ساندي تايمز: شارون أمر بضرب المفاعلات النووية الايرانية في نهاية آذار 2006

الصحيفة تنقل عن مصادر عسكرية اسرائيلية ان اسرائيل قامت بجمع معلومات حول المفاعلات النووية الايرانية انطلاقا من قاعدة لها في شمال العراق وستستخدم قوات ارضية وسلاح الجو لتنفيذ العملية

ساندي تايمز: شارون أمر بضرب المفاعلات النووية الايرانية في نهاية آذار 2006
كشفت صحيفة "ساندي تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأحد، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، اصدر اوامره الى الجيش الاسرائيلي بالاستعداد لشن هجوم محتمل على المفاعلات النووية الايرانية، في نهاية شهر آذار 2006، تزامنا مع موعد اجراء الانتخابات البرلمانية في اسرائيل.

وقالت الصحيفة انها استقت هذه المعلومات من مصادر عسكرية اسرائيلية. وحسب هذه المصادر أصدر شارون هذا الامر في اعقاب تلقيه معلومات من جهاز الاستخبارات تدعي ان ايران اقامت مفاعلات لتخصيب اليورانيوم في مناطق مدنية.

وافاد مراسلا الصحيفة عوزي محانيمي وسارة بكستر ان مصادر عسكرية اكدت ان الاستعدادات للعملية دخلت، الأسبوع الماضي، في مرحلة متقدمة. وقالت المصادر انه اذا تمت المصادقة على الخطة فستدمج اسرائيل في عملية التنفيذ قوات خاصة وسلاح الجو بهدف ضرب عدة مفاعلات نووية ايرانية في آن واحد بهدف عرقلة الخطة النووية الايرانية لعدة سنوات.

وقالت الصحيفة ان رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي، دان حالوتس، تلقى هذا الأمر عن طريق وزارة الامن الاسرائيلية. وأضافت ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية بدأت بجمع معلومات مكثفة حول المسألة النووية الايرانية منذ تم الاعلان عن ايران "كأهم هدف للعام 2005". وحسب التقرير تقوم اسرائيل بالتجسس على ايران وجمع معلومات حول مفاعلاتها النووية من خلال قاعدة لها في شمال العراق. وقالت ان الجواسيس الاسرائيليين اكتشفوا عدة مواقع ايرانية اعدت لتخصيب اليورانيوم دون ان تعرف بها الوكالة الدولية للطاقة النووية.

وقال مصدر في البيت الأبيض للصحيفة البريطانية ان العبرة التي تم استخلاصها منذ قيام اسرائيل بضرب المفاعل العراقي في العام 1981، هي "اقامة 50 مفاعلاً وليس مفاعلا واحداً".

وقدرت الصحيفة البريطانية ان قوات خاصة اسرائيلية وطائرات "إف-15" ستشارك في الهجوم على المفاعلات الايرانية، ويمكن لهذه الطائرات ان تصل الى الاراضي الايرانية لضرب المفاعلات والعودة الى قواعدها دون حاجة الى التزود بالوقود في الطريق. وقال احد المصادر الاسرائيلية للصحيفة ان الخروج لتنفيذ عملية كهذه يجب ان يضمن نجاحا بنسبة 100%. ووصف ذلك بتدمير سلاح الجو المصري خلال ثلاث ساعات في عدوان حزيران 1967.

وقالت الصحيفة ان اسرائيل حددت شهر آذار موعدا لضرب المفاعلات الايرانية، بسبب "تخوفها" من قيام ايران بتحسين مقدراتها الاستخبارية، علما ان ايران ارسلت الى الفضاء في اكتوبر الماضي، اول قمر تجسس اصطناعي بمساعدة جهاز ارسال روسي. وقال احد المصادر ان آخر ما تريد اسرائيل حدوثه ما واذا قررت تنفيذ العملية هو نجاح قمر التجسس الايراني بتزويد ايران بمعلومات مبكرة حول العملية.

وتدعي اسرائيل ان ايران ستصل في نهاية اذار الى نقطة اللاعودة من حيث قوتها النووية، وستمتلك في حينه قوة تكنولوجية تمكنها من تخصيب اليورانيوم خلال عامين او اربعة اعوام.

يشار الى ان اسرائيل، تشن منذ عدة اشهر حملة تحريض موسعة ضد ما تسميه الخطر النووي الايراني، وصلت اوجها الاسبوع الماضي، الى اطلاق دعوة مباشرة لضرب المفاعلات الايرانية، حيث طالب عضو الكنيست بنيامين نتنياهو، بضرب المفاعل الايراني، على غرار ما فعلته اسرائيل في العراق في العام 1981. وقررت اسرائيل، امس، اطلاق حملة دعائية دولية، بواسطة سفراء اسرائيل في العالم ، لحث المجتمع الدولي على دفع الملف الايراني الى طاولة مجلس الامن وفرض عقوبات على ايران وضرب مفاعلها.

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم للاذاعة السارائيلية، صباح اليوم انه اوعز الى سفراء بلاده في العالم بشن هذه الحملة ردا على تصريحات نسبت الى الرئيس الايراني، محمود احمدي نجاد، ، جاء فيها انه يجب نقل اسرائيل الى اوروبا.

وافادت الاذاعة ان شالوم سيلتقي مع سفراء الاتحاد الاوروبي لدى اسرائيل لنقل رسالة تحث بلادهم على العمل من اجل طرح الملف الايراني على طاولة مجلس الامن الدولي.

وقال شالوم ان "دول العالم ملزمة على العمل على مختلف الصعد من اجل طرح الملف الايراني على طاولة مجلس الامن، ووقف النظام الايراني المهووس" على حد تعبيره.

ولم تنف جهات عسكرية وسياسية، في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية، صباح اليوم، احتمال تنفيذ هذا الهجوم، لكنها زعمت ان امرا كهذا لم يصدر عن شارون.

وكان مدير عام الوكاله الدوليه للطاقه الذريه محمد البرادعي قد حذر اسرائيل، امس، من تداعيات?اي ضربه عسكريه للمنشآت النوويه الايرانيه.

واضاف البرادعي في تصريح لصحيفه "افتن بوستن" التي تصدر في اوسلو انه لا يمكن عبر اللجوء الي القوه منع باقي الدول من انتاج الاسلحه النوويه اذ ان الهجوم العسكري سيودي الي اعاقه تنفيذ الطرف الاخر مشاريعه لفتره ما ولكن في النهايه سيتمكن من التقاط انفاسه والمبادره للانتقام.

ودعا البرادعي الدول التي تمتلك اسلحه نوويه ان تصبح مثالا جيدا للدول الاخري وقال، ان هذه الدول لا تشعر بالامان ازاء الدول التي تمتلك اسلحه نوويه لذا تسعى لامتلاك مثل هذه الاسلحه ولهذا السبب فانه علي الدول النوويه ان تكون مثالا جيدا لها.

واضاف ان احدا لا يمكنه ان يقول للاخرين ان الاسلحه النوويه خطره في الوقت الذي ينتج هو بنفسه مثل هذه الاسلحه.

واكد البرادعي بان اميركا وروسيا هم اكبر الدول التي تمتلك ترسانه نوويه وعلي هذا الاساس ينبغي عليهما ان تصبحا نموذجا جيدا للاخرين .

التعليقات