البحارة البريطانيون المفرج عنهم يصلون الى بريطانيا

-

البحارة البريطانيون المفرج عنهم يصلون الى بريطانيا
غادر جنود البحرية البريطانيون مطار مهرباد بطهران على متن طائرة بريطانية خاصة متجهين إلى لندن عقب إطلاق سراحهم بعد احتجاز استمر 13 يوما.

وكان هؤلاء الجنود قد وصلوا المطار فجر اليوم الخميس بتوقيت إيران، وأدخلوا إلى القاعة الرسمية في المطار بمواكبة من الشرطة.

ولم يسمح سوى للصحفيين الإيرانيين بدخول القاعة، وبعد وقت قصير توجه البحارة الـ15 إلى طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية أرسلتها حكومة لندن لتقلهم إلى عاصمة بلادهم.

وأفاد مراسل الجزيرة في إيران أن رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد قدم لجنود البحرية الـ15 هدايا إيرانية قيمة.

وطوت طهران صفحة هؤلاء الجنود الذين احتجزهم الحرس الثوري في مياه شط العرب بطريقة درامية، إذ أعلن أحمدي نجاد إطلاق سراحهم، وتوج ذلك بمقابلته سفير بلادهم وترحيب لندن وواشنطن والاتحاد الأوروبي بالقرار.

وكانت بريطانيا قد أعلنت أن سفيرها في طهران جوفري أدامس التقى مساء الأربعاء الجنود للمرة الأولى منذ احتجازهم قبل نحو أسبوعين.

وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن السفير بحث مع الجنود إجراءات رحلة عودتهم إلى بلادهم.

وامتدحت عدة صحف بريطانية الدور الذي لعبه نايغل شينوالد مستشار رئيس الوزراء توني بلير وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، لتمهيد الطريق أمام عملية الإفراج.

وفي السياق قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحفيين في دمشق إن بلاده ساهمت في جهود الوساطة لإطلاق سراح البحارة البريطانيين.

وقد بثت قناة العالم التلفزيونية الإيرانية مقابلات مقتضبة مع ثلاثة من البحارة شكروا خلالها الرئيس الإيراني على قراره إطلاقهم، وقالوا إنهم لقوا معاملة حسنة من الإيرانيين.

وكان الرئيس الإيراني التقى في مقر الرئاسة جنود البحرية البريطانية الـ15 بعد ساعة من إعلانه العفو عنهم وإطلاق سراحهم.

وأعلن أحمدي نجاد العفو عن الجنود البريطانيين المحتجزين منذ 23 مارس/ آذار الماضي بتهمة انتهاك مياه إيران الإقليمية، وإطلاق سراحهم خلال مؤتمر صحفي بمقر الرئاسة معتبرا ذلك بمثابة هدية للشعب البريطاني.

وقال إن حكومة لندن تعهدت في رسالة بعدم تكرار مثل هذه الحوادث "لكن الإفراج غير مرتبط بهذه الرسالة بل نابع من الرحمة الإسلامية".

كما منح أحمدي نجاد وسام الشجاعة من الدرجة الثالثة لقائد البحرية الإيرانية، وكرّم خفر السواحل الذين شاركوا في عملية أسر الجنود البريطانيين.

يأتي ذلك في وقت أبدت فيه بريطانيا وعدد من دول العالم ارتياحها لقرار إيران الإفراج عن هؤلاء الجنود.

فقد رحب رئيس الوزراء توني بلير بالإعلان، وقال إن لندن ترغب في حل الخلافات مع طهران سلميا.

وأضاف في تصريحات وجهها للشعب الإيراني عقب الإعلان عن قرار الإفراج عن الجنود البحارة "نحن نرغب في حل خلافاتنا مع حكومتكم سلميا ولا نضمر لكم سوء النية".

من جانبه رحب الرئيس الأميركي جورج بوش بالقرار، ونفى أي احتمال لمبادلتهم بالضباط الإيرانيين الخمسة الذين اعتقلتهم القوات الأميركية في العراق.

وفي برلين رحب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي بالإفراج عن عناصر البحرية البريطانية، معتبرا هذه الخطوة "بداية لمزيد من التعاون" بين إيران والأسرة الدولية. كما رحبت روسيا وفرنسا وتركيا "بالنهاية السعيدة" لهذه الأزمة. وصل البحارة البريطانيون الخمسة عشر الذين أفرجت عنهم ايران، بعد أزمة دبلوماسية استمرت أسبوعين، الى انجلترا.

وهبط افراد المجموعة ووقفوا لالتقاط الصور التذكارية قبل نقلهم الى طائرتي هليكوبتر عسكريتين تنتظران لنقلهم الى قاعدة تشيفينور بمقاطعة ديفون التي تبعد 200 ميل شمال غربي لندن لاجتماع خاص مع عائلاتهم قبل سؤالهم بشأن احتجازهم.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد قال في مؤتمر صحفي انه سيطلق سراح البحارة ومشاة البحرية البريطانيين الخمسة عشر "هدية" للشعب البريطاني على الرغم من أن بريطانيا "لم تتحل بالشجاعة الكافية" للاعتراف بأنهم ضلوا

وبعد ان أقلعت الطائرة عرض التلفزيون الإيراني مزيدا من المقابلات واللقطات للمجموعة وهم يرتدون الملابس المدنية ويشربون الشاي ويمسكون بحقائب هدايا ملونة.

وقالت فاي تيرنر المرأة الوحيدة ضمن المجموعة وهي ترتدي غطاء رأس وتبدو متوترة "المعاملة كانت جيدة. سيكون من اللطيف العودة الى الوطن ولقاء العائلة." واضافت "شكرا لكم لانكم سمحتم لنا بالعودة. ونعتذر عن افعالنا."

واثناء الرحلة ارتدى البحارة الزي العسكري مرة اخرى. ورحبت المانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي بالافراج عن البحارة البريطانيين في بيان ربط بين الإفراج والنزاعات القائمة بين طهران والغرب.

وقال أحمدي نجاد في مؤتمره الصحفي "اقتداء بالنبي المسلم.. ايران تعفو عن هؤلاء البحارة الخمسة عشر وتعطيهم حريتهم هدية للشعب البريطاني."

وفي لندن رحب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالافراج عن البحارة وقال ان بريطانيا لا تضمر سوء نية للشعب الإيراني.
وأبلغ الصحفيين أنه "طوال (الازمة) اتبعنا نهجا محسوبا وحازما لكنه هاديء.. لا نتفاوض ولكن لا نتصادم ايضا. "أقول ببساطة للشعب الإيراني.. نحن لا نضمر لكم سوء نية ... الخلافات التي بيننا وبين حكومتكم نأمل في حلها سلميا عبر الحوار."


التعليقات