الولايات المتحدة تتراجع عن اقتراح للأمم المتحدة بتبني أنابولس كقرار رسمي

الولايات المتحدة تسحب الاقتراح بشكل مفاجئ، يوم أمس الجمعة، بعد نقاشات مطولة مغلقة، في أعقاب التحفظ الذي أبدته إسرائيل من المبادرة ومعارضة السلطة الفلسطينية..

الولايات المتحدة تتراجع عن اقتراح للأمم المتحدة بتبني أنابولس كقرار رسمي
أزالت الولايات المتحدة اقتراحا لتبني "أنابولس" كقرار رسمي من قبل الأمم المتحدة، وذلك بشكل مفاجئ، يوم أمس الجمعة، بعد نقاشات مطولة مغلقة، في أعقاب التحفظ الذي أبدته إسرائيل من المبادرة لكونها تلزم بإنهاء المفاوضات حتى نهاية العام 2008، علاوة على معارضة السلطة الفلسطينية.

وطالب الاقتراح الأمريكي مجلس الأمن بالتعبير عن دعمه الرسمي للبيان الإسرائيلي- الفلسطيني الذي تمت بلورته في المؤتمر. وامتنع الرئيس المناوب للمجلس، مندوب أندونيسيا، مارتي ناتاليغاوا، من إصدار بيان للإعلام، واكتفى بإصدار بيان شفهي، قال فيه إن الأساس هو مضمون أنابولس، وأن المجلس راض عن نتائج المؤتمر.

وكان نائب مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، دانييل كرمون، قد صرح بأن إسرائيل تعارض لأنها لا تعتقد أن مجلس الأمن هو المسلك الصحيح لتبنى قرارات أنابولس، وذلك لأن تركيبة المجلس تتألف من دول كثيرة لا تؤيد إسرائيل. وبحسبه فإنه بالإمكان إيجاد طرق أخرى للتعبير عن الدعم بدون اللجوء إلى قرارات تنفيذية.

ونقل عن مصادر رسمية في الأمم المتحدة أن الفلسطينيين أيضا من جهتهم ليسوا معنيين بقرار رسمي بهذا الشأن، إلا أنه نقل عن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قوله إنه يرحب بالخطوة التي تشير على جدية الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يصدر بدل القرار بيانا للصحافة يرحب بأنابولس. وصرحت مصادر في الأمم المتحدة أن إسرائيل عبرت عن امتعاضها من عدم قيام مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بإبلاغها سلفا بالنية في تبني أنابولس كقرار رسمي من قبل الأمم المتحدة.

وجاء أن اقتراح القرار هو خطوة بادرت إليها الولايات المتحدة. وقال مندوب الولايات المتحدة في الأ/م المتحدة، زلماي خليل زاد، يوم أمس للصحافيين، إن هناك تأييدا واسعا لتبني نتائج المؤتمر، وذلك وفقما تم التعبير عنه في جلسة مغلقة لمجلس الأمن، يوم أمس الجمعة. وقال مندوب الولايات المتحدة، الذي قام بتوزيع مسودة من الاقتراح على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، إن كل من تحدث في الجلسة قد عبر عن دعمه للاقتراح.

وقال مندوب الولايات المتحدة أنه ينوي إجراء مشاورات مع مندوب إسرائيل والمراقب الفلسطيني في الأمم المتحدة بشأن النص النهائي للاقتراح.

وصرح الدبلوماسي الأمريكي ألخاندرو وولف، لصحفيين في واشنطن أنه في نهاية المشاورات توصل الأطراف إلى النتيجة بأن هناك "عدم راحة مع قرار من هذا النوع، وأنه من الأفضل التراجع عن ذلك".

وبحسب مصادر في الأمم المتحدة فإن المسودة الأمريكية تشتمل على توجه إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لـ"تقديم المساعدة في الدفع بالجهود الإسرائيلية والفلسطينية لتطبيق بيان أنابولس".
قال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس، إن التراجع الأمريكي عن المشروع المقترح لمجلس الأمن لدعم لقاء أنابوليس بناءً على رفض الاحتلال الإسرائيلي يعكس عدم جدية الإدارة الأمريكية ودعمها المطلق للاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أبو زهري في بيان له: "إن هذا يجعل استمرار مراهنة البعض على الموقف الأمريكي المنحاز وغير النزيه أمراً غريباً ".

وقال أبو زهري إن رفض إسرائيل مشروع قرار مجلس الأمن الأخير يكذب كل الادعاءات الإسرائيلية حول رغبتها في التوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية العام 2008، مشيراً إلى أن ما حدث ينسف لقاء أنابوليس من جذوره، ويؤكد أن كل ما جنته قيادة السلطة من اللقاء هو الأوهام ليس أكثر.

وأكد أن حركة حماس ترى بالتصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وإعلان الحرب على المقاومة الثمرة الوحيدة التي أنتجها لقاء أنابوليس، موضحاً أن ذلك بدا جلياً من خلال استمرار استهداف أبناء الشعب الفلسطيني كان آخره سقوط خمسة شهداء من كتائب القسام شرق خان يونس، عدا عن رفع وتيرة الحصار على غزة وكان آخر أمثلته منع دخول الوقود .

وشدد أبو زهري على افتضاح مشروع وهم التسوية واستمرار مشروع المقاومة في مواجهة الاحتلال وأن العدوان الإسرائيلي الذي يجري بتنسيق مع السلطة لن يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو دفعه للتنازل عن حقوقه وثوابته.

التعليقات