بيان الرئيس الامريكي عن خطة السلام يستهدف تخفيف استياء الرأي العام العربي من الحرب

فاجأ الرئيس الامريكي جورج بوش الاوساط السياسية والدبلوماسية باعلان عزم الولايات المتحدة على عرض خطة سلام شرق اوسطية جديدة على الفلسطينيين والاسرائيلين فور مبادرة القيادة الفلسطينية الى تعيين رئيس وزراء يتمتع بسلطات وصلاحيات جوهرية.

ويقول مراسل وكالة الانباء القطرية في واشنطن ان الاعتقاد يسود بين السواد الاكبر من المراقبين الدبلوماسيين هنا بان مبادرة الرئيس بوش الى الاعلان عن خطة سلام شرق اوسطية في هذا الوقت بالذات تستهدف تخفيف حدة استياء الرأى العام العربي من اصرار الولايات المتحدة على شن حرب ضد العراق متجاهلة معارضة المجتمع الدولي لها .

ويعتقد المراقبون في واشنطن ايضا بان اعلان بوش عن خطة السلام يشكل في الوقت نفسه اعلان الادارة الامريكية عن عزمها على عدم ربط الحملة العسكرية ضد العراق بفرص نجاح الدبلوماسية الامريكية في تأمين اعتماد مجلس الامن لمشروع قرار استخدام القوة العسكرية الذي لا يزال يواجه معارضة حادة من جانب اكثرية الدول الاعضاء في المجلس وتهديدات الفيتو من جانب روسيا وفرنسا وحتى الصين. وتزامن اعلان الرئيس بوش عن خطة سلام امريكية مع تصريحات صحفية جريئة وحادة ادلى بها جيمس موران ممثل ولاية فيرجنيا في مجلس النواب الامريكي هذا الاسبوع اعرب فيها عن اعتقاده الراسخ بان الاوساط السياسية اليهودية هي القوة الحقيقة الدافعة وراء الحرب الامريكية المنشودة ضد العراق.

وتزامن اعلان الرئيس بوش عن الخطة ايضا مع عمود لويزلي برودين كبير المعلقين في جريدة الواشنطن تايمز اليوم اكد فيه ان عضو الكونغرس الامريكي جيمس موران ينتمي الى عدد لا يستهان به من السياسيين الامريكيين الذين يعتقدون بان اليهود الامريكيين الذين يسيطرون على اكثرية جيوب ومناطق النفوذ السياسي والمالي والثقافي في الولايات المتحدة ومن ضمنها المصارف ودور النشر وشبكات التلفزيون وصناعة السينما الامريكية يواصلون الضغط على الرئيس لشن حملة ضد العراق لانقاذ او حماية اسرائيل ويعتقد المراقبون ايضا بان اعلان خطة السلام الشرق اوسطية يستهدف ايضا ارضاء الدول الاسلامية وغير المنحازة الاعضاء في مجلس الامن التي لا تزال معارضة او مترددة في دعم مشروع استخدام القوة العسكرية.

ويأتي اعلان الرئس بوش عن خطة سلام شرق اوسطية جديدة في اعقاب تقارير ملحة نشرتها وسائل الاعلام الامريكية خلال الايام القليلة الماضية نقلت فيها مخاوف الاوساط السياسية الامريكية احتمال اندلاع موجة عنف جديدة في المنطقة لم تسبق لها مثيل في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.

ويعتقد بعض المراقبين في واشنطن ان الادراة الامريكية تسلمت تحذيرات ملحة من المسؤولين او الخبراء المعنيين بشؤون الشرق الاوسط مفادها ان موجة من العنف المتوقعة في المنطقة قد تشكل اكبر وابرز مظهر من مظاهر استياء ونقمة الرأي العام العربي من انشغال وتركيز الولايات المتحدة على الحملة العسكرية ضد العراق في مقابل تجميد وتجاهل قضية مصيرية اكثر اهمية وخطورة على الامن والاستقرار في الشرق الاوسط وعلى السلم الدوليين.