الوكالة الدولية للطاقة النووية تشك ان ايران تخفي مواقع نووية أخرى

-

الوكالة الدولية للطاقة النووية تشك ان ايران تخفي مواقع نووية أخرى
قال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين إن الوكالة التابعة للامم المتحدة تشعر بالقلق بشأن احتمال أن يعني كشف ايران المتأخر عن موقع ثان لتخصيب اليورانيوم انها تخفي أنشطة نووية اخرى.

وقال التقرير إن ايران ابلغت الوكالة انها بدأت بناء المفاعل داخل تحصينات تحت جبل قرب مدينة قم عام 2007 الا ان لدى الوكالة أدلة على ان المشروع بدأ في 2002.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن ايران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجود المشروع في سبتمبر ايلول بعد أن علمت ان أجهزة مخابرات أمريكية وفرنسية وبريطانية كشفته.

ووجد مفتشو الوكالة الذين تفقدوا منشأة فوردو لتخصيب الوقود في 26 و27 أكتوبر تشرين الاول أن البناء في الموقع بلغ مرحلة متقدمة للغاية. وابلغت طهران الوكالة التي مقرها فيينا ان العمل في المنشأة سيبدأ عام 2011.

وقال التقرير "أبلغت الوكالة (ايران) ان اعلانها عن المنشأة الجديدة يقلل مستوى الثقة في غياب منشآت نووية أخرى تحت الانشاء ويثير تساؤلات بشأن ما اذا كان هناك منشات نووية أخرى لم تعلن بعد للوكالة."

وقال مسؤول دولي كبير مطلع على التقرير "كتبت الوكالة لايران في السادس من نوفمبر تطلب منها بيانا واضحا عما اذا كان لديهم منشات مشابهة قرروا بناءها أو يجري بناؤها أو بنيت بالفعل. ولم تتلق الوكالة ردا واضحا حتى هذا الصباح."

وابلغت ايران الوكالة ان موقع فوردو أنشيء ليكون موقعا احتياطيا للحفاظ على برنامجها المدني المعلن لتخصيب اليورانيوم اذا تعرض مجمع نطنز الذي يخضع لمراقبة الوكالة منذ عام 2002 للقصف من جانب أعداء مثل اسرائيل.

ويقول دبلوماسيون غربيون وخبراء نوويون ان طاقة الانتاج المزمعة في موقع فوردو الذي يستوعب ثلاثة الاف جهاز للطرد المركزي تجعل من غير المعقول أن يكون مركزا قائما بذاته للتخصيب لانه سيكون صغيرا جدا على توفير الوقود لمحطة طاقة نووية على مدار الساعة ولكنه يمكن أن ينتج مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة ذرية أو اثنتين سنويا.

وقال المسؤول الدولي الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه "غني عن القول ان موقع فوردو لن يستطيع تغطية حاجات (محطة طاقة). مع وجود ثلاثة الاف جهاز للطرد المركزي قد تحتاج الى تسعة او عشرة تجهيزات بهذا الحجم."

ومن بين الجوانب التي درستها الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بالطريقة التي يمكن بها لموقع فوردو العمل على حدة ما اذا كان هناك نشاط سري لتحويل خام اليورانيوم الى مادة اولية قابلة للتخصيب. ويخضع مركز اصفهان الايراني لتحويل الخام لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال التقرير ان تقاعس ايران عن ابلاغ الوكالة بقرارها بناء منشأة نووية حساسة - أو الاذن ببنائها- فور اتخاذ القرار أمر "لا يتفق" مع تعهداتها بالتزام الشفافية مع الوكالة.

وأضاف المسؤول الدولي ان تستر ايران طويلا على الموقع يوضح بجلاء الى أي مدى "تقلصت معرفة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحجم البرنامج النووي الايراني ومكوناته" بسبب القيود على تحركات المفتشين.

وقال مبعوث ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية ان النتائج التي توصل اليها التقرير تتفق مع المعلومات التي قدمتها طهران الى الوكالة وان القلق بشأن الموقع ليس له اساس.

وقال سلطانية لوكالة الطلبة الايرانية للانباء "يبين التقرير ان كل الجلبة التي أثيرت بشأن فوردو... ليس لها أي اساس." وأضاف "لن تتخلى ايران تحت أي ظروف عن منشاتها النووية السلمية بما في ذلك الاعمال الخاصة بالتخصيب."

وأخفت ايران مجمع نطنز الى أن كشف معارضون ايرانيون في الخارج سره قبل سبعة أعوام مما دفع الوكالة لاجراء تحقيق حث ايران على كشف مواقع نووية أخرى.

واتضح لمفتشي الوكالة ايضا ان عدد أجهزة الطرد المركزي الايرانية العاملة في تخصيب اليورانيوم هذا الشهر في نطنز بلغ 3936 جهازا ويقل 650 جهازا عن العدد في اغسطس اب برغم زيادة العدد الاجمالي للاجهزة المركبة 350 جهازا الى 8692 جهازا.

وقال خبراء غربيون ان توقف ايران فيما يبدو عن التوسع في التخصيب يعود على الارجح الى أخطاء فنية في تشغيل الاف من أجهزة الطرد المركزي باستمرار دون أن تتعطل.

ولم يتطرق التقرير الى التركيز الحالي على الجهود الدبلوماسية مع ايران وخطة لبناء الثقة توسطت فيها الوكالة ترسل بمقتضاها ايران اليورانيوم المنخفض التخصيب الموجود لديها الى روسيا وفرنسا لتحويله الى وقود لاستخدامه في مفاعل طبي في طهران.

ويقول التقرير ان ايران زادت احتياطيها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى 1.76 طن من 1.5 طن في أغسطس اب وهو ما يكفي لانتاج قنبلة ذرية أو اثنتين اذا تم تخصيب هذا اليورانيوم الى مستويات أعلى.

وفي موسكو أعلنت روسيا عن أحدث تأجيل لتشغيل أول محطة طاقة نووية في ايران قائلة ان مسائل فنية ستمنع مهندسيها من بدء تشغيل المفاعل النووي في محطة بوشهر بحلول نهاية العام.
لكن دبلوماسيين يقولون ان روسيا تستخدم بوشهر كوسيلة للضغط على طهران. كما تدعو الولايات المتحدة روسيا لزيادة الضغط على ايران فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
وبدأت روسيا تسليم الوقود النووي لمحطة بوشهر أواخر عام 2007 في خطوة قالت موسكو وواشنطن انها لن تجعل ايران في حاجة لبرنامج تخصيب اليوارنيوم الخاص بها.

"رويترز"

التعليقات