المالكي يشن هجوماً غير مسبوق على الولايات المتحدة في مؤتمر صحفي مع نظيره السوري..

-

المالكي يشن هجوماً غير مسبوق على الولايات المتحدة في مؤتمر صحفي مع نظيره السوري..
تراجع الرئيس الأميركي، جورج بوش، عن تصريحات أدلى بها في وقت سابق بشأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قال فيها إن على العراقيين اتخاذ قرار بشأن تغيير رئيس حكومتهم.

وقال بوش في أحدث تصريح أدلى به اليوم خلال خطاب ألقاه في مدينة كنساس بولاية ميسوري، إنه لا يزال يدعم رئيس الوزراء العراقي وإن المالكي "رجل طيب يقوم بعمل صعب وأنا أدعمه".

ويتناقض هذا التصريح مع ما أدلى به بوش الثلاثاء عندما بدا وكأنه يسحب ثقته بالمالكي، معربا عن خيبة أمله في أداء حكومته، وذلك حين طلب منه صحفيون في كندا الرد على تصريحات نائب أميركي بارز دعا فيها إلى عزل رئيس الوزراء العراقي.

ودفعت جميع هذه التصريحات بالمالكي إلى شن هجوم غير مسبوق على الولايات المتحدة، ورفض الانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي وعدد من المسؤولين في واشنطن لحكومته ومطالبتهم بتغييرها.

وأكد المالكي في مؤتمر صحفي مع نظيره السوري ناجي عطري في ختام زيارة لدمشق استمرت ثلاثة أيام أنه "ليس من حق أحد وضع جداول زمنية لحكومته المنتخبة من الشعب".

ووصف المالكي بعض الانتقادات الأميركية لحكومته بأنها "فظة" دون أن يذكر بالاسم أي مسؤول أميركي. وأرجع الانتقادات الحادة الأخيرة من إدارة بوش والسياسيين الأميركيين الآخرين إلى حملة الانتخابات الرئاسية في واشنطن.

وكان قد أعرب الرئيس الأميركي في ختام قمة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في مونبيلو بولاية كيبيك الكندية، عن خيبة أمله في الحكومة العراقية لعدم قدرتها على تحقيق المصالحة في البلاد والتوصل إلى اتفاق "على سبيل المثال لسن قانون بخصوص عائدات النفط".

ولم يقدم بوش أي مساندة مباشرة لرئيس الوزراء العراقي. وأقر بأن تحقيق المصالحة في العراق يواجه صعوبات وصفها بأنها اختبار صعب للديمقراطية في الشرق الأوسط.

وألمح بوش إلى احتمال تغيير الشعب العراقي لحكومة المالكي قائلا "إذا لم تستجب حكومة المالكي لمطالب العراقيين فإنهم سيستبدلون الحكومة"، مشيرا إلى أن اتخاذ هذا القرار يعود للعراقيين وليس للساسة الأميركيين. وشدد بوش بوضوح على ضرورة أن تتحرك الحكومة العراقية وتبذل مزيدا من الجهود.

على نحو مواز وصف السفير الأميركي في بغداد رايان كروكر الوضع السياسي في العراق بأنه "مخيب جدا للآمال"، وحذر من أن الدعم الأميركي لحكومة المالكي "ليس مفتوحا".

وشدد كروكر على أن الأمر لا يتعلق فقط برئيس الوزراء، بل بالحكومة بأكملها التي عليها أن تكون فاعلة، مضيفا أن واشنطن تتوقع "جهودا جادة لتحقيق المصالحة الوطنية".

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من مطالبة رئيس لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي كارل ليفين الذي عاد لتوه من زيارة للعراق بعزل حكومة المالكي، مشيرا إلى أنها لم تتمكن من التوصل لحلول وسط لمشاكل سياسية رئيسية.

وتسبق هذه التطورات التقرير المزمع أن يقدمه كروكر وقائد القوات الأميركية ديفد بتراوس إلى الكونغرس لتقييم الوضع بالعراق في 15 سبتمبر/أيلول القادم.

التعليقات