بريطانيا: تنافس شديد بين 3 أحزاب وتوقعات مشاركة قياسية في الانتخاب

كليغ في مقابلة مع "هآرتس" يتحدث عن موقفه من الخيار العسكري ضد إيران، وموقفه من حركة حماس وحصار غزة، والعلاقة مع الولايات المتحدة، وموقفه من الحرب على العراق وأفغانستان..

بريطانيا: تنافس شديد بين 3 أحزاب وتوقعات مشاركة قياسية في الانتخاب
يتوجه اليوم الخميس إلى صناديق الاقتراع نحو 45 مليون ناخب بريطاني في انتخابات تشريعية تُتوقع فيها مشاركة قياسية قد تبلغ 70%، وتشهد تنافسا شديدا بين أحزاب العمال والمحافظين والديمقراطيين الأحرار، وتوقعت استطلاعات أن ينبثق عنها برلمانٌ بلا أغلبية لأول مرة منذ 36 عاما.

ووعد قادة الأحزاب الثلاثة الكبرى في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية وفي جولات محمومة البريطانيين بالتغيير أو بالاستمرارية.

وحث غوردون براون زعيم حزب العمال، الذي يأمل أن يبقى حزبه في الحكم لولاية رابعة، الناخبين على أن "لا يجازفوا بالانتعاش الاقتصادي" البطيء الذي بدأ في بريطانيا.

وقضى زعيم المحافظين ديفد كامرون أمس في جولة على المصانع والمخابز ومحطات الإطفاء، وحث الناخبين على اختيار "حكومة جديدة لها الطاقة والأفكار والقيم التي تستطيع التقدم ببلدنا".

أما زعيم الديمقراطيين الأحرار نيك كليغ، الذي يُقدّم في صورة من سيرجّح كفة أحد الحزبين الرئيسيين في أي تحالف مستقبلي لتشكيل الحكومة، فخيرهم بين "سياسات الماضي.. وشيء جديد ومختلف للمستقبل".

ورفض كليغ، الذي يقدم نفسه على أنه صاحب طريق ثالث، مصطلح "صانع ملوك"، وقال للصحفيين "هناك 45 مليون شخص لهم حق التصويت، وهم 45 مليون صانع ملوك. لست صانع ملوك ولا ديفد كامرون ولا غوردون براون".

وأظهرت استطلاعات رأي حزب المحافظين في المقدمة بـ35 نقطة مقابل 30 للعمال و26 للأحرار، وإن كان هناك أيضا عدد كبير أيضا من المترددين، يمثلون حسب أحد الاستطلاعات 40% من المصوِّتين، وإلى هؤلاء توجه زعماء الأحزاب بقوة في يوم الحملة الانتخابية الأخير.

وتراجع أداء العمال في الاستطلاعات هذا الأسبوع ما جعل البعض يخشى حدوث ذوبان في هذا الحزب الذي يحكم بريطانيا منذ 1997.

وتأثر حزب العمال كثيرا بأسوأ أزمة اقتصادية في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن أيضا بفضيحة نفقات نوابه بمجلس العموم.

ويقول الحزب إن خطط المحافظين لخفض عجز الموازنة تهدد الانتعاش الاقتصادي، لكن المحافظين يقولون إن تقليص العجز ضروري ومستعجل.وفي مقابلة مع صحيفة "هآرتس" عبر كليغ عن تقديره لإسرائيل ولنجاحها في الحفاظ على نظام ديمقراطي واقتصاد مزدهر بالرغم من كونها واقعة تحت تهديد مستمر، على حد تعبيره.

وقال إنه يميز بين الشعب اليهودي وبين عمليات معينة قامت بها الحكومة الإسرائيلية، وأن نقده في الأساس يتركز على هذه العمليات، منوها أن نقده نابع من قلقه على الشعب اليهودي واعتقاده بأن مصالح اليهود البعيدة المدى لا تحظى بالاهتمام المناسب.

ويضيف: "لا أفهم الاستراتيجية الإسرائيلية بشأن غزة، وفرض الحصار على 1.5 مليون شخص غالبيتهم صغار في السن، والاستخدام غير المتناسب للقوة". وأضاف أن عملية الرصاص المصبوب كانت بهدف وقف الهجمات الصاروخية، ولكن ذلك لم يخفف من المرارة التي يعيشها الشعبان، ولم يضعف حركة حماس. كما أشار إلى أنه ليس من المؤكد أن العدوان على قطاع غزة قد حقق المصالح الأمنية البعيدة المدى لإسرائيل.

وأعرب كليغ عن معارضته لتطوير ما أسماه "المستوطنات غير القانونية"، كما رحب بمفاوضات تقريب وجهات النظر المرتقبة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

أما بالنسبة لحركة حماس فقد قال بأن أفضل طريقه لمواجهتها هي العمل على تقسيم الحركة بين "متطرفين يريدون تخريب عملية السلام" وبين "من هم على استعداد للاعتراف بإسرائيل والعمل على إيجاد حل للصراع بطرق غير عنيفة".

ونفى كليغ أن يكون الشعب البريطاني أكثر الشعوب الأوروبية معاداة لإسرائيل. وقال إن "الرصاص المصبوب وقضايا مثل تزوير الوثائق في دبي تخلق توترا في العلاقات، ولكنها لا تعني موقفا معاديا".

وتضيف الصحيفة أنه يتفاخر بكونه من بين أول المعارضين لمشاركة بريطانيا في الحرب على العراق، ودعا إلى التخلي عن "التعلق المبالغ فيه" بالولايات المتحدة، مقابل توطيد العلاقات مع أوروبا.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تخشى من معارضة كليغ لعمليات حربية مستقبلية للولايات المتحدة، أو "الضغط الناعم" للولايات المتحدة على إسرائيل بشأن ما يسمى بـ"عملية السلام". ونقل عنه قوله إنه "لا نستطيع إبقاء الولايات المتحدة لوحدها في الشرق الأوسط لممارسة الضغوط".

وقال أيضا: "من غير المسموح لدولة أن تخرج إلى بدافع الإخلاص لحليفتها.. لا زلت غاضبا من الطريقة التي قررت فيها بريطانيا المشاركة في الحرب على العراق من أجل إرضاء بوش وتشيني". وأضاف أن "اللجوء إلى الخطوات العسكرية يأتي فقط عندما تتناسب مع مصالح بريطانيا، ومن هنا كان التأييد المستمر للجهود الدولية في أفغانستان خلافا للعراق.. في الحرب في أفغانستان هناك مصلحة بريطانية واضحة".

أما بشأن إيران فيرفض كليغ الخيار العسكري. وبحسبه فإنه يجب دراسة إمكانية الخيار العسكري فقط إذا توفرت القناعة بأنه خيار عملي. ويضيف أنه لم يطلع بعد على ما يؤكد أنه يمكن وقف البرنامج النووي الإيراني من خلال الهجوم الجوي، في حين أن الحرب البرية الشاملة ليست واردة في الحسبان.

وادعى كليغ أن الشعب الإيراني هو حليفه ضد الرئيس الإيراني والمتطرفين في طهران. وقال إن المعارضة الإيرانية تتوسع وهي تشكل الاحتمال الأفضل على المدى البعيد لتحييد القدرات النووية الإيرانية، على حد قوله. وأضاف أنه يجب إيجاد التوازن الصحيح بين ممارسة الضغط على النظام عن طريق تشديد العقوبات وتوسيعها، وبين خلق الظروف التي تتيح للشعب الإيراني مواجهة قادته.

أما بالنسبة للعلاقات مع الولايات المتحدة، فقال إنها علاقات خاصة، فهناك لغة وتاريخ وثقافة مشتركة، ولكن ذلك لا يعني أن تنفذ بريطانيا تلقائيا ما تطلبه الولايات المتحدة. وقال في هذا السياق إن السياسة الخارجية لبريطانيا يجب أن تكون مثل السياسة الخارجية لإسرائيل، حيث يجب أن تدار بموجب مصالح لندن وليس البيت الأبيض.

التعليقات