انحسار الامال في العثور على ناجين من زلزال اسيا

التقديرات تشير الى احتمال مقتل 40 الف شخص في الزلزال الذي ضرب الباكستان والهند

انحسار الامال في العثور على ناجين من زلزال اسيا
بعد أربعة ايام من الزلزال العنيف الذي ضرب شمال باكستان وقطاعي كشمير الباكستاني والهندي لا تزال جهود الاغاثة تشوبها الفوضى مع قلة عدد الطائرات وانسداد الطرق البرية بينما انحسرت الامال في العثور على مزيد من الاحياء. ويعتقد الان ان الزلزال أودى بحياة ما لا يقل عن 40 الف شخص.

وتدفقت مساعدات بمئات الملايين من الدولارات من انحاء العالم وقال الزعماء الباكستانيون ان جهود الاغاثة تتسارع خطاها لكن لم يصل سوى القليل من امدادات الطوارئ الى الناجين المعوزين بسبب مشكلات النقل.

ووصلت اول معونات يوم الثلاثاء الى بعض من اكثر المناطق تضررا مع انضمام مزيد من المروحيات الى عمليات الغوث والانقاذ لكن رحلات الطيران توقفت عدة ساعات بسبب الامطار الغزيرة وعواصف البرد التي فاقمت من المأساة على الارض.

ويقول مسؤولون في اكثر المناطق تضررا في كشمير الباكستانية والاقليم الحدودي الشمالي الغربي ان الكارثة وهي الاسوأ في تاريخ باكستان ربما تكون قد حصدت ارواح ما يصل الى 40 الفا. ويخشى مقتل الفين اخرين في القطاع الهندي من كشمير.

وقال شوكت عزيز رئيس وزراء باكستان في مؤتمر صحفي ان عدد الضحايا المؤكد في باكستان حتى الان هو 23 الف قتيل و51 الف جريح بينما اكدت الهند مقتل اكثر قليلا من 1200 شخص.

والزلزال الذي بلغت قوته 7.6 درجة هو اقوى زلزال يضرب المنطقة في قرن.

وقال مسؤول كبير في الامم المتحدة ان المروحيات الاضافية عززت عمليات الغوث لكن فرق الانقاذ مازالت غير قادرة على الوصول الى مناطق ابعد من بلدات مظفر اباد وبالاكوت في وادي نيلام او شيكوتي وجيهلوم وذلك بسبب الانهيارات الارضية.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "الامور تتحسن لكن في المناطق التي لم تستطع فرق الانقاذ الوصول اليها فان الامل يتلاشى."

واضاف "نقترب من مرور 72 ساعة وفرص اولئك الذين لن ينتشلوا من تحت الانقاض بحلول الغد في البقاء على قيد الحياة تتقلص بدرجة كبيرة."

ويقول خبراء في الطب ان الرجل غير المصاب يمكنه الصمود حتى ثلاثة ايام دون مياه والمرأة حتى أربعة ايام وهو ما يعني أن الوقت يوشك أن ينفد رغم أنه في مثل تلك الكوارث دائما ما تحدث قصص عجيبة لنجاة أشخاص.

وقال عزيز انه على يقين ان الوضع سوف يتحسن خلال الايام القليلة المقبلة. وقال "انها (المروحيات) ستذهب الى القري خارج المدن الرئيسية حتى يتلقي الناس معونات الاغاثة هناك وذلك بالاضافة الى القوات البرية التي تنتشر ايضا للذهاب الى القري ومساعدة المعوزين."

ويقدر مسؤولو الامم المتحدة ان الزلزال تسبب في تشريد ما يصل الى مليون شخص ويهدد باكستان بتفشي الامراض بينما يحتاج ثلاثة ملايين الى مساعدات معظمهم من الاطفال.

وقال مسؤولون امريكيون ان الجيش الامريكي سيزيد مساعداته الانسانية الى باكستان. وكان الرئيس جورج بوش عرض معونة امريكية طارئة قدرها 50 مليون دولار لمساعدة الحليف الوثيق لواشنطن "في الحرب على الارهاب".

واتفق سفراء حلف شمال الاطلسي في بروكسل على توفير اسطول صغير من طائرات بوينج 707 للمساعدة في توصيل المعونات الانسانية الى باكستان. وقالت متحدثة باسم الحلف ان اول طائرة تحمل 7.5 طن من مؤن الاغاثة ستتوجه الى باكستان يوم الاربعاء.

وقال ناجون من بلدات وقرى نائية ان المعونات الوحيدة التي رأوها هي تلك التي شاهدوها على شاشات التلفزيون.

وقال نصر احمد الذي كان يحمل قريبا له مصابا على ظهره الى مظفر اباد العاصمة المدمرة لكشمير الباكستانية "الجثث في كل مكان والمصابون لا يجدون حتى قطرة ماء."

وقال محمد الطاف الذي سار على قدميه من قرية بودمان طلبا للمعونة "المشكلة الرئيسية هي الطعام. دفنا ما بين 250 و300 شخص ومازال مئات مفقودين وقد دفنوا تحت الانقاض."

ومازال نحو 40 شخصا مفقودين هناك منهم مواطنون اوروبيون وعرب ويابانيون.

وفي اسلام اباد كانت هناك انباء طيبة اذ انتشلت جدة تبلغ من العمر 75 عاما وابنتها من تحت انقاض بناية منهارة بعد ان قال رجال الانقاذ انهم يعتقدون انهم سمعوا اصوات سبعة اشخاص مختلفين.

وقال الكابتن يان يوهمان المتحدث باسم الجنود السويديين الذين يشاركون في جهود الانقاذ "اعتقد ان الامر سيستغرق وقتا طويلا لانه يتعين علينا العمل بجد وحرص ومحاولة الوصول الى اولئك المحاصرين بالاستماع الى اصواتهم."

وتساعد طائرات هليكوبتر امريكية الجيش الباكستاني الذي يقود جهود الانقاذ.

وقال برنامج الغذاء العالمي ان هناك حاجة لتوفير اغذية لمليون شخص على الاقل لكن شحنة اولى تكفي لاطعام 240 الفا لمدة خمسة ايام قد لا تصل قبل يوم الاربعاء. وستظهر بعدئذ مشكلة توصيلها الى المناطق الجبلية النائية.

وقال امجد جمال المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي "هناك حاجة عاجلة لهذا الغذاء. الناس تحاول ان تتعافي من كارثة ..انهم في صدمة ..وستقل قدرة اجسادهم على المقاومة اذا لم يحصلوا على ما فيه الكفاية من الغذاء."

واضطر عشرات الالاف لقضاء ليلتهم في البرد وسط الامطار الغزيرة ومن حولهم الجثث المتحللة وشبكات الصرف الصحي التي دمرت في الزلزال.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز ان عدد المشردين قد يصل الى 2.5 مليون شخص.

وحذرت الامم المتحدة من خطر انتشار الكوليرا والالتهاب الرئوي وقال خواجة شابير مدير الادارة الصحية في مظفر اباد ان الملاريا وامراضا اخرى بدأت تنتشر بالفعل مع انهيار المستشفيات ومقتل كثير من الاطباء.

وقال شابير "نحن نقف عاجزين عن التعامل مع الامر بالاعتماد على أنفسنا لانه في الوقت الراهن لا يوجد مستشفى واحد في مظفر أباد.. ولا أدوية ولا موظفي اسعاف.. لا شيء."

ودعت الامم المتحدة يوم الثلاثاء الى تقديم 272 مليون دولار لاغاثة الناجين من الزلزال بما في ذلك توفير الخيام والاغذية والبطاطين والادوية ومعدات تنقية المياه فضلا عن بناء بعض المدارس.

وفاض الكيل ببعض مواطني مظفر اباد حيث تخيم رائحة الجثث المتعفنة على معظم المدينة وبدأ الالاف في مغادرتها الى مناطق اكثر امنا.

وحث مفتي محمد سيد رئيس وزراء جامو وكشمير رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ على السماح بالاتصالات الهاتفية بين شطري كشمير لمساعدة الناس على معرفة اخبار احبائهم واقاربهم.

وقال سيد "العائلات مقسمة (بين شطري كشمير). نرجوكم اعادة الاتصالات الهاتفية بالجزء الاخر من كشمير."

وقبلت باكستان عروضا بتقديم مساعدات اغاثة من جارتها ومنافستها الهند التي تنازعها السيادة في اقليم كشمير لكنها قالت انها لن تسمح لقوات هندية بالدخول الى أراضيها.

واعلن متشددو كشمير الذين يقاتلون الحكم الهندي يوم الثلاثاء وقفا مؤقتا من جانب واحد لاطلاق النار في منطقة الزلزال.
.

التعليقات