باكستان توافق على تلقي مساعدات اسرائيلية، وهزات إرتدادية تقع اليوم السبت

الزلزال أوقع 38 ألف قتيل و62 ألف جريح وتسبب في تشريد 3.3 ملايين شخص، في كارثة هي الأسوأ في تاريخ باكستان. كما قتل أكثر من 1200 في الجانب الهندي من كشمير

باكستان توافق على تلقي مساعدات اسرائيلية، وهزات إرتدادية تقع اليوم السبت
في محاولة لإستغلال الكارثة الطبيعية التي وقعت في باكستان من أجل الدفع باتجاه إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وباكستان، عرضت إسرائيل تقديم المساعدة ووافقت الدولة المنكوبة على تلقي المساعدات الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة "فاننشال تايمز" أن باكستان وافقت على تلقي المساعدات من إسرائيل من أجل تقليص الأضرار التي نجمت عن الزلزال الذي ضرب جنوب آسيا قبل أسبوع.

ومن جهتها فمن المتوقع أن تقرر وزارة الخارجية الإسرائيلية في الأيام القريبة بما يتصل بنوع رزمة المساعدات التي ستقدمها إلى باكستان، ومن المرجح أن يكون تقديم المساعدة عن طريق طرف ثالث مثل الأمم المتحدة.

وكانت إسرائيل قد عرضت على باكستان تقديم المساعدات فور إتضاح حجم الكارثة التي وقعت في جنوب أسيا وأدت إلى مقتل عشرات الآلالف. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها تلقت يوم أمس الموافقة الباكستانية على قبول المساعدات الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن تشتمل المساعدات الإسرائيلية على مواد غذائية وخيام وأغطية.

وغني عن البيان الإشارة إلى المساعي الإسرائيلية من أجل إقامة المزيد من العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم العربي والإسلامي، وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، قد إلتقى مع نظيره الباكستاني في تركيا قبل عدة أسابيع وتم الإتفاق في حينه على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. ومن الواضح أن ذلك اللقاء قد شجع إسرائيل على عرض تقديم المساعدة بالإستفادة من الكارثة التي وقعت من أجل خلق أرضية ملائمة والدفع باتجاه تطوير العلاقات مع باكستان.
تعرضت المناطق المنكوبة بالزلزال في باكستان صباح اليوم السبت لمزيد من الهزات الارتدادية، بينما تتواصل جهود الإنقاذ في ظروف بالغة الصعوبة، مع تراجع فرص العثور على ناجين، في ظل مخاوف متزايدة من انتشار الأوبئة.

وقد تسببت الهزات الارتدادية في مزيد من الانهيارات الأرضية التي نجم عنها إغلاق الطرق المؤدية إلى المناطق المنكوبة بوجه الفرق الإغاثية.

وقال وزير الداخلية الباكستاني أفتاب شيرباو إن الزلزال الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي أوقع 38 ألف قتيل و62 ألف جريح وتسبب في تشريد 3.3 ملايين شخص، في كارثة هي الأسوأ في تاريخ باكستان. كما قتل أكثر من 1200 في الجانب الهندي من كشمير.

وكانت الحصيلة السابقة للكارثة الصادرة عن الجيش الخميس أشارت إلى مقتل 25 ألف شخص وجرح 63 ألفا. و2,5 مليون مشرد.

في هذه الأثناء حذرت اليونيسيف من أن آلاف الأطفال في المنطقة التي ضربها الزلزال جنوب آسيا يواجهون خطر الموت بسبب البرد وسوء التغذية والمرض.

وحذرت فرق المساعدات الإنسانية من تزايد أعداد قتلى زلزال باكستان المدمر، وأكدت أن الضحايا من المشردين والمصابين يواجهون ظروفا صعبة، في وقت قد يتم فيه تعليق عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض المباني المتهدمة.

وخلال الساعات القليلة الماضية تحول تركيز فرق الإغاثة من البحث عن ناجين أحياء تحت الأنقاض والركام إلى توفير الطعام والمأوى لنحو 3.3 مليون شردهم الزلزال!

وقال المنسق الدولي لعمليات الإغاثة التابعة لمنظمة الصحة العالمية ألطاف موساني إن فرق الإنقاذ في سباق مع الزمن للوصول إلى المنكوبين في المناطق الجبلية النائية، مشيرا إلى أن تحسنا طرأ على عمليات الإغاثة خلال الساعات الماضية.

كما قال المنسق في وقت سابق إن فرق الإغاثة لا تزال تعثر على ناجين على قيد الحياة تحت أنقاض المنازل المتهدمة، لكنه قال إن معظم المصابين يموتون قبل الوصل إلى المستشفيات الميدانية ومراكز الإسعاف.

وأشار موساني إلى أن الطقس السيئ يعرقل بشدة عمليات الإنقاذ ويمنع الوصول إلى المناطق المنكوبة. وتوقع مكتب الأرصاد الجوية في باكستان تعرض البلاد لعواصف رعدية وأمطار في الساعات المقبلة في المناطق التي ضربها الزلزال، مع موجة باردة تهدد بتعطيل جهود الإغاثة.

وفي السياق تمكنت السلطات الباكستانية من إعادة فتح بعض الطرق التي سدتها الانهيارات الأرضية مما سمح لإمدادات الإغاثة بالوصول إلى بعض المناطق المنكوبة.

كما أتاح ذلك للجنود الباكستانيين الذين منعتهم الانهيارات من اللحاق بوحداتهم التوجه ضمن فرق الإغاثة إلى منطقة بالاكوت شمالي باكستان التي تضررت بشدة.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إنه مع اقتراب الشتاء فإن الأولوية حاليا لمساعدة الناجين، مشيرة إلى أن "المشكلة الرئيسية في أن الزلزال تسبب في انهيارات أرضية سدت الطرق أو دمرتها تماما".

وأضافت أن نحو 600 من بين 900 قرية كبيرة بالمنطقة يتعذر الوصول إليها حاليا، مشيرة إلى أن برنامج الغذاء العالمي يعكف حاليا على شحن 7000 طن من الطحين إضافة إلى 4000 طن من الحبوب وأنواع أخرى من المواد الغذائية.

في هذه الأثناء دعت الأمم المتحدة لاستجابة دولية أسرع لمساعدة ضحايا الزلزال. وقال يان إيغلاند منسق شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة إن "الخصومات القديمة بين الهند وباكستان يجب أن تنسى في أوقات كهذه".

على صعيد آخر قالت الأمم المتحدة "إن عمليات إعادة الإعمار في باكستان ستكلف مليارات الدولارات وستستغرق بين خمس إلى عشر سنوات.

وتلقت الأمم المتحدة حتى الآن مساعدات بلغ مجموعها 225 مليون دولار، في وقت شددت فيه على أن الكارثة تحتاج لمزيد من الدعم.

وقالت باكستان إن التعهدات بالمساعدة الدولية بلغت 360 مليون دولار وإن قسما كبيرا منها قدم على المدى الطويل وليس في إطار نداء الأمم المتحدة لتقديم مساعدات طارئة.

وفي بروكسل أعلنت المفوضية الأوروبية أنها صرفت مساعدة إنسانية جديدة بقيمة عشرة ملايين يورو لضحايا الزلزال إضافة إلى مساعدات أولية قدمت وبلغ حجمها 3.6 ملايين يورو.

وقال البنك الدولي من جهته إنه سيضاعف تعهداته بتقديم المساعدة المالية لباكستان إلى 40 مليون دولار. كما أعلنت اليابان استعدادها لإرسال 290 جنديا وثلاث مروحيات، بينما قبلت إسلام آباد عرضا كوبيا بإرسال 200 طبيب.

وفي الولايات المتحدة تعهدت 20 منظمة إسلامية بجمع 20 مليون دولار وأرسلت فريقا لتقدير حاجات منكوبي الزلزال.

التعليقات