البرادعي يؤكد أن تقرير المخابرات الأمريكية يتلاءم مع تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

باراك: الكلام لا يعترض الصواريخ * ليفني: يجب العمل على وقف البرنامج النووي الإيراني * بوش: إسرائيل ليست لوحدها والعقوبات لم تنته * موقف إسرائيل يلقي قبولا لدى فرنسا وبريطانيا وألمانيا أيضا..

البرادعي يؤكد أن تقرير المخابرات الأمريكية يتلاءم مع تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية
رغم كون التقرير الذي أجمعت عليه 16 وكالة استخبارات أمريكية يؤكد أن إيران لا تعمل على إنتاج أسلحة نووية إلا أن الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوربي لا يزالون مصرين على مواصلة تشديد العقوبات على إيران لحملها على وقف برنامجها النووي.

وفي حديثه مع صحافيين قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، اليوم الأربعاء، إن تقرير المخابرات الأمريكية يبرئ إيران من التهمة، وإن الأخيرة قد صرحت في السنوات الأخيرة أنها لا تعمل على تطوير أسلحة نووية، وعليه فإن التقرير الأمريكي يؤكد على أن إيران توقفت عن تطوير أسلحة نووية في السنوات الأخيرة، على الأقل.

وبحسب البرادعي، الذي وصف التقرير بأنه "بمثابة تنفس الصعداء للوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وأنه يشكل فرصة لإيران من أجل إنهاء الأزمة لكون نتائج التقرير تتلاءم مع النتائج التي توصلت إليها الوكالة.

وكانت قد أعلنت روسيا في وقت سابق، اليوم الأربعاء، أن تقرير المخابرات الأمريكية الذي أكد "بدرجة معقولة من الثقة" أن إيران توقفت عن تطوير قدرات عسكرية نووية منذ العام 2003 وأنها تتركز في البرنامج النووي لأغراض مدنية، من الممكن أن يؤثر على قرارها بتأييد فرض عقوبات أخرى على إيران. وقال وزير الخارجية الروسي إن التقرير الأمريكي سيكون مركبا مهما في القرار بشأن تشديد العقوبات على طهران.

إلى ذلك، شن عدد من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين حملة على التقرير المذكور، وذلك بالاعتماد على تقديرات إسرائيلية تدعي أن إيران تواصل تطوير أسلحة نووية.

وقالت وزير الخارجية، تسيبي ليفني، في لقائها مع رئيس سلوفانيا إنه يجب موصلة بذل الجهود من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني. وقالت إن "إيران تواصل تطوير تكنولوجيا تتيح لها استخدام الذرة لاحتياجات عسكرية". وأضافت أنه من الواضح للجميع أن العالم لا يسمح لإيران بذلك.

ومن جهته قال وزير الأمن إيهود باراك إنه يجب العمل ضد التهديد الإيراني في مجالات أخرى غير الدبلوماسية. وقال: "إيران تشكل خطرا على العالم وعلى إسرائيل، وهناك الكثير مما يمكن عمله بشأن برنامجها النووي، فالكلمات لا يمكنها أن تعترض الصواريخ".

ونقلت "هآرتس" عن مصدر أمني كبير ادعاءه أن إسرائيل لديها معلومات تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني لم يتوقف، وأن إيران، التي تمتلك كميات كبيرة من النفط، ليست بحاجة إلى مفاعل نووي لإنتاج الطاقة. وبحسب المصدر نفسه فإن إيران تواصل خداع، مثلما فعلت سابقا، وأن التقرير الأمريكي لن يغير في الأمر شيئا، على حد قوله.

كما نقل عن مصدر كبير في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية قوله إن إسرائيل سوف تعرض على الولايات المتحدة معلومات وتقديرات استخبارية بشأن البرنامج النووي الإيراني، في إطار لجنة مشتركة. وكانت قد أجريت اتصالات دبلوماسية مع الإدارة الأمريكية، طلبت فيها إسرائيل من البيت الأبيض أن يوضح موقفه تجاه البرنامج الإيراني.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، كان قد صرح يوم أمس، الثلاثاء، بعد نشر التقرير، أن كل الخيارات إزاء إيران لا تزال على الطاولة. وقال في مؤتمر صحفي إن إيران كانت ولا تزال خطيرة، وسوف تكون أخطر في حال سمح لها بامتلاك أسلحة نووية.

وقد علق مسؤول إسرائيلي كبير على تصريحات بوش أن الأخير قد أكد أن إسرائيل ليست لوحدها، وأن عملية فرض المزيد من العقوبات على إيران لم تنته. وكان إيهود أولمرت قد صرح في وقت سابق إن التقرير يؤكد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتشديد العقوبات على إيران من أجل ضمان عدم حصولها على أسلحة نووية.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية تجاه إيران يلقى قبولا يتجاوز الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى تصريحات نسبت لوزارات الخارجية الألمانية والفرنسية والبريطانية، تقول إن التقرير يؤكد أنه كان لإيران خطة لامتلاك أسلحة نووية، وأنها تواصل تخصيب اليورانيوم، ولذلك يجب مواصلة الضغط الدولي على النظام في إيران.

وقال وزير الخارجية الألماني، فرانك شطاينماير، إن التقرير يظهر جدوى سياسة "العصا والجزرة" التي تمارس ضد طهران. وقال إن السياسة المزدوجة للمجتمع الدولي، محفزات من جهة وعقوبات من جهة أخرى، كانت صحيحة، على حد قوله.

وقال الناطق بلسان الخارجية البريطانية إن نتائج التقرير تؤكد على صحة السياسة التي اتبعها المجتمع الدولي، في حين ادعى نظيره الفرنسي إن موقف فرنسا لم يتغير، وإن إيران لا تحترم التزاماتها تجاه المجتمع الدولي، ويجب مواصلة الضغط الذي يمارس عليها.

كما نقل عن دبلوماسيين أوروبيين أن مجرد نشر التقرير يؤكد على الحاجة لفرض جولة عقوبات ثالثة على إيران عن طريق مجلس الأمن.

التعليقات