رئيس الدورة الـ63 للجمعية العامة يطالب بتطبيق قرار التقسيم 181..

ويعتبر أن الفشل الأكبر للأمم المتحدة هو في عدم إقامة دولة فلسطينية مستقلة * ويقول إن "بعض أعضاء مجلس الأمن اختلطت عليهم الأمور بسبب تمتعهم بحق الفيتو"..

رئيس الدورة الـ63 للجمعية العامة يطالب بتطبيق قرار التقسيم 181..
طالب رئيس الدورة الـ63 للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة المنظمة العالمية بالعمل على تطبيق قرار تقسيم فلسطين -181- الصادر عن الأمم المتحدة في العام 1947، إلى دولتين، والعمل بدون تأخير على "تنفيذ الالتزام القديم للأمم المتحدة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة".

وفي كلمته التي ألقاها بعد انتخابه لمنصب رئيس الجمعة العامة، التي ستفتتح الثلاثاء المقبل، قال ميغيل ديسكوتو بروكمان إن "الفشل الأكبر للأمم المتحدة هو عدم إقامة دولة فلسطينية".

وتناولت "هآرتس" النبأ، لافتة إلى أن ديسكوتو (75 عاما)، يعتبر من قياديي الجبهة الساندينية للتحرير الوطني في نيكاراغوا، وأشغل منصب وزير الخارجية في سنوات الثمانينيات. وقال: "في هذه اللحظة بالضبط، يتواصل قتل البشر كنتيجة لعدم قدرة الأمم المتحدة على تطبيق قرار التقسيم قبل 61 عاما".

وأضاف أنه "نتيجة لعدم تطبيق القرار فإن الفلسطينيين يعيشون في أسوأ الأوضاع في تاريخهم المأساوي".

وقال رئيس الجمعية العامة "من المحزن والحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أن بعض أعضاء مجلس الأمن الذين يبدو أنهم يدمنون الحرب، يعجز المجلس عن ردعهم عما يرتكبون من انتهاكات جسيمة وتهديدات للأمن والسلم الدوليين. و أن بعض هؤلاء الأعضاء اختلطت عليهم الأمور بسبب تمتعهم بحق الفيتو وظنوا أن بإمكانهم استخدامه متى شاءوا وبدون أية عواقب".

وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن كلمته كانت مفاجئة، وأثارت الاستغراب في قاعة الاجتماع، وبدا مندوبو البعثات الدولية كمن فاجأتهم كلمته، التي أصبحت حديث الجميع في مبنى الأمم المتحدة، في حين أثارت عددا من البعثات الدولية.

ونقلت "هآرتس" عمن وصفته بـ"دبلوماسي غربي كبير"، قوله إن "وظيفة رئيس الدورة، وهو منصب تمثيلي أساسا، تهدف إلى التأكيد على الموحد والمشترك بين الدول الأعضاء، وليس إطلاق تصريحات تحمل رسالة فرقة"، على حد قوله.

ومن جهته قال نائب رئيس الوفد الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة، داني كرمون، إن "كلمة رئيس الدورة تعبر عن التاريخ الشخصي لديسكوتو وتطلعاته السياسية" وادعى أن ذلك "أمر غير مقبول في الأمم المتحدة".

يذكر أن الجمعية العام للأمم المتحدة قد اختارت وزير خارجية نيكاراغوا السابق ميغيل ديسكوتو رئيسا لدورتها الثالثة والستين.
وجاء اختيار ديسكوتو بعد تزكيته من قبل مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي.

وقال رئيس الدورة الثانية والستين للجمعية العامة، سيرجن كريم، إن السيد ديسكوتو يمتلك خبرة واسعة على المستويين المحلي والدولي.

وأضاف قائلا "إن السيد ديسكوتو عمل خلال حياته بإخلاص شديد لمساعدة الفقراء والحد من انعدام المساواة الاجتماعية والمساعدة في أعقاب الكثير من الكوارث الطبيعية، ولهذا فقد حاز على الكثير من الجوائز على المستويين المحلي والدولي، وأنا واثق من أن خبرته ستساعد بشكل كبير في التعامل مع القضايا والتحديات التي تواجه عالمنا اليوم وخاصة دفع أجندة الأمم المتحدة التنموية قدما".

وكان قد دعا بالأمس، في منتدى يضم 192 عضوا، إلى إدخال الديمقراطية في عمل الأمم المتحدة حتى تعمل بفعالية أفضل، ولتضمن ألا تغلب أصوات الأقلية آراء الأغلبية.
وفي افتتاح الدورة تعهد السيد ميغيل دسكوتو بروكمان، وزير الخارجية السابق لنيكاراجوا، على أن يكرس سنة عمله كرئيس للجمعية لتمثيل مصالح المستضعفين في العالم، وليرعى التضامن بين الشعوب و الدول الأعضاء.

و قال دسكوتو "إنني مدرك للآمال العظيمة التي يعلقها معظم شعوب العالم المجردين في كوكبنا المهدد على الأمم المتحدة لتجلب لهم الأمن و السلام، وللدفاع عن حقهم في الحياة، ولتحقيق التنمية الكاملة". وأضاف "لا يمكننا أن نخذلهم".

وأخبر السيد دسكوتو الوفود بأنه تولى المنصب في وقت عصيب على الإنسانية. مستشهدا بسلسلة من المشاكل الأساسية، من ضمنها انتشار الفقر والجوع، وتأثير التغيير المناخي، وتوفير مياه الشرب بشكل غير متساو بأنحاء العالم.

و أضاف "ستصبح ديمقراطية الأمم المتحدة هي الهدف والغاية الأساسية لهذه الدورة، وبهذا سنضمن أن تحتفظ الأمم المتحدة بمكانتها في العالم كأعظم وأهم منظمة لتحقيق الأمن والسلم، وهو حق تطالبنا به شعوبنا".

و قال إنه سيعمل على تحويل ما يطلق عليه في العالم "منطق الأنانية السائد"، الذي قام بتعطيل الجمعية العامة عن أداء مهامها.

وأضاف " أن عالمنا اليوم في حالة يرثى لها، ولا عذر لذلك ، وهو شيء يدعو للخجل. وأن ما يطلق عليه تولستوي "الأنانية المجنونة" يفسر صرف مليارات الدولارات في الحروب العدوانية، في الوقت الذي يعاني فيه أكثر من نصف سكان العالم من الجوع والدمار".

و قال الرئيس إن تركيز أعضاء الجمعية في هذه الدورة سينصب على فحص الأسباب الجذرية المؤدية للعديد من المشاكل الرئيسية، مثل الأزمات الراهنة التي سببتها الأسعار الباهظة للعديد من المواد الأساسية، وتأثيرها على مسألة الفقر والجوع.

وقال أيضا إن حوارا رفيع المستوى سوف ينعقد في العام المقبل حول ديمقراطية الأمم المتحدة، وسينقسم الحوار إلى ثلاثة أجزاء لمناقشة بريتون وودز ومؤسسات مالية أخرى، ودور الجمعية العامة، وحجم وشكل مجلس الأمن.
وأضاف قائلا إن إعادة هيكلة مجلس الأمن المكون من 15 عضوا كانت من أهم التحديات التي واجهتها الأمم المتحدة.

التعليقات