فإن مطالبة إسرائيل للفلسطينيين بالاعتراف بالطبيعة اليهودية لوطنهم الأصلي وبكونه يهوديا هي إهانة للكرامة الإنسانية.

لن يكون هناك عدالة في فلسطين بدون الحق غير المشروط لعودة اللاجئين. وكما هو متضمن في القانون الدولي، لأي شعب لاجئ الحق في العودة الى وطنه، والفلسطينيون لن يكونوا استثناء ولا يستطيع أي تفاوض أن يمنع عنهم هذا الحق. الاعتراف والتطبيق للحقوق الفردية والجماعية للاجئين الفلسطينيين هو المفتاح لأي حل أساسه العدالة والحقوق القومية للشعب الفلسطيني.

خلال سنوات الستينيات والسبعينيات، نمت وتطورت بشكل كبير في أوروبا والولايات المتحدة حركات تضامن مع الشعوب المقموعة في العالم وضد الأنظمة التي كانت تحكمها.

وبالرغم أنه لن يكون واقعيا أن ندعي بأننا كنا الوحيدين المسؤولين عن إسقاط تلك الحكومات، لكن لا يمكن تجاهل الدور الهام الذي لعبته المعارضة الواسعة في بلادنا. على سبيل المثال، الاحتجاجات الكثيرة والمكثفة ضد الحرب في فيتنام، والحركة ضد الأبارتهايد في جنوب أفريقيا، وحركة التضامن مع الشعب التشيلي ودول جنوب أمريكية أخرى كانت تعاني من أنظمة عسكرية دكتاتورية، وهذه بعض الأمثلة لحركات كهذه والتي بالطبع تزامنت مع الكثير من أشكال المقاومة التي قامت بها الشعوب داخل تلك البلدان.

من الواضح أنه في كثير من الحالات، كانت تلك الأنظمة الإجرامية مدعومة، بشكل مباشر أو غير مباشر، من كثير من القوى والمتعاونين الغربيين الذين كانت مصلحتهم تأكيد بقاء تلك الحكومات في أماكنها، الأمر الذي منح الأجندة الغربية في الوصاية على المنطقة، وأمنت لها طريق الاستيلاء على مصادرها على حساب الشعوب.

إن حكوماتنا وأصحاب النفوذ والأعمال لم يكونوا مهتمين بمبادئ حقوق الإنسان بل كانوا منقادين خلف دوافعهم الأنانية لنيل القوى، وبالتالي أصبح من واجب حركات التضامن خلق ظرف من خلاله يصبح ثمن الدعم المستمر لتلك الحكومات باهظا جدا سواء سياسيا أو اقتصاديا.

وهكذا بعد سنوات من النضال وحملات المقاطعة وصلنا الى نقطه من خلالها أجبرنا السياسيين، خاصة الأوروبيين منهم، على اتخاذ مواقف ضد الأبارتهايد والدكتاتوريات العسكرية، إذا أرادوا حقا فرصة واقعية لانتخابهم.

كما وتم الضغط على مستثمرين لسحب استثماراتهم من تلك الدول، إلى أن بدأوا يعانون من أثار المقاطعة (والدعاية السلبية التي كانت تسيء لسمعتهم) مما أدى إلى عزل تلك الأنظمة، بالإضافة إلى النضال المتصاعد للشعوب داخل بلدانهم، الأمر الذي أدى إلى إسقاطها في نهاية الأمر.

إذا، ومن هذه الأمثلة، نحن مقتنعون أنه، أيضا في حالة فلسطين، سوف يؤدي الضغط من الداخل والخارج إلى عزل النظام الصهيوني. هذا يتطلب من جهة إلى تطوير أكبر لحملات المقاطعة (BDS) تضاف إلى خطوات تصد من قبل نشيطين عالميين (مثل قوارب تحرير غزه، مشاركة نشطاء دوليين في مظاهرات في الضفة، الخ...) ومن جهة أخرى، أشكال مختلفة من المقاومة وعدم الاستسلام من الفلسطينيين أنفسهم.

كملاحظه أخيرة، ولبعث شعاع من الأمل، أود أن أرسل من خلالكم رسالة للشعب الفلسطيني، أنه وعلى الرغم من أن الواقع يسوء يوما بعد يوم، يجب أن نلاحظ أن السنوات الأخيرة تشهد تأرجحا سريعا في دعم الشعوب الغربية لإسرائيل، وأن إسرائيل تجد صعوبة أكبر في إخفاء وجهها الحقيقي وفي تغطية أيديها الملطخة بالدماء، خاصة منذ الحرب على لبنان وعلى غزة، وأنه أكثر فأكثر بدأ الناس يفهمون الطابع الإجرامي والعنصري للنظام الإسرائيلي.

مصطلح الدولة الإثنية للجمهور الأوروبي وحتى في الولايات المتحدة عير مقبول بتاتا. لكثير من السنوات نجحت إسرائيل في أخفاء حقيقة طبيعتها العرقية، ولكن كلما أصبح ذلك أكثر فأكثر واضحا كلما باتت مخيبة لأكثر فأكثر من الجمهور.

ومن أجل ذلك، فإن حملت المقاطعة ( BDS) التي تفضح إسرائيل كدولة أبارتهايد تساهم بدورها في هذا التوجه. وكذلك بدأت إسرائيل تشعر بآثار جهودنا، وشيئا فشيئا، شركات ومؤسسات كانت تتعاون مع إسرائيل بدأت بسحب مشاريعها، إما بسبب مبادئها الأخلاقية أو نتيجة خسائر مادية كبيره نتجت عن رفض مستثمرين لاستمرار دعمهم لمثل هذا النظام الإجرامي.

التعليقات