رايس وجيتس ينهيان زيارتهما لمصر؛ ويتوجهان إلى السعودية؛ على جدول الأعمال: العراق؛ وحلف استراتيجي مناهض لإيران..

وتاتي زيارة رايس وغيتس غداة اعلان واشنطن الاثنين عن مساعدات عسكرية قيمتها عشرات المليارات من الدولارات لشركائها العرب المدعووين لمساعدتها في العراق ولاسرائيل.

رايس وجيتس ينهيان زيارتهما لمصر؛ ويتوجهان إلى السعودية؛ على جدول الأعمال: العراق؛ وحلف استراتيجي مناهض لإيران..
اكد وزراء خارجية الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر اثر اجتماع عقدوه في شرم الشيخ الثلاثاء "دعمهم القوي" لأي دولة خليجية تتعرض "لتهديدات خارجية".

وقال الوزراء التسعة في بيان مشترك وزع على الصحافيين عقب الاجتماع انهم "يعربون عن دعمهم القوي لأي دولة خليجية تواجه تهديدات خارجية لسيادتها ووحدة اراضيها".
ولم يحدد البيان الدول الخليجية التي تواجه مثل هذه التهديدات. لكنها اشارة على ما يبدو الى التهديدات التي تقول الولايات المتحدة ان ايران تشكلها في المنطقة.

واضاف البيان ان الوزراء التسعة "اتفقوا على ان السلام والامن في منطقة الخليج يشكلان اهمية محورية للاقتصاد العالمي وعلى ضرورة الحفاظ على استقرار الخليج باعتباره هدفا وطنيا حيويا للجميع". وتابع البيان ان الدول التسع المشاركة في الاجتماع "اتفقت على مواصلة التعاون في مواجهة هذه التهديدات".

وجاء اجتماع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مع نظرائها في الدول العربية الثمانية الحليفة لها في العالم العربي غداة اعلان واشنطن الاثنين عن مساعدات عسكرية قيمتها عشرات المليارات من الدولارات لاسرائيل ولحلفائها العرب في الشرق الاوسط المدعوين لمساعدتها في العراق ولاسرائيل كذلك.
وتشمل هذه المساعدات 13 مليار دولار لمصر و30 مليار دولار لاسرائيل و20 مليار دولار للسعودية.

وقبل وصولها الى مصر في بداية جولة في الشرق الاوسط مع وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس قالت رايس ان هذه المساعدات "ستساعد على تعزيز قوى الاعتدال ودعم الاستراتيجية الاوسع لمواجهة التاثيرات السلبية لكل من القاعدة وحزب الله وسوريا وايران".

وقالت رايس في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ردا على سؤال حول مغزى اعلان هذه المساعدات العسكرية في هذا التوقيت إن "الولايات المتحدة تريد ان تطمئن حلفاءها بانه يمكنهم الاعتماد عليها لتامين احتياجاتهم الامنية".

واضافت ان "المساعدات التى تقدم لاسرائيل ومصر والسعودية ودول خليجية اخرى هى نتاج لمناقشات امريكية دارت مع دول المنطقة لمدة عقود من اجل التأكد من امن الحلفاء والاصدقاء فى المنطقة (...) نحن بدأنا برنامج مساعدات لمدة عشرة سنوات بعد أن انتهى البرنامج الاول".
واوضحت رايس انه "فى الاسابيع المقبلة ستكون هناك مناقشات اخرى اضافية مفصلة" حول هذه المساعدات مشيرة الى ان وجود "الكثير من المصالح المشتركة لنا فجميعنا نحارب التشدد ونريد ان نحمي عملية السلام وجميعنا يريد ان يزيد من عوائد السلام فى المنطقة".

وتابعت "لذلك هناك مغزى من الناحية الدبلوماسية لان يكون هناك تركيز على انشطة دبلوماسية لدفع العمليات السياسية وهذه الجهود السياسية ستصاحبها مساعدات عسكرية من اجل الدفاع فى مواجهة اى تهديد للمنطقة".

وردا على سؤال بشأن ما اذا كان الهدف من المؤتمر الدولي الذى دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش هو دعم "السلطة الفلسطينية" ام استئناف عملية السلام قالت ان المؤتمر الدولى يرمي الى "دفع الطرفين قدما من اجل حل الدولتين فلا يستطيع اي طرف ان يحل محل الاطراف فى مناقشات تأسيس الدولتين ولكن هناك مجال للمساعدات الدولية من اجل دعم حل الدولتين".

واضافت ان "هناك جهودا من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس وساذهب الى اسرائيل والى المناطق الفلسطينية بعد يومين بعد ان ازور السعودية لارى ما يمكن ان نفعله حتى نزيد من احداث التقدم على المسار الفلسطيني الاسرائيلي".

من جانبه قال ابو الغيط "اننا فى اجتماع اليوم تحدثنا عن وجهة النظر العربية وما نرغب ان نراه في اعمال هذا الاجتماع وما يمكن ان يخلص اليه من نتائج (...) واكدنا اننا يجب ان نرى اجتماعا بأجندة طويلة قادرة على التعامل مع المشكلة الفلسطينية بما يقود الى اقامة الدولة الفلسطينية فى القريب العاجل".

وسئل ابو الغيط عن امكانية تحقيق حل الدولتين فى ظل الانشقاق الداخلى الفلسطينى فأكد "ضرورة التحرك العاجل للتوصل الى آفاق هذه الدولة والاتفاق بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية على هذه التسوية". وحذر من ان "تأخير هذه الخطوة" ليس في صالح القضية الفلسطينية.

واعرب الوزير المصري عن امله فى ان "ينتهى هذا الانقسام الفلسطيني الفلسطيني" لكنه شدد على "الحاجة الشديدة لعودة الشرعية الى قطاع غزة" اي الى انهاء سيطرة حماس عليها التي اعقبت الاقتتال بين هذه الحركة وحركة فتح في حزيران/يونيو الماضي.

وحول التقدم فى العراق بعد عقد مؤتمر دول الجوار في شرم الشيخ في ايار/مايو الماضي اكدت رايس انها ناقشت مع وزراء الخارجية العرب "التقدم الذي تم حتى الآن على ارض الواقع وما تبقى من عمل لا بد من انجازه للاسراع فى مجال المصالحة الوطنية العراقية".

وردا على سؤال حول ترتيب اولويات اجتماع رايس مع وزراء خارجية دول الخليج ومصر والاردن اكدت رايس أن المناقشات اعتمدت "نهجا اقليميا بمعنى التعامل مع جميع قضايا المنطقة. لم نناقش فقط عملية السلام والعراق ولكن ناقشنا الوضع فى لبنان".

واضافت انه "من المهم جدا أن تفهموا ان الولايات التحدة تدرك ان هذه الاوقات هي اوقات تحديات وهي ايضا اوقات فرص وما لم تتعامل مع جميع التحديات والفرص المتاحة فانك ستخفق وستضيع الفرصة ولن تضع المنطقة فى وضع مستقر يسير الى الامام".

وتابعت "لذلك فان الفكرة هنا ليست مناقشة قضية واحدة انما مناقشة جميع القضايا بشكل منهجي اقليمي".

وقد التقت رايس وجيتس وهما أكبر مسؤولين في ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش خلال زيارة مشتركة نادرة بالوزراء العرب في منتجع شرم الشيخ بمصر يوم الثلاثاء مع وعود بتقديم عشرات المليارات من الدولارات في صورة مبيعات أسلحة أمريكية ومعونة عكسرية لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط قالا انها ستساعد في التصدي لتنظيم القاعدة وحزب الله اللبناني وسوريا وايران.

وناشدت رايس وجيتس اللذان غادرا شرم الشيخ في وقت لاحق إلى المملكة العربية السعودية حلفاء الولايات المتحدة من البلدان العربية بذل المزيد لتشجيع المصالحة الوطنية في العراق.

وقد صل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الثلاثاء إلى مصر في بداية جولة قصيرة في الشرق الأوسط تهدف إلى تشجيع الحلفاء العرب على المساعدة في إعادة الاستقرار الى العراق ودعم الحكومة العراقية التي تدعمها واشنطن، وإلى بلورة حلف استراتيجي في الشرق الأوسط في وجه ما تسميه «محور الشر». وسبق هذه الزيارة الإعلان عن مساعدات أميركية كبيرة لإسرائيل وللدول العربية المصنفة أمريكيا في «محور المعتدلين».

الجولة المشتركة لوزير الدفاع ووزيرة الخارجية اللذين نادرا ما يقومان بزيارات معا، تشير إلى الأهمية التي توليها الإدارة الأمريكية للزيارة. وقالت رايس للصحافيين في الطائرة التي اقلتها الى شرم الشيخ "نأمل ان تقوم مزيد من الدول اذا ما اتاحت الظروف الامنية بفتح بعثات ديبلوماسية في العراق". كما اعربت عن املها في ان تقوم الدول العربية باسقاط مزيد من الديون العراقية.

وتاتي زيارة رايس وغيتس غداة اعلان واشنطن الاثنين عن مساعدات عسكرية قيمتها عشرات المليارات من الدولارات لشركائها العرب المدعووين لمساعدتها في العراق ولاسرائيل. وقد اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، الاحد، إن الولايات المتحدة ستزيد مساعداتها العسكرية الى إسرائيل بنسبة 25% لتصل إلى أكثر من 30 مليار دولار على مدى عشر سنوات. وأكد أولمرت أنه حصل على تعهد واضح وصريح «يضمن تفوق إسرائيل النوعي على الدول العربية». وقال في جلسة الحكومة الأسبوعية التي عقدت يوم الأحد الماضي: نحن نقدر هذا الدعم ونفهم رغبة الولايات المتحدة في تعزيز قوة الدول المعتدلة في المنطقة، التي تقف في جبهة واحدة مع الولايات المتحدة وإسرائيل في الصراع ضد إيران".

وتتضمن المساعدات الأمريكية لبعض الدول في الشرق الأوسط، 13 مليار دولار لمصر وثلاثين مليار دولار لاسرائيل وعشرين مليار دولار للسعودية. ويتوقع ان تستفيد دول خليجية اخرى من مساعدات عسكرية لم تتحدد قيمتها.

واكدت رايس ان هذه الرحلة "ستكون فرصة لنتحدث عن المبادرات التي يمكننا القيام بها مع اصدقائنا وحلفائنا في المجالات الامنية والسياسية". واضافت "نحن معنيون بتوفير الامن لحلفائنا القدامى في المنطقة".

وشددت رايس على اهمية التعاون مع الحلفاء في المنطقة لمكافحة التطرف. وتابعت "نعمل مع هذه الدول للتصدي للتطرف ولاعطاء فرصة لقوى الاعتدال والاصلاح".

واستبعدت وزيرة الخارجية الاميركية الاتهامات التي وجهتها طهران للولايات المتحدة بان المساعدات العسكرية التي اعلنتها من شانها الاضرار بالعلاقات بين دول المنطقة. وقالت "اعتقد انه اذا ما حدث زعزعة للاستقرار في المنطقة فانها ستكون من فعل نظام ايراني متورط في نوعية الانشطة التي تحدثت عنها للتو".


وقال غيتس الذي كان يستقل طائرة خاصة به ان هذه الجولة المشتركة مع رايس ذات دلالة خاصة معتبرا انها توضح "الاهمية التي نوليها لطمأنة حلفائنا في المنطقة باستمرارية التزامنا" تجاههم.

واضاف "سندرس خصوصا اهمية مواصلة حوار في الوسائل الكفيلة بتعزيز الامن الثنائي وربما البحث عن فرص جديدة في هذا المجال".



التعليقات