الولايات المتحدة تجدد علاقاتها الدبلوماسية مع ليبيا بعد 26 عاماً..

بعد 26 عاماً من القطيعة أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، مساء أمس، الإثنين، عن تجديد العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وليبيا.

ويأتي ذلك بعد أن تحسنت العلاقات بين الدولتين، بسرعة، في أعقاب سلسلة من الخطوات (التنازلات) التي بادر إليها النظام الليبي بعد العدوان الأمريكي على العراق. حيث أعلنت ليبيا عن وقف برنامجها النووي ووقف دعمها "للإرهاب"، ووافقت على تحمل المسؤولية عن تفجير طائرة الـ"بان-أم" فوق سماء اسكتلندا عام 1988، والتي قتل فيها 270 شخصاً غالبيتهم من الولايات المتحدة.

ونقلت "هآرتس" عن مصادر في الولايات المتحدة أن تجديد العلاقات سيشمل فتح سفارة أمريكية في طرابلس، العاصمة الليبية. وكانت قد أعلنت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة أن العقوبات التي فرضت على ليبيا سيتم وقفها في هذا العام، وأنه بإمكان الأمريكيين السفر ثانية إلى ليبيا، التي تبذل جهودها من أجل جذب السائحين إليها!

كما نقلت "هآرتس" عن مصادر أمريكية أن الولايات المتحدة معنية بتجديد علاقاتها في هذه المرحلة، وذلك بهدف إبراز أن "الدول التي تتخلى عن برامجها النووية غير القانونية ستحظى بتعامل جدير من قبل الولايات المتحدة، وذلك في إشارة إلى الذين يتناولون المسألة الإيرانية، وبموجب ذلك فإن إيران في حال تخليها عن برامجها النووية، بإمكانها أن تحظى بالإمتيازات"!!

يشار إلى أن مجلس الأمن كان قد ألغى العقوبات الإقتصادية التي فرضت على ليبيا في آذار/مارس 2003، في أعقاب اقتراح قرار قدمته بريطانيا. وعندها تقرر أن تقوم ليبيا بدفع 2.7 مليارد دولار لعائلات ضحايا تفجير طائرة بان أم. وكان الأمم المتحدة قد لجأت إلى فرض العقوبات على ليبيا عام 1992-1994، وذلك من أجل الضغط على الحكومة الليبية للتعاون مع التحقيق في حادث تفجير الطائرة!

وقد اشتملت العقوبات في حينه على منع الرحلات الجوية من وإلى ليبيا، وحظر بيع الأسلحة، ومقاطعة منتجاتها النفطية. وقد أوقفت الأمم المتحدة العقوبات في العام 1999 بعد أن قامت ليبيا بتسليم متهمين بتفجير الطائرة المذكورة.


وفي السياق نفسه، أفادت وكالات الأنباء أن مسؤولين امريكيين قالوا اليوم، الاثنين، ان الولايات المتحدة قررت استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع ليبيا من خلال اعادة فتح سفارتها في طرابلس، مكافأة لليبيا على الغاء البرامج الخاصة باسلحة الدمار الشامل!

وذكر المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر اسمائهم انه بالاضافة الى ذلك سترفع الولايات المتحدة اسم ليبيا من القائمة الامريكية لما يسمى "الدول الراعية للارهاب" خلال 45 يوما!