تشكيل رابطة للاجئين الفلسطينيين في اوروبا للدفاع عن حق العودة

-

تشكيل رابطة للاجئين الفلسطينيين في اوروبا للدفاع عن حق العودة
شهدت ضفاف بحيرة «إيدا»، في ضاحية مدينة ابسالا، قرب العاصمة السويدية استوكهولم، ولادة هيئة فلسطينية جديدة تعنى بقضايا اللاجئين الفلسطينيين والدفاع عن حق العودة إلى الديار والممتلكات.

فقد انعقد المؤتمر الـتأسيسي «لرابطة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا للدفاع عن حق العودة»، حضرته وفود من الجاليات الفلسطينية في الدول الأوروبية، ومن مخيمات اللاجئين في الدول العربية المضيفة، ومن أبناء الشعب العربي الفلسطيني في مناطق 48.

وشهد المؤتمر نقاشات جادة ومعمقة تناولت كل النقاط المدرجة على جدول أعماله، وخلص إلى سلسلة من القرارات والتوصيات كانت حصيلة، أعمال ثلاث لجان، تشكلت لبحث محاور واتجاهات العمل في ميدان الدفاع عن حق العودة، والمساهمة في تفعيل حركة اللاجئين، وتشكلت في السياق لجان للرابطة في الدول الأوروبية المختلفة، كما وضعت آلية للتنسيق والتعاون مع لجان حق العودة في أنحاء العالم، بما في ذلك في مخيمات اللاجئين في الشتات.

وشدد مؤتمر "العودة والاستقلال " الثاني للاجئين الفلسطينيين في اوروبا اليوم الخميس على حق الفلسطينيين بالعودة بأعتباره حقا أنسانيا وسياسيا، فرديا، وجماعيا، تصونه قرارات الشرعية الدولية وحرمة الملكية الشخصية.

وقد حمّل المؤتمر إسرائيل المسؤولية كاملة عن ولادة قضية اللاجئين، والمجتمع الدولي عن عدم حلها بموجب القرار 194.

وأكد أن م. ت. ف. هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وأن العودة تكون للديار والممتلكات التي هجر منها اللاجئون منذ العام 1948، وأن التعويض يكمل حق العودة وليس بديلاً عنه، داعياً شعوب الدول التي كان لحكوماتها ضلع في ولادة النكبة العمل لأجل التكفير عن هذه الأخطاء بدعم حق العودة، ومساندته على كافة الاصعدة.

وكان المؤتمر قد عقد على مدار ثلاثة ايام، في منطقة هادئة، على ضفاف إحدى البحيرات في غابات مدينةأبسالا استمع خلاله إلى تقرير لجنة المتابعة وتخللته مناقشات مستفيضة في محاور عمل، خلصت لتقديم القرارات والتوصيات للجمعية العامة للمؤتمر.

وقد شارك ممثلون عن الجاليات الفلسطينية في البلدان الاوروبية ووفدان من المواطنين العرب في البلاد( النائب محمد بركة الكاتب الصحفي وديع عواودة والباحث جميل عرفات والمحامي سليم واكيم والشاعر سعود الاسدي والزمار الشعبي حافظ سليمان) ومن مخيمات اللاجئين ضم عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين معتصم حمادة قد شاركوا في المؤتمر.

كما شارك في المؤتمر السفير فلسطيني في ستوكهولم يوجين مخلوف والنائبة في البرلمان السويدي من اصل فلسطيني ايفون رويدة.

من جهته استعرض النائب محمد بـركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مجمل الأوضاع السياسية الراهنة التي تحيط بالقضية الفلسطينية، تطرق خلالها إلى معركة العرب الفلسطينيين في إسرائيل في مواجهة السياسات العنصرية للحكومة الهادفة إلى تهميش المواطنين الفلسطينيين فيها وفرض روايتها السياسية عليهم ومحاولتها طمس هويتهم الثقافية الوطنية.

ولفت إلى أهمية بقاء الأقلية الفلسطينية في وطنها شاهدة على هوية الوطن ومسمياته الأصلية مشيراً إلى تنامي اهتمام المواطنين العرب الفلسطينيين ولجنة المهجرين على وجه الخصوص بالتصدي للماكينة الإعلامية الإسرائيلية تحت شعار «يوم استقلالهم يوم نكبتنا».
ونوه النائب بـركة بحيوية حشد القوى اليهودية الداعية إلى السلام في إسرائيل والعالم إلى جانب الحق الفلسطيني، مشيراً إلى مشاركة مواطنين إسرائيليين في مسيرة العودة الاخيرة إلى قريتي هدشة والكساير المهجرتين وأضاف: «واجبنا الوطني يحتم التأثير على صناعة القرار السياسي وإلا سيتحول وجودنا في الكنيست إلى ضرب من تعذيب الذات».

وشدد على أهمية توحيد الجهود الفلسطينية في المنافي والمهاجر لضمان أكبـر قدر ممكن من قوة الدفع الدولية نحو إظهار الحقائق ومناصرة الشعب الفلسطيني في مسيرة الحرية والاستقلال. وشدد على دور فلسطينيي أوروبا في مناصرة حق العودة والدفاع عنه وضرورة أن يكون لهذا الدور التأثير الفعال على السياسات الأوروبية والرأي العام فيها لصالح قضية العودة»

وانتقدت النائب رويدة بشدة سياسة الحكومة السويدية الحالية وتراجعها عن بعض المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية واتهمت الحكومة السويدية ورئيسها بالخضوع للضغوط الأميركية والابتزاز الصهيوني، داعية إلى مواقف تتناسب ومصداقية أوروبا في الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وثمنت مبادرة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا لتشكيل رابطة خاصة بهم لتدافع عن حق العودة ومخاطبة المجتمعات الأوروبية بعدالة قضية اللاجئين وحق العودة.

ومن ضمن قرارات مؤتمر " العودة والاستقلال تنسيق الجمعيات والهيئات الفلسطينية في العالم ذات الاهتمام بحق العودة فيما بينها لتشكيل وحدة مركزية، للتواصل بين الوطن والشتات.

كما تقرر العمل على تشكيل لوبي فلسطيني في أوروبا لصالح حق العودة والانفتاح على القوى المؤيدة له بما فيها القوى اليهودية والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والقوى الوطنية في أراضي 48. كذلك قرر المؤتمر إنشاء اتجاهات مؤيدة للقضية الفلسطينية وحق العودة من خلال تكثيف النشاط في مختلف المحافل الاوروبية الرسمية والاهلية والدفع باتجاه تعزيز دور الأونروا بهدف الاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين، وتوسيعها لتشمل اللاجئين الفلسطينيين في كل من مصر والعراق.

وأكد المؤتمر اهميةالعمل على تأييد رفض تطوع أي أوساط فلسطينية أو عربية لشطب حق العودة ومطالبة جامعة الدول العربية بتعديل مبادرتها للسلام المعتمدة في قمة بيروت في مارس / اذار 2002 والتي تجاهلت حق العودة مكتفية بعبارة تنص على «حل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين"
والى جانب التاكيد على رفض المشاريع البديلة لحق العودة والقرار 194 أكد المؤتمر على اهمية تطوير الثقافة الفلسطينية لدى الجاليات وإحياء التراث والفنون الشعبية والتقاليد الفلسطينية بأشكال مختلفة من معارض وندوات وتشكيل الجمعيات النسائية والاجتماعية.

وعلى المستوى الفلسطيني الداخلي أقر المؤتمر تبنى مشروع متكامل لرعاية عائلات الشهداء والأسرى والمفقودين أضافة لرعاية مشاريع تأهيل المرأة الفلسطينية في المخيمات، والترويج لمنتجاتها في المخيمات ضمن معارض تقام في أوروبا.

يشار الى ان المؤتمر تخلل فقرات فنية شعبية فلسطينية شارك فيها الشاعر سعود الاسدي بتقديم باقة من قصائده فيما اجج يرغول حافظ سليمان( ابو سعود) مشاعر الحنين للعودة للاوطان لدى المهجرين الفلسطينيين في السويد.

التعليقات