العفو الدولية تدين تعذيب المعتقلين في غوانتانامو وأفغانستان والعراق

المنظمة تقول إن الكرامة الإنسانية سقطت ضحية الحرب الأميركية على ما تسميه "الإرهاب"، وأن سياسات وممارسات واشنطن أدت إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وأعطت سابقة خطيرة دوليا

العفو الدولية تدين تعذيب المعتقلين في غوانتانامو وأفغانستان والعراق


وفي سياق متصل توالت ردود الأفعال الغاضبة ومظاهرات الاحتجاج في عدد من البلدان العربية والإسلامية، على خلفية قيام محققين أميركيين في معتقل غوانتنامو بكوبا بتدنيس المصحف الشريف وفق ما ورد في تقارير أوردتها صحف أميركية.

وجاءت هذه الردود من جهات رسمية وشعبية ومن تنظيمات حزبية ودينية.

وقد ندد حزب الله اللبناني بانتهاك حرمة المصحف في غوانتنامو، وقال في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه إن هذا الفعل يؤكد حجم الاستهداف الأميركي للأمة الإسلامية دون مراعاة لأي حرمات ومقدسات.

من جهته طالب المرشد العام للاخوان المسلمين في مصر وجماعة الإخوان المسلمين في سورية الحكومات ومنظمات وهيئات المجتمع المدني في العالم العربي والإسلامي بتحمل مسؤولياتها تجاه العدوان على المصحف الشريف.

وحذرت "القيادة الشعبية الإسلامية العالمية" بزعامة العقيد معمر القذافي من التداعيات الخطرة لتدنيس المصحف، وقالت إنها قررت إرسال مساعد قائدها لويس فرقان إلى معتقل غوانتنامو لمقابلة السجناء والمسؤولين هناك للتأكد من صحة ما حصل.

كما دعا مجلس أمناء الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين المنعقد في بيروت الولايات المتحدة إلى محاكمة المتورطين والاعتذار للمسلمين.

من جانبها أدانت الحكومة اليمنية بشدة تلك الممارسات واعتبرتها إضافة خطيرة إلى الممارسات اللاإنسانية التي تعرض لها المحتجزون في السجن من المسلمين والتي ستؤدي حسب المصدر إلى الإضرار بمصالح الولايات المتحدة.

وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة تظاهر قرابة ألفي فلسطيني من أنصار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد صلاة الجمعة في مخيم جباليا تعبيرا عن احتجاجهم لما حدث في غوانتنامو.

وردد المتظاهرون هتافات تندد بالولايات المتحدة وإسرائيل, وأحرقوا العلمين الأميركي والإسرائيلي.

وفي بغداد أدان أئمة المساجد السنية والشيعية على حد سواء تدنيس المصحف الشريف في معسكر غوانتنامو. وشدد خطباء الجمعة في المساجد على ضرورة التصدي لمثل هذه الأفعال، منددين في الوقت نفسه بتصرفات جنود الاحتلال في العراق.

وفي الخرطوم حالت قوات الأمن دون وصول آلاف المتظاهرين إلى مقر السفارة الأميركية, في إطار احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة. وندد المتظاهرون بتصرفات الجنود الأميركيين في غوانتنامو ووصفوها بأنها غير أخلاقية.

وبلغت موجة الاحتجاجات ذروتها في أفغانستان حيث قتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وأصيب العشرات في مظاهرات غاضبة بعدة ولايات أفغانية اشتبك فيها المتظاهرون مع قوات الأمن لترتفع إلى 17 قتيلا ومائة جريح حصيلة التظاهرات التي نظمت في أفغانستان.

كما أحرق المتظاهرون العلم الأميركي وطالبوا برحيل القوات الأجنبية, وهاجموا عددا من مقار المنظمات غير الحكومية الأجنبية.

كما انتقلت موجة الاحتجاج من أفغانستان إلى باكستان المجاورة، حيث شهدت مدن عدة مظاهرات أحرق خلالها المتظاهرون العلم الأميركي مطالبين حكومتهم بوقف مساعدتها للولايات المتحدة في حربها على ما تسميه الإرهاب.

وطالبت الخارجية الباكستانية واشنطن بتقديم تفسير حول الموضوع بينما طالب البرلمان الباكستاني الولايات المتحدة بتقديم اعتذار.

كما نظم مئات الأشخاص في أكبر دولة إسلامية إندونيسيا مظاهرات احتجاج.

قالت منظمة العفو الدولية إن السجناء الذين تحتجزهم الولايات المتحدة في غوانتانامو وأفغانستان والعراق ومناطق أخرى مازالوا يواجهون خطر التعذيب والمعاملة السيئة، في وقت تتزايد فيه تداعيات قيام محققين أميركيين بتدنيس المصحف الشريف في معتقل غوانتانامو.

وقال متحدث باسم المنظمة إن الأوضاع التي تتسم بالتعذيب والمعاملة الوحشية وغير الآدمية والمهينة ما زالت متبعة في المعتقلات. وأضاف أن الضمانات الأساسية في معاملة السجناء غير متوفرة، مشيرا إلى مواصلة الاعتقال السري والسجن الانفرادي كأشكال للمعاملة غير الإنسانية.

وقالت المنظمة إن الكرامة الإنسانية سقطت ضحية الحرب الأميركية على "الإرهاب"، مشيرة إلى أن سياسات وممارسات واشنطن أدت إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وأعطت سابقة خطيرة دوليا.

ودعت المنظمة الكونغرس الأميركي إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في سياسات الاعتقال والاستجواب التي تنتهجها أميركا، كما دعت إلى تعيين مستشار خاص مستقل لإجراء تحقيق مع المسؤولين الذين توجد أدلة على تورطهم في جرائم لها صلة بالتعذيب والاختفاء والمعاملة غير الإنسانية والمهينة.

في هذه الأثناء أدلى جندي أميركي أدين بالفعل بارتكاب انتهاكات في فضيحة سجن أبو غريب، بشهادة الجمعة قال فيها إنه الشخص الذي قام بتوصيل أسلاك إلى جسد سجين عراقي عار مغطى الرأس لمعرفة أماكن جثث أربعة جنود أميركيين وتحديد هوية قاتليهم.

وقال إيفان فريدريك الذي كان يتحدث كشاهد في محاكمة المجندة صبرينا هارمن المتهمة بوضع أسلاك على السجين، إن أحد المحققين طلب أن يتم حرمان السجين من النوم قبل استجوابه في اليوم التالي.

التعليقات