روسيا تنسحب من جورجيا وتهدد برد ساحق على أي اعتداء..

-

روسيا تنسحب من جورجيا وتهدد برد ساحق على أي اعتداء..
أعلنت روسيا أنها بدأت سحب قواتها من جورجيا، عملا بخطة السلام الأوروبية، واتهمت السلطات الجورجية بعرقلة عميلة تبادل الأسرى، مهددة برد ساحق ضد كل من يحاول تهديد مصالحها.

يذكر أن الروس تعهدوا بالبدء في عملية الانسحاب اليوم، دون أن يحددوا موعدا نهائيا لاستكماله، ويقولون إن ذلك يعتمد على "الاستقرار" في جورجيا.

وفي تطور آخر اتهمت روسيا جورجيا بالتقاعس عن احترام اتفاق لتبادل الأسرى، وقال المتحدث باسم دائرة شمال القوقاز أندريه بوبرون، إن موسكو تسعى لتبادل خمسة جنود روس بـ14 جورجياً، في عملية كان من المقرر أن تجري اليوم.

وقال المسؤول الروسي إن جورجيا انسحبت من مفاوضات تبادل الأسرى العسكريين "بدون تفسير".

وفي المقابل نفت وزارة الداخلية الجورجية وجود أي ترتيبات لتبادل الأسرى اليوم، مؤكدة أن المفاوضات ما زالت جارية.

ولم يكشف أي من طرفي الصراع لغاية الآن كم يحتجز من جنود الطرف الآخر.

من جهة أخرى هددت روسيا برد ساحق على أي "اعتداء آخر" على المواطنين الروس.

وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في كلمة أمام قدامي المحاربين الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية في مدينة كورسك الروسية، "إذا فكر أحد في أن بوسعه قتل مواطنينا والإفلات دون عقاب، فلن نسمح بذلك، إذا حاول أحد القيام بذلك مرة أخرى فسيكون ردنا ساحقا".

ومضى ميدفيديف يقول "لدينا جميع الموارد السياسية والاقتصادية والعسكرية اللازمة، وإذا كان أحد يشك في ذلك فعليه التخلي عن شكوكه".

وتأتي هذه التصريحات فيما لا تزال روسيا تواجه ضغوطا دولية متزايدة بسبب توغلها داخل الأراضي الجورجية، ردا على قيام الأخيرة بهجمات في إقليم أوسيتيا الجنوبية المقرب من روسيا.

وكانت روسيا قد أعلنت أنها ستعيد النظر في علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، على خلفية أزمتها الأخيرة مع جورجيا.

وكانت دول الناتو قد أدانت خلال اجتماع لسفرائها في الحلف في بروكسل يوم الثلاثاء الماضي "الإفراط في استخدام القوة" من قبل الجيش الروسي ضد القوات الجورجية.

كما ألغى الحلف في آخر لحظة الأسبوع الماضي اجتماعا كانت موسكو طلبته لتوضيح "حقيقة تداعيات ومقدمات الأزمة".

وفي أوسيتيا الجنوبية أعلن رئيس الإقليم الانفصالي إدوارد كوكويتي أنه سيطلب من موسكو إقامة قاعدة عسكرية على أراضي أوسيتيا الجنوبية، "لأن مواطنين روسا يقيمون هنا".

وأكد كوكويتي أنه لن يقبل بوجود مراقبين دوليين على أراضي أوسيتيا، وأضاف "لا نثق في المراقبين الدوليين الذين يشوهون الحقيقة".

من جانبه لجأ الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي لاستخدام لهجة أقل حدة تجاه موسكو، لأول مرة منذ اندلاع الحرب، إذ دعاها لإصلاح ذات البين، ومغادرة الأراضي الجورجية فورا.

أما الدول الغربية فقد تمسكت بموقفها -الذي اتخذته منذ بداية الأزمة- المنحاز إلى جانب جورجيا والمندد بموقف روسيا.

وفي سياق هذا الموقف، تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تبليسي أمس بحصول جورجيا على عضوية الناتو، بعد أن عرقلت ألمانيا وفرنسا في أبريل/نيسان الماضي انضمام جورجيا للناتو.

وواصلت الولايات المتحدة ودول أوروبية ضغوطها على موسكو، وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن واشنطن ستتباحث مع حلفائها حول عواقب أعمال روسيا فيما يتعلق بالانخراط في المؤسسات، في تلميح إلى اجتماع طارئ سيعقده الثلاثاء وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل لبحث الحرب الجورجية.

كما أن ميركل اعتبرت أن الانسحاب الروسي من جورجيا يمثل أولوية قصوى، وأنه اختبار لمدى صدق موسكو.

أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فقد أكد أن الانسحاب الروسي من جورجيا مسألة غير قابلة للتفاوض.

التعليقات