رايس تسلم باتخاذ بعض القرارات الخاطئة في العراق

رايس: ادارة بوش اتخذت بعض القرارات الخاطئة في العراق ولم تكن مستعدة لمهمة إشاعة الاستقرار في البلاد

رايس تسلم باتخاذ بعض القرارات الخاطئة في العراق
قالت كوندوليزا رايس المرشحة لتولي وزارة الخارجية الامريكية ان ادارة الرئيس جورج بوش اتخذت بعض القرارات الخاطئة في العراق ولم تكن مستعدة لمهمة إشاعة الاستقرار في البلاد في اعتراف نادر بارتكاب أخطاء.

وجاء اعتراف رايس أثناء جلسة لاعتماد ترشيحها بلجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الامريكي حيث أيد تعيينها ستة عشر عضوا مقابل اعتراض اثنين كأول امرأة سوداء تتولي أكبر منصب دبلوماسي رغم انتقادات الديمقراطيين بشأن حرب العراق.

وكان الجمهوريون يأملون في اعتماد سريع لترشيح رايس من قبل مجلس الشيوخ بكامل هيئته مع مناقشات محدودة أو دون مناقشات على الاطلاق بعد ان يؤدي الرئيس بوش اليمين لفترة ولاية ثانية اليوم الخميس.

إلا ان الديمقراطيين عارضوا الأمر وقالوا انهم يأملون في إجراء مناقشة في مجلس الشيوخ لمدة تسع ساعات من المحتمل ان تتضمن انتقادا حادا للادارة الأمريكية في العراق. وهذه المناقشة قد تؤجل التصويت الى الاسبوع القادم.

لكن الديمقراطيين شكوا من ان إدارة الرئيس بوش الجمهورية غير مستعدة للتعلم من أخطائها من خلال تغيير السياسات المتبعة في العراق والتزام الصراحة بخصوص تكلفة استمرار انتشار القوات الامريكية هناك ووضع استراتيجية افضل للخروج من البلاد.

وقالت رايس أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ "اتخذنا كثيرا من القرارات في هذه الفترة. كان بعضها جيدا ولم يكن بعضها جيدا وكان بعضها قرارات سيئة بالتأكيد."

ولم تحدد رايس (50 عاما) رئيسة جامعة ستانفورد السابقة القرارت السيئة إلا انها حددت حالة واحدة على الاقل قائلة "لم تكن لدينا المهارات اللازمة والقدرة اللازمة للتصدي لجهود إعادة البناء من هذا النوع."

واعترفت رايس مستشارة الرئيس بوش للأمن القومي في ولايته الاولى بان قطاع الاستخبارت بوزارة الخارجية الامريكية اعترض قبل الحرب على بعض المعلومات بشأن قدرات العراق المتعلقة بالأسلحة وكان من الضروري الانصات له بدرجة أكبر.

ودفعت الادارة الامريكية بان العراق يملك اسلحة دمار شامل لتبرر الحرب الا انه لم يعثر على أي من هذه الاسلحة.

واختار بوش رايس لتخلف كولن باول وزير الخارجية الحالي الذي يحظى بالاعجاب على نطاق واسع وينظر اليه عادة على انه الوحيد في الادارة الامريكية من الحمائم ويفضل اللجوء الى الدبلوماسية لحل الازمات.

وقال متحدث باسم السناتور روبرت بيرد العضو الديمقراطي عن ولاية وست فرجينيا ان بيرد وآخرين يعتقدون ان "المسؤوليات الدستورية لمجلس الشيوخ بالموافقة والنصح ليست مسألة مفروغ منها." وانهم يريدون وقتا للنظر في شهادة رايس قبل التصويت.

وجاء تسليم رايس بارتكاب أخطاء بعد شكاوى من ان شهادتها جاءت مجافية للواقع حيث تتصاعد المقاومة في العراق فيما تتعرض الجهود الامريكية لتدريب قوات أمن عراقية لتولي المسؤولية من القوات الامريكية للتأخير.

وانتقد السناتور جو بايدن العضو الديمقراطي عن ولاية ديلاوير استشهادها بأرقام الادارة التي تشير الى انه تم تدريب 120 الفا من قوات الأمن العراقية كجزء من استراتيجية للانسحاب من العراق ليحلوا في نهاية المطاف محل 150 الف جندي أمريكي.

وقال انطوني كوردسمان الخبير الأمني في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن ان غالبية العراقيين الذين دربتهم الادارة الامريكية لا يمنكهم القتال بكفاءة وان بوش ورايس اعترفا بمشكلات تتعلق بتركهم للخدمة وتغيبهم.

وقال بايدن "انتم جمعيا لاتفعلون أي شئ سوي ترديد .. دربنا 120 الف جندي .. وعندما أعود الى ولايتي يسألني الناس .. لماذا لانزال هناك؟ ... الا يوجد 120 الف عراقي مدرب ... لماذا لا نزال هناك؟."

واضاف "بالله عليكم لا تنصتوا (لوزير الدفاع الامريكي دونالد) رامسفيلد. انه لا يعرف عما يتحدث في هذا الشأن."

وانضمت السناتور باربره بوكسر العضو الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا الى السناتور جون كيري العضو عن ولاية ماساتشوستس مرشح الرئاسة الديمقراطي الذي عجز عن زحزحة بوش عن الفوز بفترة ولاية ثانية في التصويت ضد رايس وحثتها على تغيير السياسة أينما يلزم الأمر.

وقالت "يبدو لي ان هناك تشددا .. افتقارا للمرونة"..

التعليقات