ضحايا كاترينا يتجاوز عشرة آلاف ودعوة للتحقيق بتقصير إدارة بوش

نواب في الكونغرس: عمليات الإغاثة تأخرت لأن معظم سكان المناطق المنكوبة من الأميركيين من أصل أفريقي (من السود) ولانشغال إدارة بوش بالعمليات العسكرية في العراق وأفغانستان!

ضحايا كاترينا يتجاوز عشرة آلاف ودعوة للتحقيق بتقصير إدارة بوش
تصاعدت الانتقادات الموجهة لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش بسبب بطء إغاثة المنكوبين في إعصار كاترينا. جاء ذلك بعد أن تفاقمت خسائر الكارثة وقدر عضو مجلس الشيوخ دفيد فيتر بأن عدد قتلى الإعصار قد يتجاوز العشرة آلاف بولاية لويزيانا وحدها، بينما رفض بوش الحديث عن تقديرات القتلى.

وقد أعلن رئيس لجنة الشؤون الحكومية بمجلس الشيوخ سوزان كولينز من الحزب الجمهوري والعضو الديمقراطي باللجنة جوزيف ليبرمان أنهما سيفتحان تحقيقا فيما وصفاه "الإخفاق الكبير" في استجابة إدارة بوش للإعصار.

وأضافا في بيان مشترك أن هناك قصورا خطيرا في الاستعدادات والاستجابة عرقل جهود الإغاثة في وقت حرج.

وركزت الانتقادات على جوانب عرقية وسياسية، فتجمع النواب السود في الكونغرس اعتبر أن عمليات الإغاثة تأخرت لأن معظم سكان المناطق المنكوبة من الأميركيين من أصل أفريقي. وقال هؤلاء إن الفقراء ومعظم ضحايا الإعصار من السود في نيوأورليانز تحملوا العبء الأكبر من هذه المعاناة.

يمثل هؤلاء نحو ثلثي سكان مدينة نيوأورليانز البالغ عددهم نحو 500 ألف نسمة حيث تعد المدينة والمناطق المحيطة بها بولاية لويزيانا الأكثر تضررا من الكارثة.

وهاجم القس الأميركي جيسي جاكسون الرئيس الأميركي معتبرا أن الأميركيين السود مستبعدون من مراكز المسؤولية في إدارة عمليات الإغاثة.

وقال النائب إليجا كومنغس في مؤتمر صحفي في واشنطن إن سكان المناطق المنكوبة ومعظمهم من السود أمضوا كثيرا من الوقت بدون طعام ولا ماء.

انتقادات سياسية أخرى ركزت على حرب العراق حيث خرجت نداءات تطالب بإعادة القوات الأميركية من العراق للمشاركة في جهود الإنقاذ. وبرر منتقدو بوش تأخر المساعدات بانشغال إدارته بالعمليات العسكرية في العراق وأفغانستان التي تكلف الاقتصاد الأميركي مليارات الدولارات.

وأمام هذه الانتقادات اعترف بوش الذي تفقد المناطق المنكوبة أمس بأن عمليات الإنقاذ كانت بطيئة، قائلا إن النتائج غير مقبولة. وأكد أن الولايات المتحدة تملك كل الموارد العسكرية لمواصلة الحرب في العراق والقيام بعمليات الإغاثة وحفظ النظام في جنوب الولايات المتحدة.

ووعد بوش بتحسن جهود الإغاثة الحكومية في الأيام القادمة ورفض الانتقادات بأن إدارته كرست موارد أكثر مما ينبغي للعراق ولم توجه ما يكفي من الموارد للاستعداد الداخلي.

في هذه الأثناء بدأ الجيش الأميركي الانتشار في مدنية نيوأورليانز في محاولة لاستعادة الأمن والنظام. وبين هذه القوات نحو 300 جندي عادوا من العراق وقد تلقوا أوامر بإطلاق النار على اللصوص ومثيري الشغب. وقد وقعت اشتباكات بين قوات الحرس الوطني الأميركي وجماعات من المسلحين حاولوا نهب متاجر وبنوك في المدينة.

وبدت المدينة من داخل الملعب الرياضي شبيهة بساحة حرب مع تصاعد أعمدة من الدخان من مناطق مشتعلة. وسمعت انفجارات واندلعت حرائق في مصنع كيميائي وأدت أعمال العنف إلى وقف إخلاء مستشفى كبير في المدينة حيث يتكدس مئات المرضى الذين يواجه عدد كبير منهم خطر الموت.

وقد يقوم الجيش الأميركي أيضا بنشر مزيد من القوات عبر تسريع عودة بعض الوحدات من العراق. ولا يزال ينتظر 300 ألف شخص إجلاءهم من المناطق المنكوبة في لويزيانا، بينهم المائتا ألف المحتجزون في نيوأورليانز.

وقررت القوات الأميركية الاستعانة بطائرات بدون طيار للمساعدة في العثور على الناجين الذين حاصرتهم الفيضانات.

وتم أمس إخلاء الملعب المغطى في نيوأورليانز حيث سادت الفوضى بين آلاف المحتجزين منذ الاثنين الماضي بلا طعام ولا ماء ولا مراحيض كافية في حرارة خانقة. وتحدثت أنباء عن وقوع حالات اغتصاب تعرضت لها بعض النازحات.

وقال قائد سلاح الهندسة في الجيش الأميركي الجنرال كارل ستروك إن نزح المياه وتجفيف الأراضي في نيوأورليانز سيستغرق أسابيع. وأضاف أن مستوى المياه مستقر في الوقت الحالي وأن الأولوية لإنقاذ الناس وإسعافهم.

التعليقات