رايس تلوح لإسرائيل بالتطبيع من أجل إقناعها بتجديد المفاوضات

إسرائيل تعمل على تجنب الحديث عن الحل الدائم وقضية القدس واللاجئين الفلسطينيين * رايس ستتركز في "الحرب على الإرهاب وتوسيع وقف إطلاق النار ووقف إطلاق الصواريخ"..

رايس تلوح لإسرائيل بالتطبيع من أجل إقناعها بتجديد المفاوضات
تنوي وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، الإعلان، مساء اليوم الإثنين، عن بدء المباحثات حول إقامة الدولة الفلسطينية. وبحسب خطة رايس، فإن الولايات المتحدة ستجري محادثات منفصلة مع إسرائيل ومع الفلسطينيين، تعرض فيها الأسئلة على الطرفين، لاستيضاح الموقف بهدف بلورة جدول أعمال متفق عليه لتجديد المفاوضات.

وعلى ما يبدو فإن مثل هذا الإعلان لن يكون له أي وزن عملي. ورغم أن أن رايس ستلوح للإسرائيليين بالتطبيع مع "دول عربية معتدلة" فإنها ستتركز في "الحرب على الإرهاب وتوسيع وقف إطلاق النار ووقف إطلاق صواريخ القسام"، علاوة على الوزن الذي توليه للتصور الإسرائيلي لمسألة مثل التواصل الجغرافي في الضفة الغربية. وفي المقابل فإن إسرائيل تعمل على أن تتجنب رايس الحديث عن الحل الدائم وقضية القدس واللاجئين، وتصر أولاً على إطلاق سراح الجندي الأسير غلعاد شاليط ووقف إطلاق الصواريخ .

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، قد اجتمع مع رايس يوم أمس، الأحد، لمدة ثلاث ساعات، ومن المقرر أن يجتمع معها اليوم مرة أخرى قبل عقد مؤتمر صحفي. وجاء أن أولمرت وطاقمه السياسي قد أجروا اتصالات مع رايس ومساعديها بهدف تليين نص التصريح، حتى لا يشتمل على صياغات ملزمة بشأن التسوية الدائمة، أو المسائل المختلف عليها مثل قضية القدس واللاجئين.

وفي المقابل علم أن رايس كانت قد صرحت قبل لقائها مع أولمرت لمراسلين أمريكيين أنها تتوجه بحذر إلى المفاوضات، وأنها لا تتوقع حصول تقدم سريع.

كما أفادت المصادر ذاتها أن رايس تنوي عرض أسئلة على الطرفين تتناول مجالين؛ الأول الأرض، والثاني الترتيبات الأمنية. وبحسبها فمن الممكن الاستفادة من التجربة المتراكمة منذ وقف المفاوضات في العام 2000. وأنه يجب استخلاص النتائج من تفعيل المعابر الحدودية؛ رفح والمنطار في قطاع غزة.

إلى ذلك، جاء أن رايس تطلب إيضاحات من إسرائيل بشأن رؤية إسرائيل للدولة الفلسطينية ذات التواصل الجغرافي في الضفة الغربية.

وكانت رايس قد وصلت يوم أمس إلى البلاد، واجتمعت مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في رام الله، قبل أن تتناول العشاء في بيت أولمرت. ومن المقرر أن تجتمع مع عباس ثانية في الأردن. كما من المقرر أن تجتمع اليوم مع وزير الأمن الإسرائيلي عمير بيرتس، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.

وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الإدارة الأمريكية تحاول زيادة تدخلها وطرح اقتراحات وساطة من أجل "خلق أفق سياسي"، وأن رايس تنوي عرض التفاهمات التي تعمل على بلورتها بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في قضايا مثل "الحرب على الإرهاب وتوسيع وقف إطلاق النار ووقف إطلاق صواريخ القسام".

كما قالت الصحيفة أن لقاء رايس مع أولمرت مساء أمس لم يسفر عن تفاهمات، ومن المقرر أن يجتمع الإثنان مرة أخرى اليوم. وأن زيارة رايس هذه تأتي للمرة الرابعة خلال شهرين، وهي تعمل على البحث عن معادلة لتسوية الخلاف بشأن الحل الدائم. وبينما يطلب الفلسطينيون الدخول في مفاوضات مباشرة، فإن إسرائيل تصر على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط ووقف إطلاق القسام.

وتابعت "يديعوت أحرونوت" أن رايس سوف تقترح التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين بمسارين منفصلين، بعد أن اعترفت بأنه لا يمكن إجراء محادثات مباشرة في المناخ السياسي الحالي. وفي المقابل فإن إسرائيل تحاول خفض سقف التوقعات.

إلى ذلك، أضافت الصحيفة أن رايس تنوي تسهيل الأمور على إسرائيل، عن طريق خطوات من جانب دول عربية "معتدلة" باتجاه التطبيع مع إسرائيل.

التعليقات