"تينت حذر مراراً من وجود جاسوس إسرائيلي في البنتاغون"

هآرتس تؤكد معرفة رجال الموساد جيدا للاري فرانكلين المتهم بالتجسس لصالح اسرائيل وتشير الى عدة اسباب ساهمت في تبريد العلاقات بين الموساد وسي أي ايه

قال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس، زئيف شيف، في نبأ نشره اليوم (الاحد)، حول قضية الجاسوس الاسرائيلي في البنتاغون، إن جورج تينت، رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية "سي. آي. إيه"، كان قد المح قبل استقالته من منصبه، وفي عدة مناسبات التقى خلالها بشخصيات إسرائيلية، خاصة رجال الموساد الاسرائيلي، الى وجود جاسوس لاسرائيل في مقر وزارة الدفاع الاميركية.

وحسب الصحيفة "كان الاسرائيليون يرفضون هذا الادعاء بشدة، وتحدوا تينت ان يلقي القبض على الجاسوس ويعرضه على الملأ". وأضاف شيف أن تلك الملاحظات نقلت، في حينه، الى اسرائيل وان القيادة السياسية كانت تعرب عن دهشتها ازاء "ادعاءات" تينت.

وكانت وسائل الاعلام الاميركية قد نشرت في نهاية الاسبوع المنصرم، نبأ التحقيق مع لاري فرانكلين، الذي عمل في قسم الشرق الأوسط وجنوب أسيا، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بتهمة التجسس لصالح اسرائيل، واحتمال ان يكون فرانكلين هذا قد شارك في بلورة الاستراتيجية الاميركية التي قادت الى الحرب ضد العراق. وقال تلفزيون "سي بي اس" ان ال "اف.بي.اي" يعتقد بوجود جاسوس يعمل لحساب اسرائيل" في مكتب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وان هذا الجاسوس نقل الى اسرائيل وثائق سرية بينها وثائق تتعلق بمداولات جرت في البيت الابيض حول ايران، كما شارك في بلورة السياسة التي انتهجها البنتاغون في العراق.

ووفقا لشبكة سي. بي. اس. فان من بين الوثائق التي نقلت الى اسرائيل مسودة توجيه رئاسي بشأن السياسة الامريكية نحو ايران التي وصفها بوش بأنها تشكل محورا للشر مع العراق وكوريا الشمالية.

وادعى مسؤولون في "ايباك"، اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، انهم لم يسمعوا باسم لاري فرانكلين، الا امس الاول، عندما وصل المحققون اليهم!.

الا ان جهاز المخابرات الاسرائيلي يعرف فرانكلين جيدا، حسب ما يقوله شيف في "هآرتس". فقد شارك فرانكلين، في السابق، في العديد من اللقاءات مع مندوبي اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، خاصة الاستخبارات العسكرية.

وحسب شيف، لاحظ الاسرائيليون، خلال السنة الاخيرة حدوث برود في العلاقات بين جهاز الـ"سي. اي. ايه" و"الموساد" الاسرائيلي. ونقل عن مصادر اسرائيلية واميركية ان ذلك يعود الى عدة اسباب، اولها: تسريب مواد سرية سلمتها واشنطن لاسرائيل، على سبيل المثال المعلومات التي سربتها اسرائيل حول النشاط النووي الليبي. وحسب شيف اكتشف الاسرائيليون تشكك واشنطن بهم في وقت لاحق عندما امتنع الاميركيون عن اشراكهم في المفاوضات التي اجروها مع ليبيا لتفكيك مشروعها النووي.

وهناك سبب آخر يورده شيف، هو رفض الموساد الاسرائيلي نقل معلومات مختلفة طلبها جهاز الـ"سي. أي. ايه". وجر ذلك الى رفض الـ"سي. أي. ايه" اشراك اسرائيل بالمعلومات المتوفرة حول ما يسميه شيف "ارهاب القاعدة في شرق افريقيا، وبل وحتى تجاهل الـ"سي. أي. ايه" لزعم اسرائيلي يتعلق بقيام العراق باخفاء مركبات تستخدم في تصنيع الاسلحة النووية، خارج أراضيه.

وهناك سبب اخر يورده شيف، وهو حدوث تراجع في العلاقات بين قادة جهازي الـالـ"سي. أي. ايه" والموساد، بعد تعيين مئير دغان رئيسا للموساد.

وحسب مصادر اسرائيلية مطلعة على جوهر العلاقات بين الجهازين، تسود خلافات سياسية بينهما على خلفية الصراع العربي - الاسرائيلي. وقالت هذه المصادر ان جهاز الـ "سي. أي. ايه"، اعتبر، في اكثر من مناسبة، اسرائيل، عاملا مزعجا للعلاقات الاميركية - العربية، كما يتهم جهاز الاستخبارات الاميركي، اسرائيل بالتأثير سلبا على تحسين العلاقات بين سوريا وواشنطن.

التعليقات