الولايات المتحدة تمنع تقديم مساعدات إنسانية في مجالي الصحة والتعليم وتوافق على تمويل حرس الرئاسة

"هدف الولايات المتحدة الدفع باتجاه عصيان مدني ضد حماس وتقدر أن من شأن سقوط حكومة حماس أن يعيد الأوساط المقربة من الولايات المتحدة وعلى رأسها محمد دحلان وسلام فياض إلى الحكم.."

الولايات المتحدة تمنع تقديم مساعدات إنسانية في مجالي الصحة والتعليم وتوافق على تمويل حرس الرئاسة
قال الرئيس الأمريكي جورج بوش "إنَّ الولايات المتحدة لن تخل بالتزامها بالمحافظة على أمن اسرائيل ولن تجري اتصالا بزعماء حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في الحكومة الفلسطينية حتى تعترف الحركة بإسرائيل".

وعبر بوش والمستشارة الالمانية أنجيلا في احتفال بالذكرى المئوية لتأسيس اللجنة الامريكية اليهودية وتأسيس جبهة متحدة بشأن حماس وإيران. واتفقت ميركل مع بوش على إنه "لا اتصالات مع حماس الا إذا تخلت عن السلاح واعترفت باسرائيل".

وقال بوش "التزام امريكا بالمحافظة على أمن اسرائيل قوي ثابت لا يهتز."

وأضاف بوش: "حماس أوضحت انها لا تعترف بحق اسرائيل في الوجود وانا أوضحت انه مادامت هذه سياستهم فلن نجري إتصالاً بزعماء حماس."

وقال بوش "يجب على حماس أن تقبل مطالب المجتمع الدولي بالاعتراف باسرائيل ونزح سلاحها ونبذ الارهاب والكف عن عرقلة الطريق الى السلام."

وانتقد بوش وميركل موقف إيران من اسرائيل. وقالت ميركل "لا احد يمكنه الطعن في حق اسرائيل في الوجود. ولذا فانه في نظر أي حكومة ألمانية أمر لا يحتمل وغير مقبول ان يشكك الرئيس الايراني في هذا الحق."

وكان بوش والمستشارة الالمانية تباحثا بشأن إيران يوم الاربعاء في اجتماع بالبيت الابيض وشددا على الدبلوماسية وضرورة ان تبقى الدول متحدة في منع ايران من اكتساب أسلحة نووية.

وقال بوش "امريكا سوف تستمر في حشد العالم لمواجهة هذه المخاطر ونحن نحقق تقدما."

وقالت ميركل "يجب ان نمنع ايران من اكتساب اسلحة نووية. وفي الوضع الحالي فانه من الاهمية القصوى ان يبقى المجتمع الدولي متحدا. وستفعل المانيا دورها لبلوغ هذه الغاية."

واشارت المستشارة الالمانية في خطابها إلى المحارق النازية وقالت: "إنه بعد بضعة أيام سيمر 61 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية وتحرر العالم من قبضة الإرهاب الذي فرضه اشتراكيون قوميون.

أكدت حركة حماس يوم امس، الجمعة، أنها لم تفاجأ من تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة أمام اللجنة اليهودية الأمريكية في واشنطن، وعبر فيها عن رفض الولايات المتحدة إجراء أي اتصال بحركة حماس طالما أنها مستمرة برفض الاعتراف بـ(إسرائيل).

وقال مصدر مسؤول في الحركة في تصريح له " إن الإدارة الأمريكية، من خلال هذه المواقف، تصرّ على تذكيرنا، وتذكير الرأي العام العالمي، بأنها مستمرة بالانقياد والانصياع لرغبات اللوبي الصهيوني الأمريكي، وأنّ الذّود عن الكيان الصهيوني وحمايته أولوية بالنسبة لهذه الإدارة، على الرغم من كلّ الجرائم والمجازر اليومية التي يرتكبها هذا الكيان بحق الشعب الفلسطيني".

وأضاف" إنّ تصريحات الرئيس الأمريكي تؤكّد من جديد أنّ الولايات المتحدة لا تصلح للعب أيّ دورٍ إيجابيّ في المنطقة، فالإدارة الأمريكية من خلال هذه التصريحات ومن خلال الحصار والتضييق الذي تسعى لفرضه على الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة، والتجويع المتعمّد لكسر إرادة الشعب الفلسطيني، إنّما تكون بذلك قد فقدت أي دور يمكن أن تلعبه في المنطقة، خاصةً وأنّ أداءها ينسجم ويندرج في سياق تنفيذ رغبات الكيان الصهيوني العدوانية، ويتناقض بذلك مع كافة القوانين والشرائع الدولية".

وأكد المصدر في حماس على أنّ "الموقف الدولي يجب أن يقوم على قاعدة الإقرار بالحقوق الفلسطينية والاعتراف والالتزام بها، وإنّ كل الخطوات التي تبذل من أجل فرض شرعية الكيان الصهيوني الغاصب لن يكتب لها النجاح، ولن يقبل بها الشعب الفلسطيني، طالما أن هذا الكيان يحتلّ أرضنا ويقوم ببناء المستوطنات عليها، ويستمر ببناء جدار الفصل العنصري، ويعتقل الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني"

منعت الولايات المتحدة من المفوضية الأوروبية تحويل مساعدات حيوية للفلسطينية في مجالات مثل الصحة والتعليم، لكنها أبدت في الوقت ذاته تأييدها لتحويل أموال ووسائل لتمويل الحرس الرئاسي الفلسطيني المعروف باسم "القوة 17"!

وقالت صحيفة هآرتس أمس الجمعة إن الولايات المتحدة رفضت اقتراحا تقدمت به المفوضية الأوروبية بتحويل مساعدات مالية من الدول المانحة إلى السلطة الفلسطينية لتمويل مجالات حيوية مثل الصحة والتعليم بواسطة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن الاقتراح الأوروبي بتحويل هذه المساعدات بواسطة عباس ملتزما بقرار الرباعية الدولية بمقاطعة الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة حماس ولتجاوز هذه الحكومة.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي ضالع في الاتصالات مع الولايات المتحدة قوله إن الولايات المتحدة أحبطت مبادرات منفصلة من جانب بريطانيا وفرنسا والجامعة العربية والمفوضية الأوروبية غايتها منع حدوث أزمة إنسانية في الأراضي الفلسطينية.

وبحسب المصدر الدبلوماسي ذاته فإن رفض الولايات المتحدة تحويل هذه المساعدات الإنسانية إلى السلطة الفلسطينية هدفها الدفع باتجاه عصيان مدني ضد حماس على خلفية الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها الفلسطينيون.

وأضاف الدبلوماسي الغربي أن الأمريكيين يقدرون أن "من شأن سقوط حكومة حماس أن يعيد الأوساط المقربة من الولايات المتحدة وعلى رأسها محمد دحلان وسلام فياض إلى الحكم" في السلطة الفلسطينية.

وقالت هآرتس إنها حصلت على وثيقة أعدتها المفوضية الأوروبية وتقترح من خلالها أن تحوّل الدول المانحة بواسطة عباس أموالا لغايات محددة مثل الصحة والتعليم.

كما أن المفوضية استجابت لطلب عباس بتقوية الحرس الرئاسي.

وتفيد الوثيقة بأن البنك الدولي بدأ بفحص كيفية تحويل الأموال بواسطة أجهزة قائمة أو بإقامة جهاز جديد.

وتؤكد المفوضية على عدم وجود صعوبة في مراقبة صرف هذه المساعدات المالية في المجال الصحي وذلك للتأكد من عدم تسرب هذه الأموال لحماس.

وأوضحت المفوضية أن مستخدمي الأجهزة الذين سيتم تحويل الأموال للشؤون الصحية بواسطتهم معروفين وبعضهم يعمل في مستشفيات تقدم خدمات هامة للجمهور الفلسطيني.

ولم تنف المفوضية إمكانية استخدام الأجهزة ذاتها لتحويل أموال لجهاز التعليم الفلسطيني وخلال ذلك مراقبة تغييرات سيتم إدخالها على المناهج التعليمية الفلسطينية.



وفي السياق ذاته زعمت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أن الولايات المتحدة توافق على تحويل مساعدات إنسانية للسلطة الفلسطينية عن طريق مكتب رئيس السلطة، محمود عباس.

وقالت عضوة الكنيست، كولت أفيطال، التي شاركت مساء أمس في اللقاء الذي أجرته رايس في واشنطن مع ممثلات لمنظمات نسائية دولية، أن المساعدات سوف تتركز في الأساس في مجال الصحة والتعليم.

وبحسب أفيطال، فإن رايس قد ادعت بأنها أبلغت أبو مازن في مكالمة هاتفية أجرتها معه، أنها تنوي نقل تقرير بذلك إلى الرباعية الدولية أثناء اجتماعها المزمع عقده يوم الثلاثاء القادم في مكتب السكرتير العام للأمم المتحدة، كوفي أنان.

واعتبرت المصادر الإسرائيلية أن أقوال رايس هذه، تشكل تحولاً في السياسة التي قادها المسؤول عن الشرق الأوسط في المجلس للأمن القومي، إليوت أبرامز، الذي عارض كل المبادرات الأوروبية وبضمنها مبادرة المفوضية الأوروبية لتحويل مساعدات للأراضي الفلسطينية عن طريق الإلتفاف على الحكومة الفلسطينية.

كما قالت أفيطال أن رايس قد أوضحت أن الولايات المتحدة تفضل إجراء المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على مواصلة الخطوات أحادية الجانب!

وبحسب أقوال رايس، فإن الإدارة الأمريكية سوف تعمل على تجديد ما أسمته "مسيرة السلام" بعد زيارة أولمرت المرتقبة إلى واشنطن.

التعليقات